عثمان جمال الدين يكتب: أخى شارك فى أغنية افتتاح قناة السويس.. ومكافأته خمس سنوات سجنا

مقالات الرأي

محمود جمال الدين
محمود جمال الدين عثمان - صورة أرشيفية


«محمود جمال الدين عثمان».. أخى الأكبر «30 عاما» لاعلاقة له بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد، يعمل بشركة للإنتاج الرقمى، ومن أهم الأعمال التى شارك بها، أغنية «فات الكتير يابلدنا» التى غناها محمد منير احتفالا بافتتاح قناة السويس الجديدة، وكان دومًا يتفاخر بها حتى وصل به الحال ليضعها نغمة لهاتفه، والتى انتشرت بشكل كبير احتفالا بإنجاز الرئيس آنذاك.

أخى كان هو المسئول الرقمى عن توزيع الأغنية، وشارك أيضًا فى توزيع أغنية «بشرة خير» لحسين الجاسمي، فهل يكون جزاؤه أن يصدر ضده قرار بالحبس لمدة خمس سنوات وغرامة 100 ألف جنيه لمجرد تصادفه بمكان عمله فى ميدان الدقى وقت أحداث 25 إبريل الماضية.

«رفيق عمرى وصديقى وأخى وأبى».. كلمات تعجز عن وصف العلاقة بينى وبين أخى الكبير، أكتب لك تلك الكلمات وأنا أشعر بالوحدة والغربة فى وطنى، فغيابك حول حياتى إلى سجن كبير جداً، حولها لجحيم مظلم، أعلم أنك مظلوم ضمن عشرات الشباب المظلومين الذين قبض عليهم، إما بشكل عشوائى، أو لتصادفهم فى منطقة الدقى وقت وقوع الأحداث.

«أنا مظلوم يا عثمان».. أولى الكلمات التى استقبلنى بها أخى فى معسكرات الأمن المركزى بالكيلو 10.30، وقعت على مسمعى كالصاعقة وأنا كلى عجز تجاهه، تمالكت أعصابى وحبست دموعى فى أعينى أضعاف ما حبسه سجانه، وبطمأنينة حزينة قلت له: «أنت قادر على الصمود وسوف تمر الأزمة وتنتهى قريبا»، كلمات قلتها وأنا أشعر بقلة الحيلة لعدم تمكنى من مساعدته فى نكبته.

المنزل تحول إلى مأتم مظلم، هجرته السعادة منذ القبض على محمود، «الصلاة والدعاء والبكاء» هى وسائل الأسرة لفك كربه، سنخبر الله بكل ظلم تعرضنا له فى وطننا، فليس بيننا مسئول كبير، ولا رجل أعمال ليتدخل وينهى أزمته، لكن أملنا فى الله كبير لتنزاح «الغمة» عن منزلنا.

14 مايو الماضى كان الأمل بالنسبة لنا بأن يصدر القاضى قراره ببراءة المتهمين أو إصدار أحكام مع إيقاف التنفيذ، ولكن دائما ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، بعد 8 ساعات من المحاكمة خرج علينا القاضى لينطق حكمه الصادم على 101 شاب، وجاء منطوق الحكم «حكمت المحكمة حضوريًا بحبس جميع المتهمين خمس سنوات وغرامة 100 ألف جنيه»، نزل علينا الحكم كالصاعقة وعلى أسرتى وجميع أهالى الشباب، وأصابنا بحالة من الذهول والصمت وعدم القدرة حتى على إدراك الموقف، وتساءلت بينى وبين نفسى هامساً: «أليس بين كل هذا العدد مظاليم.. وهل كل وقائع الضبط متساوية ليحكم عليهم بنفس الحكم؟».

ختامًا أريد أن أقول لك بعض الكلمات يا أخى: «آسف على عجزى ويأسى وقلة حيلتى.. آسف لأننى لو كنت مسئولاً فى مصر ما تواجدت يوما خلف القضبان.. آسف لك وعليك وعلى وطنى»، ولكن أملى فى الله كبير أن يخرجك سالمًا آمنًا بيننا، لتعود ومعك بهجتنا من جديد.