مختار العبيدي يكتب: تسامحوا تعيشوا في سلام

مقالات الرأي

مختار العبيدي - صورة
مختار العبيدي - صورة أرشيفية


ما حدث في المنيا  أمر يندي له الجبين وتقشعر له الابدان وتشمئز منه أبصار الحيوانات قبل البشر .ما يشعرني بالضيق حيال هذا التصرف اللاعقلاني واللاإنساني انه لن يعيد ولن يصلح ما حدث .. علاقة غير شرعية بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة هل يصلحها أن نجر امرأة مسنة من ملابسها امام قرية اقل ما يقال عن اهلها انهم تجردوا من كل معالم الإنسانية .
لا ادافع هنا عن تلك المرأة لكونها مسيحية ولكونهم أقلية وحقهم مهضوم في هذا الوطن فهذا غير صحيح . أنا ادافع هنا من منطلق الإنسانية أولا فما حدث هو تعد صارخ علي كل معاني الإنسانية هو عمل لا يفعله سوي حيوان غاشم أعمي اشتياقه لإلتهام فريسته عينيه عن كل شئ . غابت هنا الإنسانية التي أري روابطها أقوي من روابط الدين ،الإنسانسة التي من المفترض إنها تقرب لا تفرق .
لقد تناسي من قاموا بتلك الفعلة النكراء كل تعاليم الدين وكل أوامر النبي محمد (ص) الذي امرنا بالتعايش والتواصل والتسامح ،كيف يكون هؤلاء مسلمون والاسلام قد أرسي مبادئ المواطنة والحوار وكفل حقوق الاخرين في العيش في سلام حتي لو كانوا غير مؤمنين بوجود الله في الاساس.
مهلا أعلم أنكم ستقولون لي أن النبي قال ( من مات دون عرضة وماله إلي آخر الحديث الشريف فهو شهيد ) نعم أعرف أن الغيرة علي العرض والدين والوطن واجبة لا جدال في ذلك . لكن هل الدفاع عن العرض يكون بتجريد امرأة مسنة من ملابسها امام الجميع .. أين الشهامة والمروءة وحق الجوار؟
أين دور الأسرة التي تركت تلك الفتاة فريسة سهلة لعلاقة غير شرعية؟
أين دور أسرة الشاب الذي تركوه يعبث ويستغل سذاجة بنت الجيران ؟
المشكلة هنا كبيرة وتحتاج الكثير من التعقل والتفكير الأمر يتطلب منا جميعا ان نستفيق فما حدث مسؤلية المجتمع ككل الذي بات يهتم بتفاصيل لا معني لها وأصبح الأباء والأمهات يضعون العراقيل أمام كل علاقة شرعية تريد أن تخرج إلي النور فلجأ الشاب إلي علاقات غير شرعية .
رسالتي هنا إلي اولئك الذين يريدون أن يحولوا الأمر إلي فتنة .. توقفوا فسعيكم غير مشكور ولن يجدي نفعا .. ما حدث لا يعدوا كونه نزوة شبابية غير محسوبة فأكاد اجزم أن هذا الشاب وتلك الفتاة لو فكرا لحظة واحدة في عواقب الامر لفر كل منهم بعيدا عن الآخر .
في النهاية أود أن اقول أن المجتمع المصري يعاني أزمة فعلية بات واجبا علينا جميعا أن نواجهها بكل السبل بدءا من الأسرة التي يجب أن يُربي فيها الأبناء علي حسن الخلق وحسن الجوار واحترام الآخر ولو كان لا يؤمن بأي دين فالعلم والمال والسلطة لا قيمة لهما بدون اخلاق .. تسامحوا تعيشوا في سلام.