«سد النهضة والإرهاب» الملفات الغائبة عن كلمة «السيسي» أمام النواب.. وسياسيون يؤكدون: بعيد عن الواقع

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


آثار خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي ألقاه، أمام مجلس النواب اليوم، الكثير من ردود الأفعال خاصةً من خبراء السياسة فبعضهم يرونه أغفل بعض القضايا الهامة، لا سيما ملف سد النهضة.

ولوحظ ذلك، عندما قاطع أحد أعضاء مجلس النواب، الرئيس «عبد الفتاح السيسي» أثناء خطابه، قائلاً: «سد النهضة يا ريس»، ورفض« السيسي» التعليق على مقاطعة النائب واكتفى بالنظر إلى أعلى حيث يجلس النائب، مواصلاً حديثه.

ودعا «السيسي»، أن تكون قضايا التعليم والصحة والإعلام وتجديد الخطاب الديني على رأس أولوياتكم، وأن يكون محدودي الدخل وامرأة والشباب موضع اهتمامات النواب في الفترة القادمة.

ورصدت «الفجر» آراء خبراء السياسة حول ما تغيب من ملفات عن خطاب الرئيس «عبد الفتاح السيسي» بمجلس النواب.

خطاب رسمي له أسس برتوكولية
في البداية تقول الدكتورة سلوى شعرواي، محلل سياسي وأستاذ علوم سياسية بجامعة القاهرة: «خطاب الرئيس يفتقر الحديث عن عدة موضوعات على رأسها سد النهضة؛ لكن ذلك يرجع لتصورات دبلوماسية في التعامل مع أثيوبيا لا يصح الحديث عنها بخطابه اليوم كونه رسمي له أسس بروتوكولية لا يخرج عنها، حرصًا على حل المشكلة».

وأضافت شعراوي، أنه ليس من البديهي أنه يعرض أمام العالم كيفية خططه المستقبلية لحل الأزمة، فهذا الأمر له أسس أخرى واجتماعات مع جهات الأمن القومي.

قضايا التأمينات وكرامة المواطن المصري
في هذا الصدد قال الدكتور حسام عيسى، نائب رئيس الوزراء الأسبق : إنه « كان يتوقع حديث السيسي عن رؤية وأولويات الحكومة في الفترة المقبلة أو الحديث عن قضايا التأمينات، والعدالة الاجتماعية، وإهانة كرامة المواطن المصري من قبل بعض أفراد الشرطة، وذكر ثورة 25 يناير، والافراج عن المسجونين، وهو ما لم يحدث.

وتابع عيسى: «نأمل أن يكون بيان الحكومة أكثر وضوحًا، لأن المصريين يعانون من انخفاض الرواتب وصعوبة أوضاعهم الاجتماعية".

خطاب لا يمثل الواقع 
ويرى الدكتور سعيد اللاوندي، محلل سياسي، والخبير بالشئون الدولية، لا جديد في خطاب "السيسي"  مع نواب مصر، بل بالعكس رأينا كلام مكرر مثل كل المناسبات، وهناك ملحوظات هامة على هذا اللقاء، مشيرًا كان يجب  على الرئيس أن يلتقي مع رؤساء الهيئات البرلمانية، طبقا للائحة البرلمان والبرتوكول الدائم، لاستماع وجهات نظرهم في المشهد السياسي، وطرح وجهة نظره في الأوضاع الإقليمية والخارجية حتى يعي أعضاء البرلمان ما يدور على المستوى العلاقات الخارجية للبلاد.

وأضاف اللاوندي، أنه  كان لابد من علم النواب بالوضع الحقيقي لسد النهضة وما ألت إليه الأمور بحالته، والتي تداولت فيها بعض الأنباء حول فشل مصر في سد النهضة، ورفع الدعم عن المياه، لافتًا إلى  كان يجب على الرئيس أن يعلن بكل شفافية المخاطر الدولية والمحلية وحقيقة أزمة المياه لأنها فعلية، وعدم المصارحة في حقيقة دخل قناة السويس، مردفًا أن هذا الحديث لم يكون له رسائل حقيقة واحدة.

ملف سيناء والإرهاب مبهم
فيما قال الدكتور نازلي معوض، أستاذ علوم سياسية: "إننا كنا نتمنى أن يكون في رؤية واقعية  نتمسك فيها في خطاب الرئيس اليوم، لكن للأسف أغفل أهم القضايا؛ ما يحدث في سيناء من محاربة الإرهاب وما يحدث في رفح، لافتًا إلى أن من حقنا معرفة ما يدور في هذا الملف المبهم، ونعي حجم المؤامرة، وكيفية محاربتها، خاصةً أن الرئيس أشار خلال خطابه أكثر من سبع مرات لنفس الجملة« اوعوا تنسوا إننا نجحنا في مواجهة المخطط والمؤامرة تجاهنا»، ولكن لم يوضح هل هذه المؤامرة تم وآدها أم عدلت، مضيفًا أن الخطاب افتقر معرفتنا بالوضع الليبي، وموقفنا من سوريا، ناهيك عن واقفة أطباء مصر أمس لم يتحدث ويشير لها كونها قضية لا يصح التعتيم عليها دون حل.