أحمــد متولــى يكتب: رسالــة من صحفــي مصري إلى السيســي

مقالات الرأي

بوابة الفجر


 

السيد الرئيس/ عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية

 

تحية طيبة وبعد..،،

 

اكتب إليك هذه الرسالة ونحن نحتفل هذه الأيام باليوم العالمى لحرية الصحافة، واليوبيل الماسي لنقابة الصحفيين المصرية ومرور 75 عاما على تأسيس هذا الصرح الشامخ الذى يتظاهر أمامه الآن المئات والمئات من أبناء المهنة للدفاع عن وصمة العار التى ألحقتها بنا قوات الشرطة، علّ وعسي أن تصلك كلماتى التى تعبر عن ضمير كل صحفى يمتهن هذه المهنة التى هى نبض وضمير كل مواطن مصري يعيش على هذه الأرض الطاهرة.

 

نقابة الصحفيين المصرية وأبنائها على صفيح ساخن منذ أن اقتحمتها قوات الشرطة، لأول مرة فى تاريخها، منذ أيام لضبط الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا –حتى ولو كانا مطلوبين للعدالة، دون إنذار سابق ودون الرجوع لنقيب الصحفيين الأستاذ يحيي قلاش، مما تعد جريمة متكاملة الأركان دبرتها الشرطة المصرية لزعزعة استقرار الأوضاع فى مصر.

 

أخبرك سيدي الرئيس أن نقابة الصحفيين ليست فى حرب مع الشرطة أو أى مؤسسة أخرى، لأننا جميعًا سواء سلطة تنفيذية أو تشريعية أو قضائية أو سلطة رابعة (صاحبة الجلالة) فى مركب واحدة، ولأننا فى دولة من المفترض أنها تحترم الحريات والقانون، وما حدث داخل نقابة الصحفيين الصرح الأول فى مصر للتعبير عن الحريات جريمة فى حق الدولة المصرية، فكيف لنقابة تدافع عن الحريات ينتهك حقوقها على الملأ وفى وضح النهار بعدد من قوات الأمن وتحت تهديد السلاح والاعتداء على أمن النقابة.. أليست هذه جريمة يعاقب عليها القانون؟!

 

أنا لست ناشطًا أو ثورجيًا، ولكني حزين وغاضب لهذا الوضع المحزن فى أن تقف الشرطة أمام الصحفيين من أجل تصفية حسابات سياسية وحزبية ليست لنا علاقة بها، فأنا ممن يحبون هذه المهنة؛ فهي معشوقتي الوحيدة التى كلما غازلتها بعملى وجهدي وتعبي تزيد هى فى عطائها لي، ورغم أننى لم أمتهنها من أجل كسب العيش ولم أتربح منها المال حتى الآن؛ إلا أن مساعدة البسطاء والمحتاجين ووصول المعلومة الصحيحة لقرائها لهو شرفًا عظيم وتاج على رأسى ورأس أبناء المهنة الشرفاء، ودفاعنا عن أنفسنا فى هذه الرسالة جاء من أجل البحث عن حياة كريمة، وأملًا فى أن يكون هناك قانون موحد للإعلام لتسيير عملنا بالشكل المطلوب ولمعرفة حقوقنا وواجباتنا، يخلق ميثاق شرف للعمل الإعلامي.

 

سيدي الرئيس عليك بحل هذه الأزمة فى أسرع وقت ممكن، وأطالبك كما أعلنها نقيب الصحفيين فى بيانه بعد اقتحام النقابة بإقالة وزير الداخلية كى تنفرج هذه الأزمة التى أشعلها هو وقياداته، وعمل اجتماع طارئ مع نقيب الصحفيين وأطراف المشكلة لحلها، ويجب أن يكون هناك وقفة لبحث آلية تعامل الشرطة مع الصحفيين، لأننا لسنا ببلطجية، فكل ما نملكه فى ظل أزمات مصر الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية هو قلمنا الذى يرد حق المظلومين ويكشف المتآمرين على الوطن ويفضح ويحارب تجار الفساد أينما كانت شخصياتهم أو جنسياتهم أو مناصبهم.

 

أذكرك سيدي الرئيس أن تعنت الشرطة مع المواطنين كان السبب الأبرز فى سقوط نظام حكم الرئيس "مبارك"، فلا تجعل تعنتهم يمحي كل ما فعلته من انجازات اقتصادية عظيمة فى فترة قصيرة ويدفعنا جميعًا إلى الهاوية، ففي كل خطوة كنت تخطوها من أجل مصر كان يرافقك دائمًا الإعلام المصري ويدعمك لأنك من الشخصيات المحبوبة لدي البسطاء من عامة الشعب ولك شعبية طاغية فى مصر وخارجها، ولأنك أنت حاكم مصر، أهم وأكبر دولة فى العالم العربي ومحط أنظار الغرب.

 

يدور فى أرجاء نقابة الصحفيين وبين أبنائها حاليًا أن الدولة ممثلة فى "عبدالفتاح السيسي" تدرس رفع بدل التكنولوجيا الذى يتقاضاه الصحفيين، عقابًا للموقف الأخير لنا ضد الشرطة، هل هذا هو الحال الذى وصلنا له سيدي الرئيس؟ هل أصبحنا فئة ضالة داخل المجتمع يتم محاربتنا من كل الجهات السيادية فى الدولة نتيجة أننا رفضنا أن تُهان كرامة نقابتنا وكرامة أبنائها؟

 

نحن جميعًا أبناء مهنة الصحافة يدًا واحدة، نحن خلفك وخلف قواتنا المسلحة وخلف قوات الشرطة وخلف الشعب المصري، هدفنا هو الحفاظ على كيان الـ90 مليون مصرى الذين يعيشون على هذه الأرض، عدونا واضح وضوح القمر المضيء فى الليلة حالكة الظلام وهو "الإرهاب"، وكل ما نحتاجه هو حكمة الرجل الرشيد الذى يحكمنا بخبرته ويؤمن بالإصلاح الداخلى لمؤسسات الدولة، فى الوقت الذى افتقرت فيه وزارة الداخلية للحكمة السياسية فى تعاملها مع أزمة الصحفيين، بعد قيامها بالقبض العشوائى عليهم حتى داخل نقابتهم، الأمر الذى قد يزيد الفجوة بينهم وبين عامة الشعب ومختلف النقابات العمالية وعلى رأسهم نقابة الصحفيين، فهناك أشخاص تريد الوقيعة بين النظام والإعلام، وتنتظر هذه الفرصة، فلا تسمح لهم سيدي الرئيس بانتهازها.


فالصحافة ببساطة هي صوت الشعب للنظام، وأن ضاق النظام بالصحافة فأنه يضيق بالشعب، والصحافة ليست جريمة، ولا يوجد أحد فوق القانون.. تحيا كرامة المصريين.. وتحيا مصر. 

 

للتواصل مع الكاتب

@ramadan_ah