أحمد متولى يكتب: "السيسي" يُحيل قيادات "ماسبيرو" للتحقيق!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


تابعت كما تابع المصريين جميعًا حوار الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، مع الإعلامي أسامة كمال بمناسبة الذكرى الثانية لتوليه السلطة عقب ثورة 30 يونيو، وما أزعجني وبشده هو ما شهده الحوار الرئاسي من أخطاء تقنية وفنية ساذجة يقع عاتقها فى المقام الأول على مبني "ماسبيرو" برئاسة الإعلامية صفاء حجازى، هذا المبني الذى أخرج الكثير من الكوادر الإعلامية والفنية التى تدير حاليًا القنوات الفضائية الخاصة.

 

نحن هنا لسنا محللين لخطاب "السيسي" الذى تحدث فى الكثير من الأمور الهامة التى تشغل بال وعقل المصريين، ولكن لنقول إن الأخطاء التى شهدها حوار الرئيس كفيلة بقيام مؤسسة مثل مؤسسة الرئاسة أو مجلس نواب الشعب بفتح ملفات فساد "ماسبيرو" لإعادة هيكلته من جديد بما يواكب العصر الجديد والتغيرات الخطيرة التى وصلت لها باقى الفضائيات الخاصة فى عالم السماوات المفتوحة.

 

لا أعلم وأنا أكتب هذه السطور، والتى تهدف لإعادة تصحيح مسار "ماسبيرو" فى المقام الأول خاصة ونحن نحتفل هذه الأيام بعيد الإعلاميين، تذكرت ما كنت أسمعه دائما من معلقين كرة القدم على شاشات التلفزيون عندما تبث مباراة من داخل ملعب تم إنشاءه من قبل مؤسسة الجيش، وتمجيدهم فى الملعب ومنشأته بفضل جهود القوات المسلحة، وربط هذا الأمر بمبني ضخم مثل مبني "ماسبيرو"، وتوقعت أن تخرج الصحف بـ"مانشت صحفي" رئيسي يتصدر أغلفتها بالخط الأحمر العريض يقول: "السيسي" يُحيل قيادات "ماسبيرو" للتحقيق ويأمر بتبعية المبني للجيش"، لأنها ليست المرة الأولى التى تحدث فى حديث للرئيس، وسبقها واقعة فى عهد عصام الأمير وتم إحالته وقتها للتحقيق، ووضح أن المشكلة ليست فى المسئولين ولكن فى العشوائية التى يدار بها "ماسبيرو".

 

فضيحة "ماسبيرو"، أمس، لابد أن يحاسب فيها كبار المسئولين فى التلفزيون المصري وعلى رأسهم صفاء حجازى رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ومجدى لاشين رئيس التليفزيون المصري، والذى خرج فور انتهاء بث الحوار ليقول إنه غير مسؤول عن الأخطاء التي وقعت خلال بث حوار الرئيس، لأنه بمنتهي الصراحة "عيب" يخرج لقاء رئيس جمهورية مصر بهذا الشكل، حتى ولو قيل إن منّ وراء فضيحة حوار "السيسي" شخص أخوانى داخل ماسبيرو، أو رجل من رجال عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق والذين يعملوا ضد صفاء حجازى بعدما شغلت بعده المنصب، أو حتى المسئولين في المكتب الإعلامي للرئاسة، لأنه ببساطة هذا تلفزيون الشعب، وجميع الأموال التى تصرف عليه هي من جيوب وأموال الشعب، ووجب علينا أن نعلنها على الملأ أن "ماسبيرو" يحتاج لإعادة النظر لمواكبة تطور الفضائيات الأخرى.

 

منذ أيام قليلة رصد تقرير سرى موجه للبرلمان من الجهاز المركزى للمحاسبات، نشرته جريدة "اليوم السابع"، بشأن مراقبة حسابات اتحاد الإذاعة والتلفزيون من العام المالى 2013/2014 وحتى 30/6/2015، أكد أن إجمالي خسائر "ماسبيرو" حتى يونيه 2015 بلغت ما يزيد عن 32 مليار جنيه، وبلغت الخسائر فى العام المالى 2014/2015 نحو 4 مليارات ونصف، هذا بخلاف العمالة الزائدة داخل المبني الذى تحول لهيئة حكومية وشغل موظفين (حضور وانصراف).

 

أنتهز هذه المناسبة لأذكركم أن "ماسبيرو" وللعام الخامس على التوالى بعد ثورة 2011 يفشل فى عرض أى مسلسلات درامية قوية خلال الشهر الكريم، لينافس بها سطوة القنوات الخاصة وحصرياتهم فى رمضان لأنه ببساطة "معندوش فلوس"، وعندما فكرت إدارة المبني فى التطوير أنشأت منذ أيام قناة جديدة باسم "ماسبيرو زمان" لعرض تراث التلفزيون المصري، وكأن "ماسبيرو" يغازل الفضائيات بتراثه القديم الذى عفى عليه الزمن وموجود منذ أكثر من 10 أعوام على فضائيات كبرى مثل ART وروتانا زمان وروتانا كلاسيك وM كلاسيك وغيرهم من القنوات التى تعرض تراث ماسبيرو المسروق دون دفع جنيه واحد لـ"ماسبيرو".. فهل سيُحاكم مسئولي "ماسبيرو" بسبب عيوب خطاب الرئيس التقنية ويتم تحويل إدارته لمؤسسة قادرة على إعادة هيكلته، أم أن الأمور ستسير على طبيعتها ويصبح "أحمد" زى "الحاج أحمد" ويستمر نزيف "ماسبيرو" لأموال الشعب.  

 

للتواصل مع الكاتب @ramadan_ah