"حلب" تحت القصف.. نظام "الأسد" يرتكب جريمة ضد الإنسانية وينتهك الهدنة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


البراميل المتفجرة تهز أراضي سوريا.. ومقتل 123 مدنيا في أسبوع.. وحكام العرب يكتفون بالتفرج
 
"أشلاء هنا وهناك، دماء تسيل على ركام البيوت، أمهات تبكي، وشيوخ تدعي".. مشهد جديد رسمته طائرات النظام السوري على الأحياء السكنية في حلب وريف حمص، بعدما قصفتها طائرات النظام السوري ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال وتدمير مستوصف حي المرجة (شرقي حلب).
فاستيقظ العالم العربي على أصوات صرخات الشعب السوري الشقيق نتيجة قصفات النظام وسيطرت مشاعر الغضب علي المواطنين في مختلف أنحاء العالم، الذين عبروا عن مشاعرهم كل حسب طريقته.
وانتشرت صور مأساوية تروي بشاعة الوضع في حلب، على مواقع التواصل كالنار في الهشيم عبر هاشتاج "حلب تحترق"، والذي تصدر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، بأكثر من 400 ألف تغريده والعدد في تزايد مستمر.
 وتعد هذه المرة الثانية التي تستهدف فيها طائرات النظام منشأة طبية في المدينة خلال 48 ساعة.
123 قتيل في أسبوع
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الغارات على حلب أسفرت عن مقتل 123 مدنيا -بينهم 18 طفلا- في الأيام السبعة الماضية التي شهدت تصاعد العنف في المدينة الواقعة شمال سوريا.
غلق المساجد
ودفعت هذه التطورات المجلس الشرعي بحلب إلى إعلان تعليق فريضة صلاة الجمعة في أحياء المدينة بسبب القصف المتواصل، وعدّ في بيان له أن "حفظ النفس ضرورة من ضرورات الدين ولا يجب التلاعب بها".
حلب تهز ضمير الإنسانية
هزت صور قصف حلب بالبراميل المتفجرة ضمير النخب على مواقع التواصل، حيث حوّل كثير من النشطاء صورهم التعريفية إلى اللون الأحمر، كناية عن المجازر والقتل اللذين ترتكبهما قوات النظام السوري وحلفائها، وأطلقوا وسما عالميا هو "#MakeFacebookRed" (لنصبغ فيسبوك بالأحمر).
محاولات النشطاء لتحريك الضمير العالمي لوقف المجازر لامست قلوب رواد مواقع التواصل، حيث صعد وسم #حلب_تحترق لقائمة "الترند" العالمية بمئات الألوف، لكن ذلك لم يحرك السياسيين لاتخاذ أي إجراء، لتبقى صور القتل الوحشي حبيسة الفضاء الافتراضي.
وحاول المغردون نقل بشاعة الأحداث بعدساتهم البسيطة، حيث يستهدف النظام تجمعات المدنيين بعشرات البراميل، فصلاة الجمعة لم تقم في مساجد حلب لأول مرة منذ 14 قرنا، نظرا للقصف المتواصل على التجمعات السكنية والمساجد والأسواق الشعبية والمخابز والمستشفيات.
مواقع التواصل الأخرى حذت حذو موقع فيسبوك، فموقع تويتر صبغه النشطاء هو الآخر بلون الدم، في حين وثقت التغريدات ارتفاع وتيرة المجازر، فبعد أن كان المدنيون يشهدون كل يوم مجزرة، أصبحت حلب تعيش الآن مجزرة كل ساعة، كما يحكي النشطاء.
وكتب مغردون أن العالم ترك #حلب_تحترق وتحرق معها كل الوعود السياسية الكاذبة، حيث يترك الأطفال والمدنيون العزل ليواجهوا بشاعة القتل دون أدنى عقوبة يخشاها القاتل، في حين تتكرر المجزرة تلو المجزرة والقوى العظمى صامتة.
أما وسم #مشفى_القدس الذي قصفه النظام في حلب، فكان شاهدا هو الآخر على بشاعة ووحشية جلاد دمشق، كما يرى الناشطون، حيث تم استهداف المشفى بغارات جوية قتل إثرها أطباء -على ندرتهم- وعشرات من الكوادر الطبية والمرضى والمدنيين.
هدنة
في هذه الأثناء، أفادت وكالة "تاس" الروسية بأن موسكو وواشنطن اتفقتا على التهدئة في مناطق بريفي اللاذقية ودمشق اعتباراً من فجر السبت.
وأتفق الطرفين وفقا للوكالة على ما أسماه "نظام الصمت" أي بمعنى هدنة تقضي بوقف إطلاق النار في ريفي اللاذقية والعاصمة دمشق، منتصف يوم الثلاثين من أبريل الجاري.
وأشار المصدر إلى أن روسيا والولايات المتحدة ستكونان الضامن لهذا الاتفاق، لافتاً إلى أن هذه التهدئة ستكون مفتوحة دون تحديد فترة زمنية لها.
تنديدات لا فائدة منها
وندد ستيفن أوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالقصف الذي تعرضت له مستشفيات ومنشآت صحية في سوريا، وقال في كلمة له أمام مجلس الأمن إن على جميع الأطراف المحلية والدولية العمل على استمرار تثبيت وقف الأعمال القتالية في سوريا.
وفي السياق نفسه، ندد البيت الأبيض بشدة بالقصف الجوي الذي استهدف مستشفى تابعا لمنظمة أطباء بلا حدود في حلب، وقال إن الغارة تشكل انتهاكا لاتفاق وقف العمليات العدائية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن تصرفات نظام الأسد تتسبب في مزيد من الضغوط على الاتفاق المذكور، ويعتبر البيت الأبيض الحل في دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استخدام نفوذه لدى نظام الأسد لوقف انتهاكه لاتفاق وقف العمليات العدائية.
وفي السياق نفسه، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن تصعيد العنف في سوريا في الأيام الماضية مقلق للغاية، وأضاف أن معاناة الشعب السوري كبيرة وربما هذا يطرح أسئلة لأميركا وروسيا لإعادة الاجتماع للضغط على الأطراف العديدة من أجل وقف العنف.
من جهته، قال رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري هيثم المالح إن القوات الروسية -ومنذ احتلالها الأراضي السورية- تقصف كل المناطق والمدن بما فيها المستشفيات والمدارس والمساجد، وأضاف في مقابلة سابقة مع الجزيرة أن موسكو أتت لإنهاء الثورة وليس تنفيذ أي اتفاقيات دولية.