تفسير الأية الكريمة «ان كيدهن عظيم»

إسلاميات

بوابة الفجر


 كثيراً ما نسمع البعض ممن يصفون النساء بأن كيدهن أقوى من كيد الشيطان !! 

مستدلين بذلك قوله تعالى : { إن كيدكن عظيم } ( سورة يوسف _ آية 28 ) 

مقابل قوله تعالى { إن كيد الشيطان كان ضعيفا } ( سورة النساء _ آية 76 )

وهذا توضيح بسيط لما تضمنته الأيتان ..

نسأل الله للجميع النفع والفائدة ... إليكم ..

من الأيات القرآنية التي أساء الناس فهمها ومن ثم أخطأوا في الإستدلال بها 

قوله تعالى : { إن كيدكن عظيم } 

و إذا ما أرادوا المبالغة في الإستشهاد لقولهم فإنهم يقولون : إن الله تعالى وصف 

كيد الشيطان بالضعف بقوله : { إن كيد الشيطان كان ضعيفا } 

وعلى هذا نجد أن كيد النساء أشد من كيد الشيطان . 

في البداية لابد أن نفهم الجملة كما وردت ضمن سياقها القرآني حتى تُفهم فهماً صحيحاً ..

هذه الجملة جزء من الأية الكريمة { فلما رأى قميصه قُدًّ من دبرٍ قال إنه من كيدكن

إن كيدكن عظيم } 
وهذه الآية حكيت على لسان العزيز - عزيز مصر - حينما راودت امرأتُه يوسف عليه السلام 

عن نفسه فقال : معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون 

فهرب منها يوسف الصِّدِّيق فلحقته 

{ واستبقا الباب وقدًّت قميصه من دبر ٍوألفيا سيدها لدا الباب

قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً } 

تقصد يوسف عليه السلام { إلا أن يسجن أو عذاب ٌ أليم . قال هي راودتني عن نفسي }

وعندها { وشهد شاهدٌ من أهلها } وشهادته أنه قال : { إن كان قميصه قُدًّ من قُبُل ٍ} من أمامه 

{ فصدقت } أي صدقت أنه أراد بها سوءاً { وهو من الكاذبين } في قوله أنها راودته عن نفسه 

{ وإن كان قميصه قُدًّ من دُبر ٍ} أي من ورائه { فكذبت} في دعواها عليه { وهو من الصادقين } 

في دعواه عليها . 

{ فلما رأى } أي العزيز { قميصه } أي قميص يوسف ٍ{ قُدًّ من دبر } قال مقولته تلك

{ إنه من كيدكن } 

أي أن هذا البهت ناشىء من إحتيالكن أيتها النساء ومكركن ، { إن كيدكن عظيم }

أي أن مكركن مما دبرتن شيءٌ عظيم . 

إذن هذه الجملة حكيت في القرآن الكريم على لسان عزيز مصر ، وليس في الآية ما يدل 

على تقرير الله تعالى وتوكيده لهذه الجملة ولكن حكاه الله تعالى عنه . 

ويقول إبن المنير في حاشيته على ( الكشاف ) أن الآية التي ذكر فيها كيد الشيطان هي 

من قول الله تعالى غير محكي ، وأن كيد الشيطان المذكور في الآية مقابلاً لكيد الله تعالى 

فكان ضعيفاً بالنسبة إليه كما جاء في أول الآية { الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله و الذين 

كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان 

إن كيد الشيطان كان ضعيفا . } ( النساء - 76 )

وبهذا لا يصح الإستدلال بالآية الكريمة على أن

كيد النساء يفوق كيد سائر خلق الله ومن ضمنهم الشيطان . 

منقـــــــــــــول

و الان ! وضحت الصورة بأن من يهين المرأة المسلمة و يقارنها بالشيطان معاذ لله هو مجرد انسان لا يفقه شيئا 
فنرجو من المسلمين ارجوكم ارجوكم ارجوكم لا تستخدموا الايات القرانية بتفسيرات خاطئة تسئ الى الاسلام و المسلمين و بعد كدة نقول لا للاساءات و الا رسول الله 
سبحان الله مهو اول الاسائات تصدر من انفسنا 
اقول قولى هذا و استغفر الله لى و لكم 
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 



جاء في الطبري في تفسير هذه الآية الكريمة:

قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره في هذه الاية: الذين آمنوا وصدقوا الله ورسوله، وأيقنوا بموعود الله لأهل الإيمان به " يقاتلون في سبيل الله "، في طاعة الله ومنهاج دينه وشريعته التي شرعها لعباده،والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت "، أي والذين جحدوا وحدانية الله وكذبوا رسوله وما جاءهم به من عند ربهم " يقاتلون في سبيل الطاغوت "، يعني: في طاعة الشيطان وطريقه ومنهاجه الذي شرعه لأوليائه من أهل الكفر بالله. 
ويقول الله، مقوِّيًا عزم المؤمنين به من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحرِّضهم على أعدائه وأعداء دينه من أهل الشرك به: " فقاتلوا " أيها المؤمنون، " أولياء الشيطان "، يعني بذلك: الذين يتولَّونه ويطيعون أمره، في خلاف طاعة الله، والتكذيب به، وينصرونه " إن كيد الشيطان كان ضعيفًا "، يعني بكيده: ما كاد به المؤمنين، من تحزيبه أولياءه من الكفار بالله على رسوله وأوليائه أهل الإيمان به. يقول: فلا تهابوا أولياء الشيطان، فإنما هم حزبه وأنصاره، وحزب الشيطان أهل وَهَن وضعف.
إذن فالنسوة في سورة يوسف لم يكن مثلا و لا قدوة لنساء العالمين لكي نسحب كيدهن وسوء صنيعهن ونعممه على النساء كافة، ولا وجه ولا مبرر للمقارنة بين كيد النسوة في سورة يوسف وعظم ما صنعن من جهة وكيد الشيطان وحزبه وضعف صنيعهم وهوانه من جهة أخرى، لأن الوضع مختلف.
إن المعنى العام للكيد في اللغة هو الصنع والتدبير، وتعميم المعنى السلبي الخاص للكيد على النساء خطأ شائع، إذ إن الكيد ليس حكرا على جنس من دون جنس، وليس الكيد كيد كله.
يقول تعالى في سورة الطارق:
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16)م