وزير "الإسلامية": الإرهاب والإلحاد والهجوم على القرآن الكريم هو خلل في الفكر

السعودية

بوابة الفجر


رفع وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد "الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ"؛ الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين "الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود" على رعايته المستمرة لرسالة الوزارة، وجميع الأعمال المناطة بها.

 

جاء ذلك في مستهلّ المؤتمر الصحفي الذي عقده في ختام أعمال الاجتماع الثالث للوزراء والمسؤولين عن الأوقاف في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذي عقد اليوم الأحد بقصر المؤتمرات بالرياض، بحضور الأمين العام للمجلس "عبداللطيف الزياني".

 

وقال: بمناسبة انعقاد الاجتماع الثالث لمسؤولي الشؤون الإسلامية والأوقاف لدول مجلس التعاون الخليجي، أسجل الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين "الملك سلمان بن عبد العزيز"، وسمو ولي عهده، وسمو ولي ولي عهده؛ على الدعم والرعاية لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لإنجاح أعمالها، ومن ذلك الاستعداد لهذا الاجتماع الثالث للوزراء.

 

وأبان أن اجتماعات وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية اجتماعات جديدة، عمرها قصير بالنسبة لأعمال اللجان المماثلة للوزراء في مجلس التعاون، سمعنا من الأمين العام أن بعض اللجان الوزارية عقدت "139" اجتماعاً على مدى عمر المجلس المديد، مشيراً إلى أنه على الرغم من كون اجتماعات وزراء الأوقاف التي وصل عددها اليوم إلى ثلاثة اجتماعات إلا أنهم سجلوا نجاحات، وسجلوا اتفاقاً وتعاوناً قوياً في مجالات أعمالهم، وخاصة في المجالين الرئيسين؛ مجال الشؤون الإسلامية، ومجال الأوقاف.

 

وتابع: إن مجال الشؤون الإسلامية يشمل عمل المساجد وتأهيل الأئمة، ويشمل عمل الدعوة الإسلامية، والدعاة في تنظيم أعمالهم، ويشمل محتوى الدعوة ومحتوى الخطب، وأيضاً تجديد وسائل تبليغ الرسالة الإسلامية، منوهاً إلى أن علماء الشريعة أو المسؤولين عن الشؤون الإسلامية والأوقاف هم أصحاب رسالة، وصاحب الرسالة دائماً يكون شمولياً في طرحه ومعالجته للمشكلات؛ مما يهتم به وهو الشأن الديني بأدلته، وسلوكياته ومرجعياته.

 

وأردف: الشأن الإسلامي اليوم فيه عنصران؛ عنصر المحافظة على رأس المال وهم أمتنا رجالنا ونساؤنا شيباً وشباناً، وخصوصا النشء الجديد؛ أما العنصر الثاني فهو مواجهة التحديات، من جهة المحافظة على رأس المال نسعى لتثبيت المؤمنين، وتقوية إيمانهم، وتقوية عقيدتهم، وتقوية استمساكهم بالشريعة، والمحافظة على العبادات، وفي السلوك والأخلاق والتوازن في المجتمع؛ لذلك دعونا في هذا الخضم إلى المحافظة على رأس المال وإصلاح العقل الإسلامي؛ وهو مهم جداً للتعاطي مع المستجدات؛ لأن في كل يوم مستجدات فيما يتعلق بالشأن الإسلامي؛ فشيء يتعلق بالدعوة، وشيء يتعلق بالإرهاب، وأشياء تتعلق بالتحديات والشبه والهجوم على القرآن والهجوم على نبي الإسلام والهجوم على رب العالمين.. إلى آخره، وانتشار أفكار إلحادية وما إلى ذلك.

 

وقال الوزير "الشيخ صالح آل الشيخ": المحافظة على رأس المال تتطلب إصلاح العقل الإسلامي للتعاطي مع هذه الأمور المستجدة، وهذا عنصر من مهمات الوزارات. العنصر الثاني وهو مواجهة المخاطر والتحديات، تحدي المجرمين أصحاب الفكر الإرهابي وأصحاب التفجير والتكفير، وما شابه ذلك من التنظيمات المختلفة كداعش والقاعدة وأمثالهما، وهؤلاء مواجهتهم فرض بما نملكه وهو مواجهة الفكر بالفكر ومواجهة الضلال بالنور ومواجهة الظلام بالنور والسراج المبين.

 

ومضى يقول: وزاراتنا لديها خطط، فكل وزارة على حدة بما تعمل في ذلك، ولدينا عناصر مشتركة نعمل من خلالها في أعمالنا في المساجد والدعوة والتعريف بالإسلام داخل الوطن وخارجه، الشق الثاني يتعلق بالتطرف؛ لأن التطرف هو تطرف فكر قد يصل إلى تلك النهاية وقد لا يصل، لكن أيضاً لا بد من مواجهته؛ لأن الوسطية والاعتدال والحكمة أسس كبيرة جداً في شريعتنا، التي هي شريعة وسط، والقرآن علمنا الاعتدال والحكمة في تعاطي الأمور، وهي تبعدنا عن التطرف؛ لذلك ترسيخ هذه القيم الكبيرة في الناشئة في التعليم في حلقنا في تحفيظ القرآن في الدعوة في المحاضرات في البرامج؛ هذا أصيل جداً في عملنا الإسلامي، وهو جزء من برنامج وزارتنا، وأيضا الوزارات المماثلة.

 

وأضاف "الشيخ صالح آل الشيخ": الثالث في عنصر المواجهة مواجهة تشويه الإسلام، الإسلام واجهوه حسب الواقع عمل له أن يواجه المسلمين مسلمون وأن يواجه السنة سنة، وأن يفتّ في عضد المسلمين مسلمون من جنسهم، بحيث لو نظرت من المستفيد مما يحصل تعرف من أين نشأت؛ لأن دائماً الذي ينظم شيئاً تعرف أنه هو المستفيد منه، فهذه الأشياء الموجودة تعرف المستفيد منها، وشوهت صورة الإسلام التنظيمات الإرهابية.

 

وأردف: التفجيرات التي حصلت في بلادنا في المساجد في المملكة العربية السعودية، وقتل أبرياء في عدد من مناطق المملكة، وصار هناك خلل في الفكر وفي الفهم والعقل والقلب؛ خلل حتى صار الإنسان الشاب فيه وحشية غير مسبوقة في ذلك، كذلك الدول الأوروبية حصل فيها، من المستفيد؟ إنهم الذين يريدون تشويه الإسلام وهؤلاء بالتأكيد قوى متنوعة؛ لأنهم رأوا انتشار الإسلام ورأوا نسب المسلمين في أوروبا تزيد، فلا بد أن هناك مستفيداً من وراء هذه العمليات، لذلك انتشر في الغرب ما يسمى بـ"الإسلام فوبيا"؛ يعني الخوف من الإسلام، وصارت هناك منشورات توزع في العالم الغربي بأن هؤلاء المسلمين فيهم وفيهم، وأن الإسلام دين الكراهية ويعتدي على الآمنين، ولا بد أن تخافوا من جيرانكم وعلى من تعيشون معهم، ولا شك أن هذا مخالف تمام المخالفة لما يأمرنا به القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

 

وقال: هذا يحتم علينا إزالة الخوف من الإسلام؛ لأنه كيف يقبل الناس الإسلام، لا بد أن نزيل عنهم الخوف حتى يسمعوا، وهذا ليس في الغرب فقط؛ بل حتى في مجتمعاتنا صار الشباب يخافون من التدين ويخافون من المسجد وبعضهم ينظر إلى المتدين فبدلاً من أن ينظر إليه نظرة مثالية صار ينظر له نظرة أخرى، فيجب إزالة الخوف ببث روح الفهم الحقيقي للإسلام، وفهم أصول الشريعة وقيم الإسلام، فالإسلام نعم؛ دين قوة ودين عزة ودين كرامة، لكن هو أيضاً دين محبة ودين رحمة "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، "ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا"، و"خالق الناس بخلق حسن"، وقولوا للناس- كل الناس- حسناً، وإذا حييتم بتحية من مسلم أو غير مسلم فحيوا بتحية أحسن منها أو ردوها عليه، ابحث عن الأفضل، ديننا هو دين السلام عليكم، وأفشوا السلام بينكم، دين المحبة بين أفراد المجتمع؛ فليس من المصلحة بل هو ضد الكيان وضد مقاصد الشرع أن يكون أبناء المجتمع الإسلامي الواحد متعادين متنافرين.

 

واستطرد: هذه رسالة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، وهي نوقشت بعض النقاش، ونطمح أن تكون الاجتماعات القادمة تثري هذه الموضوعات، أما عن المجال الثاني وهو الأوقاف فقد صار فيه عدة قرارات في اجتماع اللجنة الوزارية للاهتمام بالأوقاف، سواء عبر إنشاء مركز للأوقاف والبحوث الوقفية أو عبر تكثيف ندوات الأوقاف في دول مجلس التعاون.

 

وأجاب عن سؤال حول "حملة السكينة" وسعيها لاستهداف الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعية، وهل ستتوسع في ذلك؟، قائلاً: عمر حملة السكينة حوالي "10" سنوات، سننقلها إلى مرحلة جديدة فيها توسع كبير في أعمالها، في الطريقة الماضية كانت غير معلنة بدأت من خلال نقاشات عبر البالتوك، وغرف الحوار قبل وجود مواقع التواصل الحديثة، ثم لما جاءت مواقع التواصل الحديثة صار هناك جهد في ذلك، لكنه يحتاج إلى تنظيم أكثر واستعدادات أكثر، وقدم لي الإخوة المسؤولون عن حملة السكينة دراسة جديدة لتوسيع أعمالهم وتكبير نشاطهم والاستفادة من إمكانات أوسع، والآن في إطار إقرارها قريباًـــ إن شاء الله تعالى- وستشمل مواقع التواصل الاجتماعي، وستشمل المعرفات المعروفة، والمعرفات المجهولة.

 

ورداً على سؤال عن ظاهرة "الإسلام فوبيا" وتشويه صورة الإسلام في الخارج، وما هي الإستراتيجية التي تنطلق منها الوزارات المعنية على المستوى الخليجي؛ قال: كنت في شرف كبير في معية خادم الحرمين الشريفين "الملك سلمان بن عبدالعزيز" في زيارتيه التاريخيتين كثيرتي الفوائد لجمهورية مصر العربية والجمهورية التركية، كان من ضمن الأعمال الإضافية والفعاليات التي قمت بها أن زرت العلماء في مصر عبر زيارتي للأزهر الشريف، وقابلت فضيلة شيخ الجامع الأزهر "الأستاذ الدكتور أحمد الطيب"، وجمعاً من العلماء، وكذلك في تركيا زرت رئيس الشؤون الدينية التركي والمفتين ومجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي يضم نحو "20" مفتياً، واجتمعنا معهم عدة ساعات، في كلتي الزيارتين أكدنا على ضرورة وجود إطار إسلامي واحد لعمل العلماء، وهذه هي النقلة الجديدة التي سنقوم بها في الفترة المقبلة؛ وهي أن يكون عمل علماء العالم الإسلامي واحداً ومنسقاً ووفق أهداف معينة، وسوف تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية بهذا الواجب، وهذا سيتيح لنا على مستوى أوسع في علماء العالم الإسلامي كافة لمواجهة الأخطار والتحديات، سواء ما يتعلق بمواجهة الإرهاب فكرياً عبر التحالف الإسلامي العسكري الفكري الإعلامي لمواجهة الإرهاب، أو ما يتعلق بمواجهة "الإسلام فوبيا" الخوف من الإسلام التعريف بالإسلام، ومد جسور المعرفة مع الجامعات ومع مراكز البحث ومع القنوات المعرفية والفكرية والإعلامية في العالم.

 

وتابع: سنضع المحاور الرئيسة لهذا العمل وسنباشره قريباً- بإذن الله تعالى- هذا من جهة، من جهة أوروبا سؤالك فيها وزارة الشؤون الإسلامية تقوم بنشاط متميز في أوروبا، وخاصة في فرنسا وبلجيكا علاقة قوية عبر برامج تأهيلية بالتعاون مع مسجد باريس الكبير، وقد زارني "الأستاذ الدكتور دليل أبو بكر" رئيس جامع باريس الكبير، وهو أكبر تجمع في فرنسا، وتتبعه مساجد كثيرة في فرنسا، وزارني في الرياض وزرتهم في فرنسا خلال السنوات الماضية، وبدأنا في عمل دورات تأهيلية في فرنسا وفي بلجيكا أيضاً، كذلك هناك ندوة أقيمت في "ليون" عبر مركز ابن سينا الثقافي حول الأسس المعرفية ومد جسور المعرفة بيننا وبينهم، هناك جهد مبذول منذ سنوات لتصحيح فكر أبناء المسلمين في هذا الإطار، والوزارة تبذل جهداً كبيراً في ذلك ليست مستقلة، وإنما بالتعاون مع الجهات المرخص لها في تلك الدول التي تزورنا وتدعونا وتطلب منا ذلك، نذهب ونمارس النشاط الذي يريدونه ليس نشاطاً دعوياً؛ وإنما نشاط فكري ثقافي كبير لتصحيح المسيرة، وأعتقد أن النتائج كانت طيبة في الأيام الماضية.