معركة الإخوان تتواصل: محمود عزت يتودد لشباب "الإرهابية".. وجبهة "كامل" ترد بالاتهامات

تقارير وحوارات

محمود عزت
محمود عزت


أرسل محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الجماعة الإرهابية، رسالة استعطافية إلى شباب الجماعة محاولاً حل الأزمة الناشبة داخل التنظيم، إلا أنه فوجئ بهجوم حاد من جانب محمد كمال وجبهته، متهماً الأول بأنه السبب وراء إفشال مبادرة الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس "اتحاد العلماء المسلمين"، وهو ما دفع "عزت" إلى قيامه بدعوة قيادات الجماعة إلى التصعيد خلال الفترة القادمة.

وفي هذا السياق رصدت "الفجر" التراشق المتواصل بين جبهات "الإرهابية"، وتعليقات بعض خبراء الإسلام السياسي على ذلك.

جبهة "عزت" تعترف بالتقصير

وجه القائم بأعمال المرشد العام رسالة إلى شباب التنظيم قائلاً؛ :"أذكر نفسي أولاً وكل من يسأل بقول الله تعالي، "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير"، ولقد عفا الله عن كثير من أخطائنا التي يظن بعضنا أنها من أفضل اجتهاداتنا أو مما أحسناه من أعمال".

وتابع: "فنحن نتوب إلى الله من كل أعمالنا، فهذا ما استعطناه مع اعترافنا بالتقصير، فنبوء له سبحانه بنعمته علينا، ونبوء له بذنوبنا، فالكيّس من دان نفسه، نعم فالكيّس من دان نفسه وبادر بالتوبة الواجبة علي المؤمنين جميعاً".

وأضاف عزت: "أقول لإخواني الذين يطرحون مثل هذه الأسئلة، ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا وصب ولا نصب حتي الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها عن سيئاته، وهكذا يعتذر الإخوان، فنسأل الله أن نكون جميعاً ممن يلحقون بأنس بن النضر، "من المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً".

جبهة "كامل" ترد بالاتهامات

وعلى الصعيد الآخر، اتهم عبد الله عزت، القيادي الإخواني، جبهة محمود عزت، بإفشال مبادرة "القرضاوي"، قائلاً: "إن المعركة الحالية بشكلها الأوسع والأقل سعة هي معركة تغيير المعادلة، إنها سطوة المنظومة الدولية على الإخوان، وكذلك إنهاء العادات التنظيمية البالية، ورغبة جيل جديد في تدشين بداية جديدة مختلفة كلياً".

وكشف عبدالله، أن جماعة محمود عزت، ستدشن لائحة ما، تكرس لوجود الكهنة التنظيميين، بعد أن يحصلوا على موافقة 20 من أعضاء مجلس الشورى العام، وستكتفى بإجراء انتخابات على مقاعد اللجنة الإدارية العليا دون مكتب إرشاد جديد أو مجلس شورى جديد.

كما أوضح عز الدين دويدار، القيادي بجماعة الإخوان، أن شباب الجماعة عندما يطالبون قيادات التنظيم من جبهة "عزت" بتطوير الأسلوب والنهج، فالقيادات ترد بمطالبتهم بترك الجماعة وتدشين جماعة جديدة.

وقال دويدار، :"كل ما نكلم حد فيهم يقولك وقاعد فيها ليه مش عاجبك أخرج اعملك جماعه تانية، وكأنها جماعة فلان وأنصاره، فمنتهى أملهم إن كل اللي بيفكروا ويناقشوا يخرجوا ويحصلوا الوسط ويحصلوا التيار المصري ويكملوا هما طريقهم للهاوية بسلام تحت ظل عصا الطاعة".

وتابع دويدار، موجهاً حديثه لجبهة محود عزت: "لسنا كمن خرجوا من الإخوان، فلم نخالفكم على موقف سياسي ولا موقف شخصي ولا خلاف إجرائي، نحن الإخوان وأنتم إما تستقيموا معنا تحت ظل الشورى، وإما فالتطوفوا حول زعماؤكم خارج مؤسسة الإخوان".

"عزت" يرد بالتحريض

ورداً على تصريحات جبهة كامل، طالب "عزت" قيادات الإخوان بالالتزام بمبادئ الجماعة وعدم الانحراف عنها، فيما حرض عناصر التنظيم على ما أسماه بـ"التضحية"، قائلاً "لعل ظروفاً عصيبة تحول بيني وبينكم، فإذا قيل إلى ما تدعون فقولوا ندعوا إلى الإسلام".

محاولات "عزت" للحفاظ على منصبه

من جانبه أكد نبيل نعيم، القيادي بالسابق بالجامعة الإسلامية، أن محاولات محمود عزت للم شمل الجماعة تأتي بعد ظهور جبهة جديدة من شباب التنظيم مناهضة لجبهته، خاصةً بعد الاتهامات التي وجهها بعض أعضاء الجماعة إليه بأنه السبب وراء فشل مبادرات الصلح السابقة وعلى رأسها مبادرة "القرضاوي".

وأضاف نعيم، أن الهدف من بيان "عزت" الذي وجهه لشباب الجماعة ليس كما هو مُعلن بحل الأزمة الراهنة بين صفوف الجماعة، وإنما بهدف الحفاظ على منصبه داخل التنظيم خاصةً بعد محاولة "الإرهابية" بتنصيب فرداً آخر بدلاً من "عزت" كقائم بأعمال مرشد عام الجماعة، إضافةً إلى سعيه لعدم حدوث أي انشقاقات أخرى داخل صفوفه.

بيان "عزت" لن يحقق أهدافه

وأكد أحمد بان، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن بيان "عزت" لن يؤثر على أياً من شباب التنظيم، ولن يحقق الهدف المنشود من وراءه، لافتاً إلى أن رد جبهة "كامل" أكبر دليل على ذلك.

وأضاف بان، في تصريح خاص لـ "الفجر"، إلى أنه لا توجد أي خطوات جادة من الطرفين للوصول إلى حل جذري للأزمة التي ضربت صفوف الجماعة، مشيراً إلى أن  محاولات لم الشمل السابقة جميعها باءت بالفشل، وأي محاولات أخرى سيكون مصيرها ايضاً الفشل.