أحمد شوبير يكتب: لماذا أصبحوا نجومًا داخل الملعب وخارجه؟

مقالات الرأي



■ هل من المعقول أن يتحدث لاعب عن خيانة زوجته له على الهواء؟

■ لاعب من قمة المجد والشهرة إلى غياهب السجون والمخدرات

■ الطريق واضح وصريح إما الكرة وإما الانحراف


ــ على مر التاريخ الكروى شهدت الملاعب المصرية مواهب لا حصر لها منها من كان له تأثيره القوى على الساحة الكروية والرياضية بل إنه لم يكتف بالنجاح فى الملاعب كلاعب بل واصل نجاحاته بعد الاعتزال فوصل إلى أعلى المراتب والمناصب فى الدولة وهناك من تولى رئاسة النادى الذى كان يلعب به فزرع قيما ومبادئ وأسسا أصبحت مضرب الأمثال للجميع والأمثلة معروفة للجميع ويأتى على رأسها صالح سليم رئيس الأهلى التاريخى والذى زادت نجوميته وشعبيته بعد اعتزاله بل لن أبالغ إذا قلت إنه حتى بعد رحيل صالح سليم ظلت شعبيته كما هى تضاهى شعبية أكثر النجوم تأثيرا فى العالم وما من مرة يذكر فيها اسم النادى الأهلى إلا ويذكر معه اسم صالح سليم فقد أصبح اسمه مرادفا للأهلى بما قدمه كلاعب أولا ثم كإدارى ثم كرئيس للنادى الأهلى وعلى نهجه سار خلفه حسن حمدى والذى نجح بشدة كرئيس للمنظومة الإعلانية فى الأهرام والتى أصبحت فى عهده أهم وأكبر وأكثر المؤسسات دخلا وأصبحت مضرب الأمثال للجميع ثم نجح بقوة فى منصبه كرئيس للنادى الأهلى ورغم مشواره القصير كلاعب كرة والذى أنهاه مبكرا بسبب الإصابة إلا أنه كان نموذجا رائعا كقائد للأهلى ثم مديرا للكرة واختتم مسيرته كواحد من أنجح رؤساء الأهلى فى تاريخه على الإطلاق. والأمر نفسه يمكن أن ينطبق على الراحل محمد حسن حلمى لاعب ومدرب ورئيس الزمالك الأسبق والذى مازال مضرب الأمثال فى الإدارة الرياضية ليس فى الزمالك فقط ولكن على مستوى مصر كلها ولا ينسى له الزملكاوية أنه كان يرفع الطوب والأسمنت بنفسه ليبنى الزمالك الجديد كما أنه كان صاحب فكرة حق الانتفاع لمحلات نادى الزمالك والتى أصبحت الدجاجة التى تبيض ذهبا حتى الآن للزمالك ولو أحسنت إدارتها لأصبح الزمالك أغنى ناد ليس فى مصر فقط بل فى المنطقة العربية كلها. وجاء من بعده بوقت ليس بقصير الكابتن نور الدالى كابتن الزمالك الأسبق فكان هو الآخر نموذجا للاحترام والنظافة وجاهد مع الزمالك على الرغم من الفترة القصيرة التى قضاها رئيسا للزمالك إلا أنه ترك أفضل الانطباعات عن الإدارة المحترمة والمحترفة وظل حتى الآن اسما يتحاكى به نجوم وجمهور نادى الزمالك. وبعد ذلك رأينا محمود الخطيب فى النادى الأهلى كنجم لامع أبهر الدنيا كلها بمهاراته وبراعته وأصبح النجم الأشهر فى تاريخ الكرة المصرية وبعد اعتزاله كانت الظاهرة الأغرب أن نجوميته ازدادت وشعبيته أصبحت طاغية على الرغم من اعتزاله منذ نحو 30 سنة إلا أن سيرته العطرة وسلوكه المحترم ظل مضرب الأمثال فى مصر بل والعالم العربى أجمع لذلك فهو مازال النجم الأول بكل المقاييس على الأقل لدى جماهير الأهلى ويكفى الحفاوة التى يقابل بها فى أى مكان يرتاده وهذا ليس نتاج اليوم ولكنه نتاج سنوات من الكد والجد والاجتهاد أوصلته إلى أن يصبح نجما خلوقا مهذبا حديث كل مصر. ثم أيضا النجم الأشهر للزمالك على الإطلاق حازم إمام الذى مازال هو الآخر وعلى الرغم من اعتزاله منذ سنوات إلا أن جماهير مصر كلها عامة والزمالك خاصة تحبه وتقدره وتحترمه لأنه أعطى لفريقه كل شىء، ثم أعطى لمنتخب بلاده أيضا الكثير وظل نموذجا للسلوك المحترم الرائع والذى يحب كل رب أسرة أن يكون ابنه فى سلوكيات وأخلاق حازم إمام لذلك عندما رشح نفسه عضوا بمجلس إدارة الزمالك كان نجاحه ساحقا وليس مفاجئا ولم لا؟ وقد أسس مدرسة للأخلاق والاحترام والموهبة فكانت النتيجة كل هذا الحب الذى نراه حتى الآن لحازم إمام فى كل مكان. والأمثلة كثيرة لمثل هؤلاء النجوم لذلك كان من المفترض أن يسير الباقون على نفس النهج لأنه وكما ضربت أمثلة بهؤلاء الناجحين فهناك من أضاع نفسه بكل أسف ولم يحترم موهبته فضاع وتاه فى وسط الزحام وغادر تاريخ كرة القدم غير مأسوف عليه وتجربة محمد عباس ليست ببعيدة عن الجميع فقد كان واحدا من ألمع وأهم اللاعبين وأبرزهم موهبة على الإطلاق إلا أنه غرق فى المخدرات والسهر فكانت النتيجة السجن والانحراف ثم ها هو الآن يبحث عن أى وسيلة للعيش الحلال بعد أن كان ملء السمع والأبصار والأمر نفسه ينطبق على اللاعب إبراهيم سعيد والذى توقع له الجميع أن يصبح نجم مصر الأول بما كان يمتلكه من إمكانيات جعلته يلعب لمنتخب مصر الأول وعمره لا يتجاوز 19 سنة وبدلا من أن يحافظ على مكانته التى وصل إليها صار مدمنا للمشاكل والأزمات حتى أن حياته الشخصية أصبحت على الهواء مباشرة الآن ما بين خيانات زوجية وقضايا زنى واتهامات لا يمكن لعاقل أن يصدقها على الإطلاق لتنتهى موهبة كنا نتمنى أن تُفيد الكرة المصرية لسنوات طويلة ولكن يبدو بل المؤكد أن القادم سيكون أسوأ مما يتوقع بكثير والأمر قد يختلف قليلا بالنسبة لنجم فى حجم عمرو زكى تألق وأبدع ونجح بشكل غير معقول فى بداية مشواره مع الكرة المصرية فانتقل من المنصورة إلى إنبى ثم الزمالك ثم أذهل العالم فى الدورى الإنجليزى ورشحه الجميع ليكون واحدا من أفضل اللاعبين على مر التاريخ وكنا نجرى ونلهث خلفه لتشجيعه فى الدورى الإنجليزى إلا أنه وبكل أسف خيب كل التوقعات وترك نفسه للهوى ليضيع وتضيع معه أحلامنا فى لاعب كرة كان يمكن أن يغير من شكل ومستقبل الكرة المصرية كلها وكالعادة ضاع عمرو زكى وضاعت معه أحلام المصريين أن يكون لديهم نجم بحجم دروجبا الإيفوارى أو عبيدى بيليه الغانى أو راين رونى الإنجليزى أو إبراهيموفتش السويدى والذى أصبح رمزا لبلاده وكنا نحسب أن عمرو زكى سيصبح هو الآخر رمزا لمصر إلا أن الإهمال وسوء التصرف واللامبالاة جعلته يبحث عن ناد حتى فى الدرجة الثانية وللأسف لم يقبله هذا النادى أيضا ليضيع عمرو زكى لاعب الكرة وفى مستقبله كمدرب أو كإدارى لم يعد له وجود .. إذن هذا هو الفارق بين صالح سليم وحسن حمدى وحسن حلمى والخطيب وحازم إمام وغيرهم من اللاعبين فمن احترم نفسه وموهبته احترمه الجميع وصار فى أعلى المناصب ونموذجا للنجاح، أما من أهمل وترك نفسه للغرور والسلوك السيئ ولم يحترم نفسه ولا جمهوره ولا موهبته فإن مصيره وبكل أسف إلى ضياع.