خبراء: مشروع محور تنمية شرق بورسعيد جزء من برنامج حكومة"إسماعيل" لإرضاء مجلس النواب

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


لا يعلم الكثيرون أن مشروع تنمية شرق بورسعيد، ليس مشروعًا منفردًا، وإنما هو جزء من خطة حكومة المهندس شريف إسماعيل - رئيس الوزراء الحالي، التي ستقدم ضمن برنامجها المنتظر أن يطرح على مجلس النواب الجديد، فور انعقاده خلال أيام قليلة، بعد انتهاء جولة الإعادة من المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية، والمقرر إجراؤها في الأول والثاني من ديسمبر الجاري.

ويشمل مشروع تدشين وإطلاق تطوير محور شرق بورسعيد، عدة محاور ومراحل في مقدمتها تنفيذ ميناء بحري عملاق في تلك المنطقة، إلى جانب منطقة صناعية وأخرى لوجستية وثالثة سكنية، ورابعة للمزارع السمكية، بالإضافة إلى منطقة أنفاق جنوب بورسعيد، للمساهمة في ربط شرق مصر بغربها ودفع عجلة التنمية والاستثمار.
 
وقال الدكتور رشاد عبده - الخبير الاقتصادي، إن المرحلة الأولى من المنطقة الصناعية، تقام على مساحة 16 مليون متر مربع، وتشمل 4 صناعات أساسية هي السيارات والمعدات الهندسية والأجهزة المنزلية والتعبئة والتغليف، أما المنطقة السكنية فتشمل 10 آلاف وحدة تكفي 50 ألف مواطن، تقام المزارع السمكية في منطقة شرق الميناء وغرب بالوظة على مساحة 80 مليون متر.

وأضاف "عبده" أن تطوير منطقة شرق بورسعيد، سيخلق حوالي 400 ألف فرصة عمل للشباب، لافتًا إلى أن مشكلة مصر بالدرجة الأولى هي المشروعات الصناعية، وإقامة منطقة صناعية على مساحة 40 مليون متر مربع تعني إقامة مجتمع مدني جديد، وهذا يعني توفير للعملة الأجنبية، وزيادة للاحتياطي النقدي، ومنافسة في التصدير لدول العالم.

وتابع أن هذا الميناء كان موجودًا من قبل في مصر، وكان وظيفته فقط تحصيل الرسوم، وأكبر دخل لها كان حوالي 5.3 مليار دولار، بينما مشروع تطوير المنطقة سوف يزيد دخل ميناء شرق بورسعيد، مطالبًا في الوقت ذاته، بأن تكون الخدمات في منطقة الميناء بعد التطوير على أعلى مستوى.
 
ومن جانبه قال الدكتور عمر صالح - أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة عين شمس، ومستشار البنك الدولي سابقًا، إن برنامج الحكومة للتنمية الاقتصادية – حسب المعلومات المتداولة- يقوم  على محورين الأول على الحدود الشرقية باستكمال زراعة 240 ألف فدان شرق القناة، والثاني تنمية المنطقة الغربية، موضحًا أنه يشتمل على 4 مشروعات "عملاقة" في مجالات التنمية السياحية والزراعية، والربط التجاري بين أفريقيا وأوروبا، تنفذ من خلال استثمارات مشتركة مصرية عربية وأجنبية.

وطالب أستاذ الاقتصاد السياسي، أنه لإنجاح هذه الأفكار، من ضرورة اتخاذ التدابير والإجراءات المتكاملة لحصاد مياه السيول، وتنفيذ برامج بيئية تتوافق مع إقامتها وتحمي السياحة البيئية في جنوب سيناء، كي تمتد إلى وسط سيناء ثم شمالًا حتى مناطق بئر العبد وبالوظة ورمانة ورابعة لتتكامل مع المشروعات السياحية والزراعية شرق خليج السويس وقناة السويس الجديدة.

ولفت "صالح" إلى أن مشروعات المحور الغربي للتنمية يتقدمها إقامة ميناء دولي في "رأس الحكمة" لربط حركة التجارة بين أفريقيا وأوروبا، وتوفير الخدمات اللوجيستية لمشروع "الضبعة" النووي للاستفادة من منخفض القطارة في مشروعات التنمية السياحية والزراعية وتنمية الثروة السمكية، مشددا على أهمية إقامة مشروعات تكميلية لحصاد الأمطار في الساحل الشمالي ومطروح حتي واحة سيوة، لتنفيذ مشروعات زراعة وإنتاج حيواني باستثمارات ضخمة، فضلًا عن تحلية مياه البحر باستخدام الطاقة النووية للسياحة البيئية والاستشفائية.

وأكد مستشار البنك الدولي الأسبق، على ضرورة تنفيذ خطط عاجلة لتشجيع أهالي الدلتا والوادي علي الانتقال إلى تلك المناطق، بهدف إحداث "نقلة" جديدة في معدلات التوطين لها وربطها بمشروع المليون ونصف فدان، لخلق محور تنموي جديد يربط توشكي وشرق العوينات بالواحات بالصحراء الغربية حتي غرب الساحل الشمالي مرورا بمنخفض القطارة.
 
وعلى الصعيد السياسي قال الدكتور رفعت السعيد - رئيس المكتب الاستشارى لحزب التجمع، إن مجلس النواب الجديد عليه ألا يسأل الحكومة فقط عن برنامجها، وما لديها من مشروعات عملاقة، بقدر ما نريده أن يناقشها في مدى إمكانية تطبيقه وضمانات هذا التطبيق، وإلى أي مدى يستطيع أن يحقق العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات.

ونوه "السعيد" إلى أن معدلات النمو بلغت أقصى درجاتها في عهد حسنى مبارك، بينما كان الفقراء يزدادون فقرًا وجوعًا والبطالة تتضخم والعشوائيات تتسع، في مقابل أن تتضاعف ثروات مجموعة قليلة من الأثرياء الذين جمعوا بين السلطة والثروة،

وشدد السياسي اليساري على ضرورة وضع آليات ليستفيد المواطن العادي من هذه الأفكار الجيدة، وألا تذهب المشروعات العملاقة إلى حفنة من المستثمرين المصريين وغير المصريين، ليحققوا مزيدا من الثروات ولا يشعر "الغلابة" الذين هم غالبية الشعب المصرى، بأي تغيير في الأوضاع المعيشية التي لم تتحسن بعد ثورتين قامتا على أكتاف هؤلاء البسطاء، وبدماء وأرواح أبناءهم.