سمير فريد يكتب: السينما السورية تفقد رائدها

الفجر الفني

بوابة الفجر


الرائد فى السينما وغيرها من الفنون، ليس فقط أول من أخرج فيلماً، ولكن أيضاً أول من أخرج فيلماً كان نقطة تحول، وقد فقدت السينما السورية يوم 24 فبراير 2016 المخرج الكبير نبيل المالح الذى كان فيلمه الروائى الطويل «الفهد» عام 1972 نقطة تحول فى تاريخ السينما السورية.

تابعت مسيرة نبيل المالح منذ أن شاهدت أفلامه القصيرة الأولى فى أولى زياراتى إلى دمشق عام 1970، وامتدت علاقتى به منذ ذلك العام، وكان آخر لقاء معه فى مهرجان دبى عام 2013، حيث أقام منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، وتوفى ودفن فيها. ليلة 21 فبراير فى برلين، سألت عنه صديقنا المشترك قيس الزبيدى، فقال إنه مريض للغاية، ويوم 24 أرسل قيس عبر الميل: فقدنا نبيل المالح.

منذ علمت بالخبر المحزن حاولت تدقيق المعلومات عن حياته وأفلامه من واقع أرشيفى الخاص، وراعنى كم المعلومات الخاطئة المتداولة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى حتى فى تاريخ ميلاده، فهو ليس عام 1936 وإنما عام 1939، وتاريخ تخرجه فى معهد براج، فهو ليس عام 1964 وإنما عام 1962، وعدم ذكر أنه تخرج فى معهد «فامو» فى براج، وكان من أهم معاهد السينما فى العالم آنذاك، والذى تخرج فيه فورمان وغيره من أعلام السينما التشيكوسلوفاكية الجديدة فى ستينيات القرن الميلادى الماضى، وكان فيلم التخرج روائياً قصيراً بعنوان «مشكلة عائلية»، وفى نفس العام 1962 عاد إلى بلاده سوريا، ومن إنتاج التليفزيون السورى أخرج أول أفلامه القصيرة «انتبهوا.. الأطفال»، وأول أفلامه الطويلة «مفاجأة» عام 1964، وكلاهما من الجنس الروائى.

أخرج «المالح» 12 فيلماً روائياً طويلاً آخرها «وليمة صيد» عام 2005، ومن أهمها «رجال تحت الشمس» عام 1970 عن قصص غسان كنفانى، والذى اشترك فى إخراجه مع محمد شاهين ومروان مؤذن، و«الفهد» عن قصة حيدر حيدر عام 1972، و«السيد التقدمى» 1975، و«بقايا صور» 1980 عن روايتى حنا مينا، ويعتبر فيلمه «كومبارس» الذى كتبه وأخرجه عام 1993 تحفته الكبرى، ومن تحف السينما العربية.

وأخرج عشرات الأفلام والحلقات التليفزيونية القصيرة الروائية والتسجيلية، وكان رحمه الله يعتبر الحلقة التليفزيونية فيلماً، ولكن التليفزيون غير السينما، أولها الفيلم التسجيلى «حلب» عام 1968، وآخرها الفيلم التسجيلى «عالشام عالشام» عام 2006، ومن أهمها «لون وحياة» 1968، و«إكليل الشوك» 1969، و«نابالم» و«إيقاع» 1970، و«قلاش» 1997، و«العتمة المضيئة» 2003، و«حادثة اغتيال» 2005، ولاشك أن حياة وأفلام وحلقات نبيل المالح التليفزيونية تحتاج إلى دراسة شاملة توثق وتحلل هذه الأعمال، ودوره فى تطور السينما السورية، ولا أحد يدرى كيف توضع هذه الدراسة وغيرها من الدراسات، والعالم العربى، من بين كل مناطق الدنيا، ينفرد بعدم وجود سينماتيك حقيقى واحد من المحيط إلى الخليج.

المقال نقلا عن المصري اليوم