خبير إسرائيلى يحذر من خطورة التقارب المصرى السعودى على أمن تل أبيب

العدو الصهيوني

بوابة الفجر


كتب البروفيسور  "يارون  فريدمان" محلل الشؤون العربية لصحيفة يديعوت أحرونوت واستاذ التاريخ الإسلامى والسياسى بالشرق الاوسط فى جامعة حيفا الإسرائيلية ,أن فكرة إقامة جسر بين مصر والسعودية لها أبعاد دينية وإقتصادية ,حيث سيربط بين مسلمى أسيا وأفريقيا ,ويسهل من عملية نقل البضائع بين القارتين من المتوقع أن يتم إستغلاله فى إنشاء خط للسكك الحديدية بين البلدين .

وأوضح أن المشاريع الإقتصادية  التى تم الإتفاق عليها بين الرئيس السيسى والملك سلمان , تمثل بعضها مشكلة كبرى لإسرائيل ,من ضمنها اتفاق لتحويل شمال سيناء لمنطقة تجارة حرة لافتاً أنه لكى يتم ذلك ,سيضطر الجيش المصرى للتواجد بكثافة فى سيناء وبعمق أكثر ويقترب من الحدود الإسرائليلية  ,وهو ما يخالف بنود إتفاقية كامب ديفيد ,إلا أن النقطة الاخطر فى نظر "فريدمان " هى التواجد السعودى فى هذه المنطقة .

وزعم فريدمان أن التدخل السعودى المكثف فى مصر سيحولها إلى دولة تابعة لها وستفقد مصر الكثير من دورها الرائد فى المنطقة ,مستشهداً بما حدث فى البحرين عندما تم بناء جسر رابط بين البلدين عام 1986 ,والذى أدى إلى إرتباط البحرين بالمملكة بشكل غير مسبوق وتجسد ذلك فى المساعدات العسكرية التى قدمتها  السعودية للبحرين عام 2011 لمنع الغالبية الشيعية فى البحرين ,من إسقاط النظام السنى ,وهو ما أظهر مدى تبعيتها للملكة ,ملمحاً إلى إمكانية حدوث ذلك فى مصر .

وأضاف أن السعودية أنقذت مصر من الإفلاس أكثر من مرة ,بعد أن قدمت للنظام الحالى ,مساعدات مالية تخطت حتى الان حاجز ال13 مليار دولار ,ومساعدات إقتصادية بهذا الحجم وبشكل مستمر ,تعنى التبعية الكاملة _حسب زعمه .

وحدد الكاتب الإسرائيلى المخاوف من وجود تحالف يضم أغنى دولة فى المنطقة مع دولة تمتلك أقوى جيوش المنطقة ,وما يمثله ذلك من تهديدات على أمن الدولة العبرية ,بداية أشار "فريدمان " إلى ذكرالملك سلمان  عبارة "تحرير فلسطين" فى أكثر من مناسبة  وهو ما يعنى أنه من الممكن أن يتحول هذا الحلف ,إلى تهديد إسرائيل بعد الإنتهاء من مهمة القضاء على الإرهاب ,هذا بالإضافة_كما أشار _ إلى حقيقة عدم إرتباط السعودية بأى إتفاق رسمى مع إسرائيل ,وهو ما يعنى أن الجسر الذى سيتم تشييده من الممكن أن يعرقل حركة السفن المتجهه إلى إسرائيل عن طريق البحر الاحمر وهو ما يخالف ما تم الإتفاق عليه خلال إتفاقية كامب ديفيد ,وأشار قائلاً "لقد نسينا فى خضم إنشغالنا بتهديدات المعسكر الشيعى الذى يضم إيران وحزب الله ,من الإلتفات لحقيقة هامة ,وهى أن السعودية ليست دولة صديقة لنا ,ففى هذه الحالة لم يعد  عدو عدوى صديقى ,وطموحات الملك سلمان لا تقل باى حال من الاحوال عن الطموحات الإيرانية المغلفة بجنون العظمة ,كما أن مبادرة السلام التى إقترحتها السعودية عام 2002 لتغطى على تورطها فى أحداث 11 سبتمبر ,لم يعد لها وجود الان ".

وحذر فريدمان من سيناريو ظهور خلايا إرهابية جديدة فى سيناء ,بعد القضاء على تنظيم داعش ,وأشار أن الإئتلاف المصرى السعودى الجديد ,من الممكن أن يولد تنظيمات جديدة قوامها من السائحين أو الحجاج الذين سيستغلون الجسر الجديد ,للإستيطان فى سيناء ,من أجل تنفيذ بعض العمليات الجهادية ,داخل إسرائيل .