محمود خليل يكتب: التمساح سيدخل الجنة

مقالات الرأي

بوابة الفجر



هل تعلم أسماء حكومة المهندس شريف اسماعيل.. طب هل سمعت تصريحاتهم.. يبقى أكيد ما تعرفهمش كويس..

الحكاية ببساطة أن أعضاء حكومتنا الموقرة لا يختلفون كثيرا عن أي حكومة سابقة – ولا لاحقة أعتقد- سواء حكومات العهد المباركي أو حكومات ما بعد يناير ويونيو..

الوزير لدينا يعتبر نفسه خطيبا مفوها وخبيرا متحكما وقائدا حكيما يمسك بتلابيب الأمور بكل يسر وسهولة.. لذا دائما ما يخرج علينا بكلمات عطرة تضفي مزيدا من البهجة والسرور على مسامع المواطنين البسطاء.

تماسيح وزير البيئة التي لا تدخل المنازل ولو دخلتها ستكون أليفة ولن تغرز أنيابها في أجساد المواطنين، قطعا ستمر على شوارعنا وطرقنا المطابقة لأحدث المعايير الدولية وتضاهي في جمالها ورونقها شوارع أبو ظبي وألمانيا كما قال مسئول وزارة النقل الموقر.. لكنها حتما لن تتعرض لحادث سير لأن الطرق على لسان مسئول نقل ثان مكسرة وغير ممهدة، وطبعا كلما زادت حالة الطرق سوءا كلما قلت معدلات الحوادث لأن سائقي المركبات مضطرين لتقليل السرعة.. مما سيجعل مرور تمساح وزير البيئة آمنا في أي وقت من اليوم، سواء نهارا على نور ربنا أو ليلا على نور وزارة الكهرباء التي لن تنطفىء أبدا لأن الموظفين هيخافوا من تعرضهم للـ"النفخ" على يد وزير الكهرباء اللي أرغد وأزبد وتوعد أي موظف يتقاعس عن عمله بأنه "هينفخه"..

والنفخ ـ كما هو معلوم بالضرورة ـ وسيلة عقاب تشترك مع وسيلة عقاب أخرى وهي "الخازوق" في مكان "الوطء".. ففي الأولى الوطء بمنفاخ وفي الثانية الوطء بعصا خشبية..

لكن "خازوق" العقاب يختلف حتما عن "خازوق" وزارة الاسكان اللي نسي مسئوليها وضعها في كوبري سوهاج الذي تعرض للانهيار قبل افتتاحه رسميا.. وهنا قد يتعرض تمساح وزير البيئة أو أحد من أقاربه القادمين من أعالي النيل لخطر "الخوزقة" في سوهاج.. لكن زميله في الحكومة القابض على وزارة التعليم العالي مطمئن للغاية من علاج التمساح على أعلى مستوى لأن مستشفياتنا أفضل من مستشفيات بريطانيا العظمى ذات نفسها.. ولو أراد تمساح وزير البيئة أن يتعلم تفادي "الخوزقة" ما عليه سوى أن يطلب من وزير التعليم أن تتضمن مناهج التعليم في المدارس فصلا كاملا عن تجنب "الخوزقة" و"النفخ"، والحق يقال سيكون منهجا متميزا يعكف على وضعه علماء قادرين على تطوير مناهج العالم كله كما قال وزير التعليم، وبالتالي لن يعجزوا عن ابتكار منهج بسيط.

لكن الأزمة الحقيقية التي قد تتعرض لها عائلة تمساح وزير البيئة هي عجزهم عن تفسير ظاهرة الأسماك النافقة والتي رأوها طوال رحلتهم المباركة من أعالي النيل وحتى ترعة الاسماعيلية.. ويبدو أن وسائل الإعلام قصرت في توصيل تأكيد مسئولي وزارة الصحة بأن الأسماك في "غيبوبة" وستفيق قريبا لتعيد البسمة على وجوه التمساح وعائلته.

ويبقى السؤال: لماذا أقدم تمساح وزير البيئة على ترك موطنه الأصلي ليزاحم البشر في منازلهم.. الاجابة تجدها لدى باحث مجهول اكتشف أن التمساح عدو للفوسفات وهي مادة قاتلة للتماسيح، لكنها مفيدة جدا للأسماك وبالتالي للبشر التي سيلتهمونها، فالفوسفات وفقا لصديقه وزير البيئة مفيد جدا للصحة، بل تلقيه بعض دول جنوب شرق آسيا في مياه الأنهار لتزيد من منسوب الثروة السمكية لديها، وبالتالي فإن لا خوف من غرق 500 طن فوسفات في مياه النيل، لكن التمساح خشي على حياته خاصة بعد تسبب الفوسفات في مصرع أحد أقاربه من الدرجة الأولى.

لكن ما لا يعرفه التمساح أن قريبه المتوفي سيتعلم الباليه والموسيقى في الجنة وهي مواصفات خاصة تعلمها وزيرة التضامن الاجتماعي وزفتها للمواطنين، ليس هذا فحسب بل أن ابنه الفاشل في الدراسة قد يكون وزيرا يوما ما مثله مثل وزير الشباب والرياضة الذي كان طالبا فاشلا في صغره لكنه أصبح وزيرا في كبره، وعليه أن يغرس في أولاده التزويغ من المحاضرات وتقليل ساعات المذاكرة إلى حده الأدنى حتى يصير مثل وزير الشباب.

هل علمتم الآن لماذا يصر تمساح وزير البيئة على مزاحمة البشر في منازلهم..؟!!