أحمد شوبير يكتب : العصفورة

الفجر الرياضي



بالتأكيد ضحكت مثلى عزيزى القارئ عندما قرأت بيان اتحاد الكرة المصرى الذى يقول فيه: «يحذره من تنفيذ حكم القضاء المصرى» بحل مجلس إدارة اتحاد الكرة المصرى ولعلك تتساءل ولماذا الضحك؟ فأقول لك إنه ضحك أشبه بالبكاء فليس لدى مانع على الإطلاق أن يتمسك كل السادة أعضاء المجلس بالبقاء فى مقاعدهم حتى نهاية العمر وليس لدى أدنى مانع فى أن نتصور السادة المسئولين فى اتحاد الكرة من أنهم حققوا إنجازات عظيمة لم يتحقق فى تاريخ الكرة المصرية، كل هذا حقهم ولكن ليس من حقهم أن يضحكوا علينا ويقولوا إن بعض الجهات قد خاطبت «فيفا» للاستفسار عن الموقف بعد حكم حل الاتحاد. وبالبحث والتقصى اكتشفنا أن الجهات التى أرسلت لـ«فيفا» لم تكن سوى العصفورة «تلك العصفورة التى أصبح لها وكر كبير داخل الجبلاية فهى عصفورة سمينة تأكل من كل الموائد وتنجح فى كل مرة فى الحصول على كنز سمين يبقيها على قيد الحياة هى وأولادها وأصدقاؤها حتى تحولوا إلى خفافيش كبيرة تُعشش داخل الجبلاية والغريب أنك تجد من يُخرج لك لسانه معلنا التحدى والإصرار على أن أحداً لن يستطيع أن يزحزحه من المكان الذى يرتع ويلعب فيه كيفما شاء.


العصفورة الجميلة التى أرسلت لـ«فيفا» خطاباً من خلف رئيس ومدير وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد المصرى لكرة القدم تستحق بكل تأكيد مكافأة إجادة مثل رمضان صحبى الذى أنقذ مصر من عدم التأهل لنهائيات أمم إفريقيا ولو كنت مكان السادة أعضاء الجبلاية كنت أقمت لها حفل تكريم كبيرًا لأن قلبها على الجبلاية أكثر من قلب أعضاء الجبلاية أنفسهم. ولو كنت أيضاً مسئولا فى الجبلاية لصنعت أيضا تمثالا ينحنى له كل أعضاء المجلس صباحا ومساء لأنها ستكون سببا رئيسيا فى بقائهم لفترة أخرى على مقاعدهم الغنية داخل الاتحاد.


ودعونى أتساءل ولكن بجدية هذه المرة إلى متى سنظل أسرى لهذه الفوضى؟ فلا أحكام تنفذ ولا قوانين تطبق ولا قواعد منظمة والدولة يدها مغلولة والوزير بين نارين نار تنفيذ الحكم وإجراء انتخابات جديدة هارباً من تطبيق القانون عليه شخصيا بالحبس والعزل أو نار تعيينهم مرة أخرى حتى يتفادى العقوبات الدولية وإيقاف الكرة المصرية والتى نجحت العصفورة فى إيقاظها من نومها وعادة نغمة الإيقاف والتجميد للرياضة المصرية مرة أخرى ونحن مقبلون على نهائيات أمم إفريقيا وتصفيات كأس العالم.


بالله عليكم أفيدونى برأيكم ما المنتظر مستقبلا من مثل هؤلاء هل مزيد من الإخفاق؟ أم بدايات لنجاح هل تعلمون أننا خرجنا من كل التصفيات وكل البطولات ولم ننجح سوى فى استكمال بطولة الدورى العام بمعجزة وبضغط إعلامى وبضعف شديد من اتحاد الكرة أمام سطوة الأندية وفساد بعض من المدربين ومع ذلك نجحنا فى استكمال الدورى رغم أنف اتحاد الكرة، أقولها بوضوح: إنه لا أمل ولا حياة ولا نجاح .. البقية فى حياتكم والعاقبة عندكم فى المسرات.