أدولف هتلر .. الحياة أحيانا تصنع وحشا.. (بروفايل)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


وجه يشبه زمجرة المعارك، تعلوه عينان شاخصتان طيلة الوقت، جسد نحيل يشبه أخطر الثعابين في العالم، ورقبة مرفوعة دائما إلى السماء تتحدث بصلف وجبروت، إذا نظرت إلى صورته يصيبك الرعب من  كل ناحية وتخرّ هابطا على الأرض، كان مفوها في خطاباته، إذا تحدث كلماته مثل السهام التي تصيب القلب لتجعله مملوء بما يريد، وتصيب العقل في التو واللحظة ليجعل جنوده متأهبين دائما لما يريده هو دون حديث أو جدال، إذ كانت كلماته تعزف دائما على أوتار المشاعر، لم يكن رئيسا عاديا بل كان فاهما وواعيا لكل كلمة يتفوه بها لسانه.   
إنه "أدولف هتلر" الذي تجرع كؤوس الذل في حياته ليترعرع وقد أقسم على أن ينال من البشرية، فكان كالمجازر الآلية، تحصد رقاب كل من يقابلها، فهو من تسبب بقتل 17 مليون شخص في حروبه مع الدول وكذلك من جنوده الألمان.

ربما تكون الظروف التي مرّ بها هتلر في حياته هي من صنعت منه إنسانا متوحشا، جعلته عاقدا العزم على إفناء البشر بهذه الطريقة المرعبة، فالقتل كان عنده مثل كوب من الماء يشربه هكذا والسلام.

لم تكن حياته مثل أكثر الرؤساء الذين يتربون في كنف الأموال والكنوز، بل تجرع كأس الفقر والقهر فكان والده يقسو عليه قسوة بالغة، حيث كان يريد له أن يعمل كموظف في الجمارك إلا أنه لم يرض بذلك، توفي له أيضا أربعة أخوة له وهم في سن الطفولة، ثم توفي والده ليتلقى معونة الأيتام، لتتوفى والدته بعد ذلك في سن الثامنة عشرة من عمره.

أراد هتلر أن يكون رساما لكن يبدو أن الروتين الحكومي قد طغى عليه هو الأخر ولم يستجب لإرادته حيث لم تستجب أكاديمية الفنون ائنذاك له، لتنفذ بعد ذلك أمواله، ليعيش في مأوى للمشردين. 

وتوفي المستشار الألماني أدولف هتلر في مثل هذا اليوم 30 أبريل 1945 منتحرا عن طريق تناول مادة السيانيد السامة وإطلاق النار على نفسه وهي الرواية العامة المقبولة لطريقة موت الزعيم النازي، ولكن هذه الطريقة المزدوجة في الانتحار والظروف الأخرى التي أحاطت بالحادثة شجعت البعض على إطلاق الشائعات بأن هتلر لم ينتحر وأنه عاش حتى نهاية الحرب العالمية الثانية مع الاختلاف حول ما حدث لجثته.