أحمــد متولــى يكتب: "الخواجــة" أحمــد السبكـى

مقالات الرأي

بوابة الفجر


اعترف أنني لست من عشاق تشجيع الأندية الرياضية الكبيرة مثل "برشلونة" أو "ريال مدريد" أو "تشيلسى" أو غيرهم من الفرق العالمية، ولكني من عشاق اللعبة الحلوة حتى ولو كان هذا النادى هو "أسمنت أسيوط" فى الدورى المصري، فمنذ يومين سحق نادى برشلونة غريمه التقليدي ريال مدريد برباعية نظيفة فى كلاسيكو الأرض بالدورى الأسباني لكرة القدم، فى مباراة أشبه ما توصف بالخيالية بكل ما فيها من لعب وأخلاق وروح رياضية من جمهور الفريقين، هذا بخلاف نقل المباراة باحترافية من قبل وحدة بث محترفة، لأنهم بمنتهى البساطة بمصطلحنا الشعبي "عالم خواجات" عارفين شغلهم كويس جدًا.

 

نوعية هذه المبارايات أو أى أحداث عالمية أخرى تؤكد لنا ونحن نشاهدنا أن العالم أصبح مقسوم نصفين؛ عالم عايشة، والنوعية الأخرى عالم بتحاول تعيش، وبخصوص الناس اللى بتحاول تعيش كانت مصر بتنظم حدث عالمي منذ أيام، وهو مهرجان القاهرة السينمائى، والذى يعد من أهم 11 مهرجان سينمائى دولى يتم تنظيمه عالميًا، والذى فشلت وزارة الثقافة بكل المقاييس فى تنظيمه هذا العام، وخرج أشبه بمباراة "كحيانة" فى الدورى المحلى المصري تذاع عصرًا على قناة "القاهرة"، الثالثة سابقًا، وبدون مُعلق للمباراة، انتهت نتيجتها بالتعادل السلبي للفريقين.  

 

رغم مساوئ دورة هذا العام من المهرجان والذى حملت اسم "سيدة الشاشة العربية" فاتن حمامة، إلا أن بطل المهرجان بلا منازع كان المنتج السينمائى أحمد السبكي، والذى تردد اسمه أكثر من اسم رئيسة المهرجان ووزير الثقافة، سواء بالسلب أو بالإيجاب زى ما بيقولوا: "كانت الجرائد واخده سيرته رايح جاى.. غسيل ومكوى، وتقطيع فى فروته".

 

"السبكي" بلا شك أنقذ "القاهرة السينمائى" هذا العام من فضيحة عالمية بعدما شارك بفيلميه "من ضهر راجل"، و"الليلة الكبيرة"، وعلى الرغم من خسارتهما فى المهرجان وعدم حصول أى فيلم مصرى آخر على جائزة "توحد ربنا"، لكن تخيلوا حجم الكارثة الأكبر التى كانت ممكن أن تحدث وهى عدم وجود أى فيلم مصرى فى المسابقة الرسمية للمهرجان رغم أن المهرجان مصري ويتم تنظيمه فى مصر، وهذا أن دل على شيء فإنما يدل أننا أصبحنا بلد "بتاعت كنافة" لا يوجد لدينا حاجة اسمها صناعة السينما، وأن الأفلام التى يتم عرضها حاليًا أو فى الفترة الأخيرة حاجات بنضحك بها على بعض علشان نسلي الناس والمنتجين يجمعوا القرشين اللى صرفوهم على الفيلم بمشهد جنسي وراقصة بتهز من تحت لفوق وكام أغنية شعبي ونكتب على الفيلم "للكبار فقط"، ولو حد اعترض ما فيش مانع عندهم يخرجوا يقولوا نقول للجمهور أننا بننقل مشاكلكم وبلطجتكم على شاشة السينما، وتيتو والالمانى وعوكل وبوحه ما هم الا نماذج مصرية عايشة وموجودة على أرض الواقع.

 

مهرجان القاهرة السينمائى أمام أزمة بالفعل تتلخص مضمونها فى إدارة المهرجان نفسها والتى تشرف عليها وزارة الثقافة، والتى تذكرنا بجهاز فني لفريق رياضى مصرى يتذيل قائمة الدورى العام رغم أن لديه لاعيبة محترفة وشاطرة، وأصبح الحل المتاح أمامنا الآن أما أن يأتوا لنا بأشخاص مثل عزت أبوعوف أو حسين فهمى أو عمر الشريف يتحملوا مسئولية المهرجان بكل تفاصيله مثلما كان يحدث فى الدورات السابقة، أو عليهم الاستعانة بـ"خواجة"، فاهم اللعبة السينمائية فى مصر من نوعية المنتج أحمد السبكى، من هوليوود أو أوروبا يرأس المهرجان ويعيد إلينا الأضواء والشهرة من جديد على مهرجان قد يتحول لسبوبة سنوية لعدد من الأشخاص.