"رمضان في الغربة" بين وجع البعاد وافتقاد لمة الأهل

تقارير وحوارات

المغتربون في رمضان
المغتربون في رمضان - أرشيفية



"كل الأيام هنا شبه بعض مفيش فرق بين رمضان وشعبان ولا خميس وجمعة، الغربة غربة على أي حال".. كلمات عبر بها أحد الشباب المصريين المغتربين بكل أسى في حديثة عن "كيف يقضي شهر رمضان أثناء غربته خارج الوطن".

ونحن نعيش أيام شهر رمضان المبارك يعيش هؤلاء الشباب الذين غربتهم ظروفهم في محاولة منهم لإيجاد فرصة للعيش الكريم والعمل بالخارج أو التعليم، ليجدوا أنفسهم غرباء مفتقدين تلك الأجواء الرمضانية التي تتميز بها مصر دونًا عن باقي الدول .
 
في التقرير التالي، يفتح بعض الشباب المغتربين قلوبهم لـ"الفجر" ليعبروا عن ظروف حياتهم خارج الوطن في شهر رمضان، ليعبروا عن مشاعرهم تجاه فقدانهم التجمعات الأسرية والروحانيات الرمضانية التي لا توجد إلا داخل المحروسة، وليعلنوا اساليبهم المختلفة ما بين بلد وأخرى لتعويض هذه الأجواء التي حرمتهم منها الغربة والبعض الآخر يوضح كيف تأقلم مع الوضع وأصبح الأمر عاديًا بالنسبة له.

 جو روحاني أكثر من اجتماعي
في هذا السياق قالت مي علك، الفتاة المصرية صاحبة الـ 27 عامًا، والتي تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، منذ عشرين عامًا: "نحن نعيش نعمل طوال ساعات النهار، حيث نصوم ما يقارب الـ 12 ساعة يوميًا من السادسة صباحًا حتى السادسة مساًء، كما نجمع العرب في عزومات مشتركة ثم الذهاب إلى الصالة الرياضية للعب قليلًا، وبعدها إلى صلاة التراويح والجلوس مع الأُسر العربية والمصرية القريبة من المنزل ثم النوم لبعض الساعات حتي نتمكن من قيام الليل حتى وقت السحور وصلاة الفجر.
 
وتابعت "علك": "إننا نعيش هنا الجو الروحاني والديني أكثر من الاجتماعي، ففي خلال النصف الأول من الشهر يتجمع المصريين والعرب هنا في منزل أحدنا، ولكن أكثر ما يجعلنا نشعر برمضان وكأننا في مصر هو إنشاء ما يشبه موائد الرحمن المنتشرة بين المصريين، كما نؤدي العبادات مثل صلاة التراويح وقراءة القرآن، وانهت حديثها بأن "الجسد هنا في أمريكا .. والروح والفكر في مصر" .
 
وضع مأساوي وصعب
وفي السياق نفسه، قال محمد خاطر، مغترب في المملكة العربية السعودية، إن الوضع خارج مصر في رمضان مأسوي وصعب على المغتربين الذين لا يوجد لديهم علاقات اجتماعية جيدة، فإذا كان أعزب فإنه دائما ما يفطر وحيدًا، وهذا عكس الأوضاع  في مصر تمامًا، لأن في مصر كثيرًا ما يلتقي الجميع مع الأقارب والجيران في عزومات.
 
وفي الجزء المتعلق بالعبادات، قال "خاطر"، إن الوضع الديني مأسوي أكثر ولا يشعرون بأي روح ولا عبادات ولا روحانيات إلا في حالة الذهاب إلى مكة والمدينة المنورة غير هذا لا تشعر بأي من مظاهر الدين، مضيفًا أن الأمور الدينية هنا تؤدى كعادات وليس عبادات لو كانت جماعية ولكن إذا كنت منفردًا فالأوضاع مختلفة. 

 رمضان بدون أي مظاهر احتفال
واتفق معه مصطفي بهجت، أحد الشباب المغتربين بالسعودية، أنه يقضي رمضان بدون أي مظاهر احتفال مثلما كان يحدث في مصر قبل سفره، حيث أصبح العمل هناك هو كل ما يفعل في نهاره، وليله عبارة عن نوم وراحة ليستطيع الذهاب إلى عمله في نهار اليوم الجديد، وبالتالي لا يتغير شعر رمضان شيئًا.
 
وأضاف "بهجت" متحدثًا عن ركن العبادات، بأنه يقضي يومين كل أسبوع في مكة والمدينة المنورة بالتبادل بينهم حسب ظروف عمله، وهذا ما يهون عليه غربته في رمضان حيث الصلاة والقيام وقراءة القرآن في الحرم حيث تشعر بالروحانيات في هذه الأماكن المقدسة.

 لا فرق بين رمضان وغيره من الأيام
كما قال أسامة نوبي، إن هذا هو رمضانه الأول خارج حدود الوطن ولكن في الغربة لا يستطيع التمييز بين مناسبة وأخرى، موضحًا: "لانشعر هنا بعيد أو رمضان أو الفرق بين يوم الجمعة ويوم الخميس، لأن كل الأيام هنا تشبه بعضها البعض ننام الليل لنعمل بالنهار وهكذا كل يوم" .

 "تركيا" الأمر يختلف
وأخيرًا قالت رغدة خالد، صاحبة الـ 18 سنة إن رمضان في تركيا لا يختلف كثيرًا عن مصر نظرًا لأنها تعيش مع عائلتها بالكامل كأنها في القاهرة .
 
وتابعت "خالد" أن الجالية المصرية العربية بتركيا تنظم حفلات الإفطار الجماعي دائما طوال أيام رمضان، مشيرة إلى أن لها الكثير من الأصدقاء المصريين والعرب هناك في الدراسة والنادي وغيرها.