في الذكرى الـ 5 لتنحي «مبارك».. مواطنون: «الله لا يرجعه».. وسياسيون: حاجز الخوف انكسر بسقوطه

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تحل اليوم الخميس الموافق الحادي عشر من فبراير عام 2016، الذكرى الخامسة لتنحي الرئيس الأسبق «محمد حسني مبارك»، بعد نحو ثلاثين عاماً من الحكم، وبعد اعتصامٍ زاد على الـ 18 يومًا من المحتجين بميدان التحرير في وسط العاصمة، وفي محافظات أخرى، للمطالبة بإسقاط النظام، رافعين شعارات «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية».

ومع تصاعد الاحتجاجات، التي بدأت يوم 25 يناير 2011، قرر «مبارك» في 10 فبراير، تفويض نائبه اللواء الراحل عمر سليمان في اختصاصات رئيس الجمهورية وفق ما يحدده الدستور.

لكنها خطوة لم تفلح، حيث استكمل «مبارك» في خطاب قال فيه إنه سيبقى وسيموت على أرض مصر، ولن يترك أرواح الشباب الذين قتلوا منذ بدء الاحتجاجات، تضيع هدراً وسيحاسب المخطئ، وأعلن أنه لا يقبل إملاءات من الخارج، وستبقى مصر أرض المحيا والممات، لكن المتظاهرين رفضوا ما جاء في خطابه، واستمروا في المطالبة برحيله نهائياً عن الحكم.

ومع طلوع شمس يوم 11 فبراير، خرج المتظاهرون في جمعة أسموها «الزحف»، وتوجه قطاع منهم إلى قصور الرئاسة، وفي مساء اليوم ذاته، ومع وصول مسيرات احتجاجية إلى محيط قصر الاتحادية، ظهر عمر سليمان، في بيان تلفزيوني، أعلن فيه أن «مبارك» قرر التخلي عن منصب رئيس الجمهورية، وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد.

وحرصت «الفجر» على رصد آراء مواطنين ونشطاء سياسيين عن مدى التغير الذي حدث منذ ثورة يناير حتى الآن، وهل كان يستحق «مبارك» قيام ثورة ضده.

الشعب أصبح أكثر وعيًا
يقول رجب عبد العال، محامٍ: «إحنا قمنا بثورة من أجل العدالة الاجتماعية، والحرية، والعيش، وليس من أجل خلعمبارك ولكن التمادي والتباطؤ في أخذ القرارات من قبل المسؤولين هو اللي وصل الشعب إنه يثور ولا يتحمل وضع الفساد اللي عاشت فيه البلد ثلاثين عامًا»

وبسؤاله عن ماذا لو ظل مبارك بالحكم؟، رد: «قطعًا كان الخلع، ما ينفعش يكون موجود؛ لأن الشعب أصبح أكثر وعياً بحقوقه».

الثورة على «مبارك» تأخرت
ويرى «مسعد أحمد»، موظف حكومي، أن «مبارك» كان يستحق خلعه منذ زمن والثورة عليه تأخرت كثيرًا، فهو من ساعد في انتشار الفساد في البلد وهو من أهلك شبابها والسبب في هجرتهم من البلد، لافتًا إلى اشتداد القبضة الأمنية التي باتت آنذاك في كل مفاصل الدولة، ناهيك عن تكميم الصوت الحر، وسماع صوت الشباب، بحسب قوله.

ويؤكد «أحمد»: «لو ظل مبارك في الحكم للآن كانت البلد خربت أكثر، وكان الشباب قتلته في ميدان عام، وزمن المسخ انتهى».

«الله لا يرجعه»
ويضيف «حسين السيد»، بائع خضروات، أن «خلع مبارك كان حلم وتم على أيدي الشباب اللي زي الورد، دي كانت تكية حبيب العادلي وأحمد عز وأولاده، أهو ربنا تاب علينا، والله لا يرجعه».

ويخالفهم في الرأي «أحمد عبدالغني»، صاحب بازار، قائلاً: «إنه لا يستحق الثورة عليه وخلعه، فأيامه السياحة كانت أحسن وتوفير الأمان للسياح كانت متوفرة وعمرهم ما خافوا ينزلوا مصر ويترددوا على الشراء بالبازارات، لكن حالياً الوضع واقف، ولا جديد، ولو هنقول ثورنا على الظلم ما هو موجود والحال هو الحال والاقتصاد مدمر، ويا ريت كان مبارك استمر في الحكم، كانت مصر هتبقى مزدهرة اقتصاديًا وأمنيًا، ولا كنا عرفنا يعني إيه داعش».

لو ظل «مبارك» في الحكم لاخترق الإسلاميون مؤسسات الدولة
وأوضحت ندى طعيمه، أحد أعضاء حركة 6 أبريل، أنه لو مبارك لو استمر في الحكم لواصل الإسلاميون اختراقهم للمجتمع ومؤسساته، ولظل الإخوان تنظيماً كبيراً محظوراً من الناحية الرسمية رغم حرية الحركة الواسعة المتاحة له حتى لو لم يكن ممثلاً في البرلمان، ولبقينا محكومين بمناورات القط والفأر السلمية بين الدولة والإخوان، هذا مؤكد.

وأضافت أنه ربما كان الإخوان يتقاربون مع السلطة في صفقة لتأييد جمال مبارك رئيساً، وهو أمر لم يكن الإخوان يستبعدونه، وربما تدهورت العلاقة بين الطرفين إذا بالغ الإخوان في مطالبهم، لكن في كل الأحوال كان تنظيم الإخوان ليواصل تعزيز نفسه ليصبح تحدياً أكثر جدية مما كان عليه في مطلع عام 2011.

حاجز الخوف انكسر بسقوطه
فيما قال عصام الشريف، مؤسس الجبهة الحرة للتغيير السلمي، «بكل تأكيد كان ولا بد من خلع مبارك فلو بقي في الحكم إلى اليوم لما سقطت جدران الخوف والسلبية التي حرص النظام على تعزيزها، ولظل المصريون محدودي المعرفة والخبرة السياسية، وخلعه أتاح للمصريين خبرة سياسية عميقة يصعب علينا تخيل آثارها فيما يأتي من الأيام.