كارثة.. مهن الخطباء المسائية "سائقي توك توك وعمال نظافة".. واستغاثة لإنقاذ عمامة الأزهر

تقارير وحوارات

خطباء المكافأة- صورة
خطباء المكافأة- صورة أرشيفية



17 ألف خطيب مطالبون بمحاربة التطرف.. رواتبهم 140 جنيه
خطيب بالأوقاف:  "غسلت ومسحت في شركة دواجن .. وعيشتي متهانه"
المتحدث باسم خطباء المكافأة: "الواسطة والمحسوبية سبب حالنا"
الأوقاف : "يعتمدون على لي ذراعنا ..ويتحايلون على الحق"
 

يتبع وزارة الأوقاف أكثر من 17 ألف خطيب مكافأة مطالبين بتجديد الخطاب الديني والالتزام بخطبة الأوقاف الموحدة والقراء والثقافة الجيدة، مسؤولين عن أكثر من 30 ألف مسجد في مختلف محافظات الجمهورية.
يعيش خطباء المكافأة حياة صعبة يظهرون وسط الناس يعلمونهم أمور دينهم ، في زمن كثرت فيه التنظيمات المتطرفة،  بعدها يخلعون زيهم ثم ينتقلون إلى أعمالهم الأخرى سواء العمل على توك توك أو في شركة .

خطيبًا بالنهار.. وفرد أمن في المساء
قال  الشيخ أسامة بلطية، أحد خطباء  وزارة الأوقاف  في مدينة الخصوص ، والذي تخرج من كلية أصول الدين جامعة الأزهر قسم الحديث منذ أكثر من عشر سنوات متزوج وله ولدين، إنه ليله نهاره، ونهاره ليلاً،  يعمل خطيباً في النهار وفي الليل يصطحب دراجته إلى مدينة أكتوبر حيث يعمل فرد أمن هناك.

أضاف الشيخ "بلطية"  أنه لا يصح للإمام أن يبتعد عن مجاله وخطابته، لكن  الوضع المعيشي أجبره على ذلك مضيفاً :" اشتغلت حداد مسلح ورجل أمن ،  وشيلت حلل وعملت فرد مخازن، ومسحت وغسلت ونظفت في شركة تعبئة وتغليف في إحدى شركات الدواجن.
وقال إن الإمام مطالب منه محاربة الفكر المتطرف ولا يعرف ما هو الفكر ولا يعرف كيفية محاربته ولا طريقة محاربته، فكيف أعمل خطيباً وسط  الناس ثم أخرج  أركب دراجة للذهاب بها إلى عملي كفرد أمن في إحدى الشركات، وليس ذلك فحسب بل  حاولت مرارًا أن اشتري توكتوك لكن قيادته  الصعبة صرفت نظري عن هذا المشروع.

وأضاف: "أعمل أمن في شركة خاصة في أكتوبر، وأثناء عملى اتجهت للعجلة اشتريتها بـ150 جنيه علشان أروح بيها الشغل، وشغلي ممنوع فيه ارتداء  الزي الأزهري أو جلابية وممنوع قراءة القران أو اصطحاب بعض الكتب،  ودا بيـأثر على نفسيتي ، فهناك امتهان لي في عملي" .
 
واستطرد قائلاً: درست في الأزهر ، ولا أندم يوما أنى تعلمت في الأزهر لكن أريد نظرة عطف من الأزهر، وأؤكد أني استفدت من الأزهر أنه لن يستطيع أحد أن يخرب عقلي أو يؤثر فيه أو انجرف إلى أي تيار.
الواسطة والمحسوبية السبب
وقال الشيخ يحيى يوسف، المتحدث الرسمي لأئمة خطباء المكافأة،  إن وزارة الأوقاف تماطل في الاستجابة لمطالبهم بالتعيين، و الواسطة والمحسوبية السبب.
 
وأكد أن أغلب أئمة المكافأة يعملون على توك توك، وفى الشركات، متسائلا: "ليه كده؟، هو ده ابن الأزهر اللى إنت قلت عنه هيحارب الإرهاب، وكل مرة تقول عايزين الأزهريين.

 مأساة 17 ألف خطيب
وقال أشرف رضا، خطيب بالمكافأة  إن  الهدف الرئيسي من وقفات خطباء المكافأة  المتكررة هو محاولة توصيل صوت أكثر من 17000 ألف خطيب  .
 
وأشار إلى أن خطباء المكافأة يعانون مشاكل عدة في حياتهم بسبب ضعف مرتباتهم، مشيرا إلى أنهم في مأساة يعيشونها مطالبين بتدخل المسؤولين لحل تلك الأزمة وتثبيتهم.

 لي ذراع واستغلال ظروف الوطن
وأكدت مصادر بوزارة الأوقاف، أنه حصر أعداد خطباء المكافأة  لـ6 محافظات فقط، أثبت وجود  أكثر من 60% من الحاصلين على تراخيص الخطابة في المحافظات التي جرى لها الحصر من خريجي الكليات الشرعية بالأزهر .
 
وأضاف الشيخ مسعد الشايب رئيس قسم الإرشاد والثقافة بوزارة الأوقاف ، إن ما يقوم به  خطباء المكافأة من التظاهر من أجل التعيين  يعد ليا للذراع واستغلالاً لظروف الوطن التى لا تسمح بالتظاهر الأن كما انه يعد تحايلا على الحق .
وأضاف أن الطريق المألوف للتعين فى وزارة الأوقاف لا يكون إلا عن طريق المسابقة والاختبار فى القرآن الكريم كاملاً والفقه الإسلامي والثقافة العامة منذ عام 1999 منذ عهد الدكتور زقزوق.