أحمــد متولــى يكتب: انفراد.. شيريــن فى أحضــان زوجهــا الجديــد!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


تخيل نفسك وأنت فنان مشهور، حواليك خدم وحشم وناس بتجرى تفتحلك البيبان والكل بيبوس الأيادي عشان ينولوا شرف مقابلتك أو مجرد السلام عليك، ومبتصدق الصحافة والجرائد تكتب عليك رغم أنك من النوع اللى بتكرهه الصحافة والصحفيين، طب تخيل نفسك فى يوم من الأيام اعتزلت عشان تتفرغ لحياتك الشخصية وتعيش فى كيان منغلق يجمعك بأسرتك وأهل بيتك وبس، وتفاجئت بأن الصحافة التى كنت ترفض إجراء أى حديث معها تنهش فى عرضك وتفبرك أخبار عن قصة اعتزالك وتؤكد أنك اعتزلك الفن من أجل "أزمة عاطفية" هددت كيانك وجرحت مشاعرك وجابت أهلك ومناخيرك الأرض، هذا ما فعله الإعلام مع النجمة شيرين عبدالوهاب فى أقل من 24 ساعة من إعلان خبر اعتزالها المفاجئ للفن.

 

الجريمة التى ارتكبتها الصحافة، خاصة المصرية، فى حق شيرين تستاهل "فاول ومحضر فى القسم على رأى المعلق الرياضى الشهير محمود بكر (رحمه الله)، باختصار الصحافة جابت شيرين الأرض والجميع (صحافة وتلفزيون) أكد أن اعتزالها الفن بسبب حبها لمدير أعمالها "ياسر خليل" الذى رفض إعلان حبه لها خوفًا على حياته الأسرية المستقرة وأبناءه الصغار، وهى كلها تكهنات صحفية ربما تكون صحيحة وربما تكون خاطئة، ولكن الجريمة التى من المفترض أن يحاسبوا أنفسهم عليها هى جريمة الشرف، والمقصود بالشرف هنا هو "الشرف الإعلامى"؛ فأين المهنية فى تغطية حدث مثل هذا، وتناوله بعيدًا عن التجريح فى حياتها الشخصية خاصة أنها شخصية عامة ولها أسرة ولديها أطفال صغار، ومدير أعمالها شخصية معروفة ولديه زوجته وأبناءه وحياته الخاصة؟

 

آلا يذكرك تغطية الإعلام لخبر اعتزال شيرين ونوعية العناوين الساخنة التى استخدموها، بالجريمة التى فعلتها الإعلامية ريهام سعيد فى حق "فتاة المول" بعدما أساءت لسمعتها ونشرت صورها العارية وتم معاقبتها بعام ونصف حبس وتغريمها 10 آلاف جنيه لاتهامها بالاعتداء على الحياة الشخصية لهذه الفتاة، آلا يذكرك ما فعلته الصحافة مع شيرين بما فعله "تيمور السبكي" أثناء استضافته فى برنامج خيري رمضان على الـCBC وإهانته لنساء الصعيد، وتم بعدها وقف برنامج خيري ومنعه من الظهور إعلاميًا لاستضافته شخص أهان وتعرض لشرف نساء مصر، آلا يستوجب علينا كصحافيين وإعلاميين أن نقف عند هذا الحد ونترك شيرين تعيش خصوصيتها مع أسرتها بعد اعتزالها الفن، ونجعلها تفعل ما تريد حتى ولو تزوجت من مدير أعمالها فى السر خوفًا من عيون الصحافة والإعلام.

 

أنوه بالحديث عن ضرورة وضع قانون لميثاق العمل الإعلامي يرفض الخوض فى أعراض المشاهير عبر صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون، لأنها فى النهاية هى ملك للفنان نفسه وليست ملكًا لجمهوره، وكما نوهت بضرورة وضع ميثاق شرف للإعلاميين يلزمهم المهنية وعدم الخوض فى التفاصيل الدقيقة لحياة المشاهير من قبل "غرفة صناعة الإعلام"، و"نقابة الصحفيين"، أطالب النجمة شيرين عبدالوهاب بضرورة العودة فى قرارها، رغم ضغوطها النفسية ومشاكلها العائلية لأنها من الفنانات القلائل اللاتي لهن شهرة واسعة المجال من المحيط إلى الخليج، ولها حضور ينشرح له الصدر عندما تراها، فعفويتها الذائدة وتصرفاتها الطفولية تجعلها دائمًا تحت دائرة الانتقاد الدائم والمستمر.

 

شيرين رحلة فنية استمرت 16 عامًا، ستظل خالدة بعذوبة صوتها الشجن الحزين، وأن كنت أتوقع أنها لم تستطع الابتعاد عن الفن كثيرًا لأنها تعيش من أجله، وأداء شيرين فى البرامج الفضائية التى ظهرت فيها مؤخرًا يؤكد أنها طورت من أدائها وسلوكها فظهرت واثقة من خطواتها، متأنية فى حديثها للدرجة التى تجعلك تقول أن شيرين من 5 سنوات كانت أكثر رعونة فى أحاديثها التلفزيونية من ذلك الوقت، وشهادة حق يعود الفضل فى ذلك لمدير أعمالها ياسر خليل، الذى جعل منها شخص لبق فى الحديث ونجم سوبر ستار فى الوسط الفنى، وأن كنت ضده فى قرار منعها من التحدث للصحافة المصرية فى أى شيء يخص أعمالها وجعلها بعيدة تمامًا عن الميديا المصرية، وهذا ما أثر عليها بالسلب، وجعل بينها وبينهم فجوة كبيرة، للدرجة التى جعلت الكثير من الصحف والمواقع تشمت في خبر اعتزالها بعدما أعلنتها فى الصحف اللبنانية، وكان هذا سببًا واضحًا فى أن نجد عناوين تغزو الصحف المصرية صباح اليوم على شاكلة "شيرين فى أحضان زوجها الجديد"!.. فهل سنجد "ميثاق شرف إعلامي" يحمي شيرين من اغتيال حياتها الشخصية التى أرادت أن تعتزل الفن من أجلها؟ 


للتواصل مع الكاتب @ramadan_ah