أحمد فايق يكتب: اللعب فى دماغ المصريين

مقالات الرأي



■ صفقة أون تى فى بين ساويرس وأبو هشيمة تمت فى الجونة فى شم النسيم وقيمتها 400 مليون جنيه

■ 2.7 مليار جنيه إعلانات تتحكم فيها 6 شركات عالمية

■ 8 مليارات جنيه ميزانية الإعلام فى المؤسسات العامة تتسرب فى بالوعة المجاملات الشخصية

البعض يريده إعلام الدولة، والآخرون يريدونها دولة الإعلام، وبين البعض والآخرين يضيع الغالبية العظمى فى الوسط، المشهد لا يحتاج لكثير من التفسير، هناك أزمة حقيقية بين الإعلام والدولة، وصلت الأزمة إلى ذروتها فى معركة الصحفيين والداخلية.

وكأنها كانت نقطة الصفر لصدور قانون الإعلام الجديد، يشعر الجميع أن هناك حركة تغيير من على سطح ملكية وسائل الإعلام فى مصر.

صفقة بيع قنوت أون تى فى تمت فى شم النسيم وتحديدا على شواطئ الجونة، حيث اشترى رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة القنوات مقابل 400 مليون جنيه، وهو الرقم الأكثر دقة عكس مايروج من أن ثمن الصفقة هو 250 مليون دولار، فالقيمة الشرائية لقنوات أون تى فى لا تزيد على رقم الصفقة.

سبق هذا شراء رجل الأعمال ياسر سليم 7 مسلسلات أو دخوله فى شراكة فيها، وهى مسلسلات كانت مهددة بالتوقف، ووصل رقم صفقة المسلسلات حوالى 160 مليون جنيه، وتقرر عرض كل هذه المسلسلات على أون تى فى فى رمضان.

ياسر سليم ليس رجل أعمال عادى فقد ظهر اسمه بقوة فى صناعة الإعلام مؤخرا، هو منتج فيلم «أنا مصر» الذى دعمته الدولة كبرنامج توك شو فى التليفزيون الرسمى يصمد أمام توك شو الفضائيات الخاصة، ياسر سليم اشترى أيضا موقع «دوت مصر» الذى كان يرأس تحريره الكاتب الصحفى الراحل عبدالله كمال.

بالتأكيد ظهور ياسر سليم فى المشهد ليس بعيدا عن ظهور أحمد أبوهشيمة فى نفس اللحظة، والذى أكد هذا الظهور وجود رغبات أو تأكيدات وربما تعليمات بأن يضع المعلنين نصف ميزانيتهم من إعلانات رمضان على أون تى فى!

إن خريطة الإعلانات فى الفضائيات المصرية تبلغ مليارين و700 مليون جنيه، يحتكر ملياراً و400 مليون منها 5 شركات عالمية كبرى وهى كوكاكولا وبيبسى وأورانج وفودافون واتصالات بالإضافة إلى المصرية للاتصالات، وتتراوح الميزانية الإعلانية لكل شركة فيها ما بين 200 و240 مليون جنيه، هذه الشركات تستطيع أن تكتب شهادة النجاح أو الوفاة لأى قناة جديدة أو برنامج.

هنا قنوات كبرى فى السوق الإعلامية المصرية تتصارع على النصيب الأكبر من الإعلانات وهى قنوات سى بى سى والنهار وأم بى سى مصر والحياة، هذه القنوات تحصل تقريبا على أكثر من 60% من الإعلانات.

الإعلان يتحكم فى الإعلام وربما يتحكم فى توجه بعض البرامج والقنوات، إن التغيير الذى حدث على سطح ملكية الإعلام فى مصر مقدمة، فهناك مؤشرات كبيرة لقرب الانتهاء من بيع قنوات الحياة، ورغم تعدد أسامى المشترين إلا أن المؤسسة واحدة!

وقريبا ستنزل على الساحة مجموعة قنوات دى ام سى، وهى تابعة لمؤسسة دى ميديا التى تملك الراديو 9090 وقناة الناس وموقع مبتدا، وشبكة دى ميديا وفقا للتحضيرات ستدخل سوق الإعلام فى مصر عملاقة بإنتاج ضخم لبرامج كبيرة ومحتوى جديد.

من المتوقع أن يكون الافتتاح الحقيقى لقنوات دى ميديا فى شهر يناير وسيحدث تغيير أكبر فى خريطة الإعلام.

الغريب أن رقم المليارين و700 مليون جنيه نصيب الإعلانات لا يتجاوز 30% من ميزانيات الإعلانات فى الحكومة ومؤسسات الدولة، حيث تبلغ ميزانيات الإعلانات 8 مليارات جنيه، وهذا الرقم وفقا لتحريات أقيمت مؤخرًا فى المؤسسات الحكومية فى كل القطاعات من البنوك إلى السياحة ومصر للطيران وشركات قطاع الأعمال والوزارات.

هذه الميزانيات تذهب إلى المطبوعات واصطحاب الوفود الإعلامية وإعلانات مباشرة وغير مباشرة، ورغم هذا فإن تأثير هذه الميزانية فى صورة الدولة بالإعلام منعدم.

الـ8 مليارات كفيلة وحدها بإعادة رسم خريطة الإعلام فى مصر بدلا من ضياعها فى البيروقراطية وأحيانا المجاملات الشخصية.

الأيام القادمة سترى تغييرًا كبيرا فى الخريطة الإعلامية وظهور أجيال جديدة.

فهل نحن على أبواب تجربة روسية جديدة؟

لقد تدخل الرئيس الروسى بوتين وغير فى ملكية وسائل الإعلام المعارضة وحتى الموالية له وحولها جميعا إلى قنوات رياضية وبرامج ترفيهية.

لكن يبقى السؤال.. ما دور تليفزيون الدولة فيما يحدث وما مصير المليارى جنيه ميزانية ماسبيرو السنوية؟