أحمد شوبير يكتب : يا أعضاء الجمعيات العمومية اتحدوا

الفجر الرياضي



ساعات قليلة وتبدأ الجمعيات العمومية فى الأندية والاتحادات فى الانعقاد لإقرار الميزانيات فى الأندية، وهو إجراء متبع منذ زمن بعيد ولم يكن يشكل أى نوع من أنواع القلق على أية إدارة من إدارات الأندية الكبرى، خصوصا وأن النصاب اللازم لانعقادها كان كبيرا للغاية أما بالنسبة للاتحادات فالأمر أسهل بكثير لأن نسبة الـ50٪ من الاتحادات أو الـ25٪ كان من السهل اكتمالها، فكنا نرى الرعب فى الاتحادات والراحة الكاملة فى الأندية ولكن مع تعديل اللوائح وجعل حضور 1000 عضو اكتمال للجمعية العمومية بدأت إدارات الأندية فى وضع يدها على قلبها خوفا من أن تكتمل الجمعية العمومية وترفض الميزانية، وبالتالى يتم الدعوة إلى جمعية عمومية لطرح الثقة فى مجلس الإدارة، وهو الأمر الذى حدث مع نادى الصيد ويبدو أنه سيتكرر مستقبلا مع عدد من الأندية سواء كانت جماهيرية أو اجتماعية. 

وفى الحقيقة لا يعنينى كثيرا قصة تغيير اللوائح إنما يعنينى أكثر ما هو المقصود بالميزانية هل هى لمحاسبة المجلس أم لمناقشته؟.. ودعونا نجيب على السؤالين إن كانت لمحاسبته فهذا أمر واجب إن كانت الميزانيات خاسرة وفاسدة، أما إذا كان العكس فالمناقشة لازمة ومهمة ليعرف أعضاء النادى كل صغيرة وكبيرة عن ميزانية النادى، ولابد أيضا من مناقشة المسئولين فقد تكون الميزانية وردية فى الأرقام ولكن ما بين السطور يكون عكس ذلك تماما، أما أن يستخدم البعض فرصة انعقاد الجمعيات العمومية من أجل الإجهاز على مجالس الإدارات فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق، ولكن وبكل أسف هناك بعض من مجالس الإدارات تضع نفسها موضع الشك بكثرة ظهورها فى وسائل الإعلام وتلميع أنفسهم فى كل فرصة تتاح أمامهم، بل إن البعض يظهر بشكل لا يمكن لعاقل أن يصدقه خصوصا عندما يكون رئيس نادى كبير أو مسئول اتحاد قوى وهو ما يجعلنا ندعو للشك فى صحة الأرقام، ومن ثم نعيد الفحص والتدقيق فيها، وعلى الرغم من أنهم يتباهون بما حققوه إلا أن تصرفاتهم تجعلك فى حيرة من أمرك إذن لماذا كل هذا الصخب والضوضاء وما الداعى للاستجداء ومحاولة استدرار العطف من أعضاء الجمعية العمومية، وما أعرفه أن عضوية مجالس الإدارات هى عمل تطوعى بل بالعكس فأنا على يقين أن كثيرا من أعضاء المجالس الشرفاء يصرفون من جيوبهم لصالح أنديتهم لذلك تندهش كثيرا من أن هناك من يتوسل من أجل المساندة والمؤازرة فى أمر هو أصلا منتهى من الأساس، وهنا لابد من أن أوجه كلمتى للسادة الأفاضل أعضاء الجمعية العمومية وأقول لهم اتحدوا جميعا ضد الفساد لو وُجِد، واتحدوا جميعا ضد استغلال النفوذ والمكان لمصالح خاصة لو وُجِد، اتحدوا جميعا ضد أن تتحول الأندية والاتحادات إلى عزبة خاصة لصالح المسئولين عنها، واتحدوا جميعا ضد التكتلات التى تؤثر على سمعة وتاريخ المكان الذى تنتمون إليه ولا تجعلوا إقرار الميزانية فرصة لتصفية الحسابات، وابعدا العلاقات الشخصية والغضب من بعض أفراد يسيطر على قراركم بالموافقة أو الرفض فقط اقرأوا وحللوا وفسروا واسألوا ثم قرروا بعد ذلك، لا يوجد مانع على الإطلاق من أن أرفض بشرط أن أكون قد درست وذاكرت وبعدها قررت أما أن أجعل موافقتى أو رفضى مرتبطا بالحب والكراهية فهذه هى بداية الانهيار لأى مكان.. فالبناء يستغرق سنوات و الهدم لا يحتاج سوى إلى أيام قلائل فحكموا ضمائركم وفكروا بعقولكم وانسوا عاطفتكم فقط مصلحة النادى أو الاتحاد ثم بعد ذلك توكلوا على الله.