في مصر فقط وبعد أكثر من 60 عاما.. "توم وجيري" متهم جديد بنشر الإرهاب

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يعد "توم وجيري" من أكثر مسلسلات الكارتون مشاهدة على مر التاريخ، والتي أثرت في الأجيال على مدار العقود السابقة، فاعتبرها الجميع أفلامًا تصور الصراع بين قطًا وفأر بشكل كوميدي، ولم يتوقع أحد أن يأتي يوم ويتهم فيه هذا المسلسل الكارتوني بالترويج إلى العنف والتطرف في المنطقة العربية.

وكان السفير صلاح عبد الصادق، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، قال إن مسلسل "توم وجيري" وألعاب الفيديو، من أهم أسباب انتشار العنف والتطرف في العالم العربي.
وأضاف: "توم وجيري يمثلّان العنف بطريقة مُضحكة، ومشاهدهما تثبت الأفكار في عقول المشاهدين سواء بالضرب أو بإلقاء المتفجرات، ممّا يُثبت في عقول المشاهدين بأنَّ هذه هي الطبيعة في التعامل مع البشر، كما أنّه أصبح طبيعيًّا جدًّا لشخص يقضي ساعات طويلة يلعب ألعاب الفيديو ويقتل أعداءه أن يتحول إلى شخص عنيف في الحقيقة، كما أنَّ الشباب يواجهون الضغوطات الاجتماعية التي تضغط عليهم وتدفعهم للجوء إلى العنف، الذي يعتقدون أنّه شيء طبيعي ومفهوم تحت تأثير هذه الألعاب".

وردًا على تصريحه نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، مقالاً لمدير مكتبها بالقاهرة سادرسان رجفان، انتقد فيه هذه التصريحات، متسائلاً: "بات التساؤل المطروح حاليًّا هل سوف تراقب الحكومة المصرية توم وجيري من الآن وصاعدًا لمواجهة الإرهاب؟".

فيما أصدرت الشركة العالمية للرسوم المتحركة، وهى واحدة من فروع شركة والت ديزنى، بيانا شديد اللهجة قالت فيه إن سمعة توم وجيرى فوق مستوى الشبهات، وسعيهما الدؤوب من أجل لقمة العيش والراحة والاستمتاع بالحياة مضرب الأمثال فى كل أنحاء العالم، ولا يمكن أن نصمهما بهذا الاتهام الشنيع، وخصوصا بعد أن توطدت العلاقة بينهما فى الحلقات الأخيرة وصارا صديقين ينعمان بالسكينة والاستقرار.
وأضافت الشركة فى البيان الغاضب أن على الحكومة المصرية أن تحذر مسؤوليها من مغبة اتهام الشرفاء بالباطل، وعدم إلصاق التهم بقط وفأر يعيشان فى سلام، فتوم لم يفجر مديرية أمن الدقهلية، وجيرى لم يفجر مديرية أمن القاهرة، وعلى مسؤولى الأمن فى مصر الانتباه لعملهم بدلا من إلقاء التهم على غيرهم. 

وحلقات توم وجيري هي مجموعة تتكون من 161 حلقة رسوم متحركة كرتونية كوميدية، أنتجت من عام 1940 إلى عام 1967 للسينما، وحازت على سبعة من جوائز الأوسكار، ويظهر فيها الصراع بين القط توم والفأر جيري.

الفرق بين ما يعرض دولياً ومحلياً
ويرى جمال فرويز ,أستاذ علم النفس، أن الطفل وليد سلوكياته , أن الإرهاب والعنف لا يقتصر على "توم وجيري فقط"، موضحًا أن الطفل يقوم بتقليد أي سلوك أمامه بالمجتمع المحيط به.

وأشار فرويز، إلى أن التلفزيون المحلي يقوم بعرض أفلام كارتونية تدور حول العراك والمشاجرة، كما يصور "توم وجيري القائم على معركة بين قط وفأر، والتي وصلت إلى حد الضرب بالقنابل وتفجير القطارات، مما يساعد على تشويه سلوكيات الطفل، بينما في القنوات الدولية سنجد أن ما يعرض فيها يعبر عن الصداقة والتفاؤل والمحبة، مؤكدًا أن جميعها قيم أخلاقية.

أنواع مختلفة من الكارتون
من ناحية أخرى أوضحت سامية خضر, أستاذ علم الاجتماع أن توم وجيري مر عليه أجيال, لكن هناك اختلاف في الفكر والحركات والهدف, متابعة أن هناك أنواع من الكارتون الممتع على عكس أنوع أخرى نرى فيها استخدام أسلحة بيضاء .
وأضافت خضر, أن الكارتون قديماً كان يمتاز بالبراءة ,على عكس الآن نجده عبارة عن موت وقتل ونار, مؤكدة على أن ذلك سيكون مزعج وسبب لانتشار سلوكيات خاطئة .
وتابعت أن الأمر غير مقتصر على توم وجيري, وكل ما يعرض على الشاشة يؤثر على الطفل، مشددة على ضرورة متابعة الأمهات لأطفالهن، ومتابعة ما يتم مشاهدته ومدى مناسبته لهم .

أنواع أخرى تسبب العنف
وأوضح محمد مذيد, أستاذ علم النفس, أن هناك ما يسمى في علم النفس بالتقليد أو المحاكاة تبعاّ لنظرية التعلم الاجتماعي , لافتاً إلى أن الإنسان يتعلم سلوكياته من الأشخاص التي يراها, وأن البيئة الاجتماعية والأسرة  "الدائرة الأولى " التي ينشأ فيها الإنسان والتي يتعلم منها كل شيء .
وأضاف مذيد إلى أن الوضع لا يقتصر على توم وجيري، مؤكدًا أنه لن يؤثر بدرجة كبيرة مهما كان يحتوي على مشاهد عنف, متابعاً هناك نوع آخر كأفلام السبكي وغيرها تلك التي يجب النظر إليها ,خاصة وأنها تعمل على زيادة العنف والإرهاب .