ثورة حقوقية ضد الدراما الرمضانية.. واتهامات بتشويه صورة المرأة المصرية من أجل حفنة أرباح

تقارير وحوارات

المرأة في دراما رمضان
المرأة في دراما رمضان




القاهرة للتنمية: الدراما تظهر المرأة بصورة نمطية وجردتها من الملامح المصرية 
قضايا المرأة المصرية: الدراما أساءت للمرأة.. وما نشاهده كارثة
القومي للمرأة: أعمال الهدف منها الربح.. والدولة تتحمل المسؤولية

"تاجرة مخدرات.. راقصة.. مدمنة.. بلطجية" هذه هي الصورة  التي قدمت بها الدراما المصرية المرأة في رمضان، وهو ما  دفع بعض الحقوقيات إلى وصف هذه الأعمال بالكارثة، معبرين عن استيائهم من صورة المرأة والتركيز على النماذج السلبية وتجاهل دورها الحقيقي وإظهار النموذج الإيجابي، حتى باتت المرأة ضحية لتلك المسلسلات الهادفة للربح.

صورة نمطية  
في البداية تقول انتصار السعيد، مديرة مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان، إن محتوى الدراما المصرية هذا العام مؤسف بشكل عام لاسيما نماذج المرأة التي اختصرت في أنها تكون مفعول به وليست فاعل.

وأضافت "السعيد"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الدراما المصرية طول الوقت تظهر النساء بصورة نمطية، نادرًا ما تظهرها على أنها مواطنة ليست سلعة أو شخص فعال في المجتمع، وهذه صورة استثنائية، مشيرة إلى أنه في الآونة الأخيرة لم نرى مسلسل دراما يسرد واقع النساء وحياتهم بشكلها الصحيح، بل جردتها من الملامح المصرية الأصيلة.

وأشارت "السعيد"، إلى أن الدراما تعتبر مرآة للواقع فلابد أن تنقل الصورة بشكلها الصحيح، فيوجد نماذج مشرفة كثيرة في المجتمع المصري كان ولابد من إظهارها لا حصرها في أدوار نمطية وإظهارها في أسوأ صورها، معبرة عن أسفها على الصورة التي ظهرت بها الدراما بشكل عام هذه الفترة، متسائلة لماذا تم تجاهل النماذج الإيجابية للمرأة المصرية والتي نجحت في إثبات ذاتها ووصلت لأعلى المناصب.

كارثة تهدر حقوق المرأة  
بينما ترى عزة سليمان، مديرة مركز قضايا المرأة المصرية، أن الدراما المصرية أساءت  للمرأة لاسيما عقب تركيزها على النماذج السلبية مبتعدة عن الواقع تمامًا: "من أول كم حلقة والبعض استاء من المسلسلات التي انحصرت في تاجرة المخدرات، والراقصة، والمنحرفة"، متسائلة: "هل هذا هو مجتمعنا المصري؟".

ولفتت "سليمان"، إلى أن ما تشهده الدراما المصرية من البداية لرمضان الجاري "كارثة"، لاسيما في ظل المفردات التي تتنافى مع القيم وأخلاقنا كمجتمع شرقي تربى على القيم والأخلاق، مضيفة من المفترض أن تقوم الدراما على تسليط الضوء على حقوق المرأة والدفاع عنها.

وأردفت "سليمان"، أن ظهور المرأة المصرية بهذا الشكل السيئ في الدراما له تأثير سلبي  على صورة المرأة داخل المجتمع المصري، ونقل صورة غير حقيقة للعالم الخارجي، وهو أمر يعد شكلا من أشكال العنف الموجهة ضد المرأة ولابد من الوقوف عنده، لاسيما وأن المرأة المصرية عانت كثيرًا في الآونة الأخيرة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد نظرًا لأنها أساس الأسرة.

عملية ربحية  
في السياق ذاته عبرت سناء السعيد، عضو المجلس القومي للمرأة، عن استيائها من صورة المرأة في الدراما المصرية، قائلة إنها أظهرتها بشكل مهين جدًا، لأن للأسف الهدف من العمل الفني حاليا هو(الربح) فكل الجوانب يتم تناولها بشكل ينتج عنه بالنهاية أرباح مالية، مشددة على ضرورة أن يكون هناك وقفة جادة لاسيما وأن بعد ثورة يناير تعد المرأة هي بطلة المشهد السياسي، فهي من صانعة الثورات والسبب الرئيسي في نجاح الانتخابات.

وأوضحت "السعيد"، في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن الدولة لو لم تعي لدور المرأة بالمجتمع فهي كارثة حقيقية، محملة الدولة المسئولية نظرًا لسماحها بنشر هذه النماذج المسيئة للمرأة، مشيرة إلى أن العالم أجمع كان في الآونة الأخيرة يتحدث عن دور المرأة المصرية ومشاركتها في المجتمع؛ فنأتي نحن بالعمل الدرامي ونشوهها بهذا الشكل.

وأشارت "السعيد"، إلى أن الحوادث المنتشرة هذه الفترة أساسها المحتوى الدرامي، فهو ساعد في نشر الكثير، متسائلة كيف أحذر من المخدرات وأروج لها بالدراما، ناهيك عن إظهار المرأة عاهرة وراقصة وولدتها تساعدها على ذلك، كيف أنشئ مجتمع متزن بعد هذه الحالات ونشرها دون خجل ووعي.

وتضيف "السعيد"، أن هذه الدراما تؤثر بشكل سلبي على نفسية المرأة، قائلة:" لم استطع متابعة حلقة كاملة من أي مسلسل لبذائة الألفاظ والمحتوى"_ بحسب وصفها، لافتة إلى أن الحل يكمن بعمل وقفة ضد هذه الأعمال والرقابة عليها بشكل إيجابي، وأنهم بالفعل سيقومون بعمل وقفة قريبا عقب النصف الأول من العرض الدرامي كمجلس قومي للمرأة.
 
القومي للمرأة يشكل لجنة للمتابعة
وكان المجلس القومي للمرأة أعلن عن إنشاء لجنة خاصة لمتابعة ورصد صورة المرأة في البرامج والإعلانات والدراما التي تذاع خلال شهر رمضان الكريم، وهي لجنة منبثقة من لجنة الإعلام بالمجلس بالتعاون مع طلبة كلية الإعلام جامعة عين شمس، حيث تكون مهمتها رصد وإعداد تحليل مضمون لدراما رمضان والخروج بتقرير نصف شهري عن كيفية تناولها لقضايا المرأة، وصورة المرأة التى تم إبرازها سواء سلبية أو ايجابية وملامح هذه الصورة، بالإضافة إلى طريقة العرض، وذلك بهدف الخروج بمؤشرات يتم الإعلان عنها في وسائل الاعلام المختلفة.

وسيتم إعداد تقرير نهائي في نهاية هذا الشهر الكريم للخروج بنتائج هذا الرصد والتوصيات، بالإضافة إلى تحديد أفضل مسلسل تناول صورة المرأة في دراما رمضان، حيث أنه من المنتظر أن يتم الإعلان عن هذه النتائج في احتفالية يقيمها المجلس بحضور عدد كبير من الكتاب وصناع الدراما والمخرجين والمنتجين والفنانين والإعلاميين.