بالوقائع.. الفجر تكشف فساد رئيس شركة "انبي".. خاتم ألماظ لزوجة مسئول هام.. وإهدار أموال بالملايين

الاقتصاد

إمام السعيد- رئيس
إمام السعيد- رئيس شركة انبي


رئيس شركة "انبي" أقام حفلين لزوجة مسئول هام بالدولة .. وفصل موظفون بـ"العلاقات العامة" بحجة تسريب أسرار الشركة

 تجاوزات إدارية ومالية ارتكبها رئيس شركة انبى للبترول المهندس إمام السعيد كشفتها العديد من الوقائع التى سجلها العاملين بالشركة واستطاعت "الفجر" الحصول عليها لوضعها أمام الجهات المعنية وعلى رأسها المهندس طارق الملا وزير البترول المسئول الأول عن هذا القطاع الاقتصادي الهام والشركات التابعة له.

كانت البداية فى شهر فبراير الماضى، حيث أحيلت  زوجة مسئول هام بالدولة للمعاش والتى كانت تشغل منصب نائب رئيس الشركة لقطاع الموارد البشرية، بعد إنتهاء المدة القانونية لعملها بشركة إنبى، وهو ما دعى "السعيد" لإقامة حفلين لها أحدهما عام بمقر الشركة وبحضور العاملين، والأخر خاص بأحد الفنادق الكبرى لتكريمها وتقديم الهدايا لها، بحضور نواب رئيس الشركة فقط، وسط تكتم وسرية شديدة فى الإجراءات، إضافة لمنع إلتقاط أى صور فوتوغرافية

هذا وامتنع أكثر من نصف العاملين بإدارة الموارد البشرية عن حضور حفل التكريم المقام بالشركة نتيجة سياسات "نائب رئيس الشركة" المحالة للمعاش، وقراراها الأخير بتعيين اشرف ونس مديرًا عامًا لإدارة الموارد البشرية بالشركة والمعروف بولائه لزوجة المسئول المهم.. ونتيجة لذلك تولى "ونس" الأبن البار لنائب رئيس الشركة السابق لقطاع الموارد البشرية، مهام جمع المبالغ المالية من العاملين لشراء هدية لزوجة المسئول المهم.. ونجح فى تجميع 25 الف جنيه، حيث قام نواب رئيس الشركة والموظفين الكبار بدفع ألف جنيه، أما باقى صغار الموظفين فتم تحصيل 500 جنيه منهم.

فيما امتنع بعض الموظفين عن الدفع وجاء على رأسهم جيهان عبد الله نائب مدير إدارة الموارد البشرية بعد الإطاحة بها وعدم ترقيتها، مما أدى لإصابتها بجلطة اسفرت عن مكوثها ٦ أشهر في الفراش، وتقدمت بشكاوى عديدة لتفيد تظلمها من قرار نائب رئيس الشركة للموارد البشرية بحرمانها من الترقية، قائلة "ادفع لمين وعلشان ايه"...

وما لم يتوقعه أحد أن تكون هدية نائبة رئيس الشركة السابقة هي خاتم ألماظ بـ٢٢ ألف جنيه، يشارك في ثمنه صغار الموظفين، حيث دفع كلا من اشرف ونس ٢٠٠٠ جنيه، وأيضا كل المساعدين ٢٠٠٠ جنيه، وهم هدى خاطر نائب رئيس الشركة للشئون الادارية، وأشرف السعيد مدير إدارة العلاقات العامة، زهر ابو الحجاج مساعد رئيس الشركة لتكنولوجيا المعلومات، ومها عطا امين سر مجلس إدارة الشركة.

أما حفل التكريم الثانى فأُقيم بفندق "الفورسيزون" واقتصر على حضور أسرة المسئول الهام ورئيس الشركة ونوابه ، وذلك فى سرية تامة، حيث تولى تنظيم العشاء بالفندق ٣ اشخاص هم  "ابراهيم زرد من سكرتارية رئيس الشركة، ومها عطا أمين سر مجلس إدارة الشركة، وأشرف السعيد مدير إدارة العلاقات العامة".

يأتي ذلك فى الوقت الذى قام فيه رئيس الشركة بإصدار قرار بفصل اثنين من العاملين بإدارة العلاقات العامة وهم  محمد عباس  وأحمد جمال، بالإضافة  لخصم 5 أيام لأبو الهدى محمد سائق العلاقات العامة لإتهامهم بتسريب أخبار الشركة، بعد كشف تورطه فى إعطاء ومنح هدايا لعدد من العاملين بمصلحة الجوازات بمجمع التحرير وبعض المصالح الحكومية، بعد تجديد جواز سفره الذى انتهى منذ شهرين، والذى استمر فيه رئيسًا للشركة على الرغم من بلوغه السن القانونية للتقاعد بعد ثلاث أشهر وتحديداً في 20 سبتمبر المقبل. 
 
ولم تكن تلك الواقعة الأولى لرئيس الشركة الذى اتخذ من التنكيل بالعاملين وسيلة للترهيب والتخويف محتمياً بعلاقته بمسئولين كبار بالدولة، ولم يكف رئيس الشركة عن تجاوزاته مع العاملين فقد أصدر قرار بجزاء إدارى ضد المهندس ماهر زكي مدير إدارة التدريب بالشركة بعد مطالبته بأحقية تعيين ابنته فى الشركة بعد اجتيازها الكشوف الطبية، بعد نشر تظلمه مؤخرا في جريدة الفجر، والذي قضى أكثر من ٢٨ سنة في خدمة الشركة ورفض السعيد استلام  نجلته العمل، فما كان من السعيد إلا أن يعاقبه بجزاء إدارى عن طريق عصام نجم مدير الشئون القانونية بالشركة، وتهديده بعدم التحدث والمطالبة بأى شئ. 

من جهة أخرى تقدم محمد عباس فتحي جميل أحد العاملين بشركة انبي بإدارة العلاقات العامة، منذ 2013، بمذكرة للمهندس طارق الحديدى رئيس هيئة البترول قال فيها "يشهد لي زملائي ورؤسائي بالكفاءة والاحترام في العمل، وتأكيدًا لهذه المعلومات فقد أرسلت لي ( اول ايام شهر رمضان  ) شركة تويو العالمية  الشريك الأجنبي  لإنبي في مشروع الإيثيلين شهادة تقدير لما بذلته من مجهود لهم ،إلا أنني فوجئت  ان مديري اشرف السعيد مدير العلاقات العامة بالشركة يخطرني بإنهاء عقدي بناء على تعليمات من رئيس الشركة لإتهامى بإفشاء أسرار الشركة  ،ويعلم الله أنني ليس لي دخل في هذا الموضوع الذي قام مدير الشئون القانونية عصام نجم  ومساعد رئيس الشركه للأمن بتلفيق هذه التهم لي دون سند او إثبات"،إضافة للإكتفاء برأى لجنة غير قانونية لإلقاء التهم علينا  انا وزميلى". 

وكشف "عباس" خلال تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أنه تم تكليفه أكثر من مرة من قبل المهندس أمام السعيد رئيس الشركة بتوزيع هدايا في أكثر من جهة حكومية وغير حكومية، ولم تظهر صور هذه الأشياء في اي جريده فَلَو كان في نيتي  التصوير لكان أجدر لي ان أصور كل الهدايا التي كلفت بتوزيعها من قبل رئيس الشركة.

وأضاف أنه أصبح بعد قرار رئيس الشركة بلا عمل متسائلًا "كيف أكرّم أمس من تويو العالمية ويوجهوا الشكر لشركة انبي ولموظفيها والذين قمت أنا بتمثيلهم ويأمر رئيس الشركة بفصلي دون أي إثبات"، مطالبًا رئيس هيئة البترول بالتدخل لوقف مسلسل انتهاكات إمام السعيد رئيس شركة انبى الحالى ضد العاملين بالشركة، قائلا:- "لا اعتقد أن يكون جزائي بعد تنفيذ تعليمات رئيس الشركة من توزيع هدايا ان يتم فصلى لأن أحد قام بتصويرها"، منوهًا إلى أنه لو كان يعلم هذا سيحدث لامتنع من البداية عن توزيع الهدايا واعتقد ان الامتناع ايضا سيكون جزاؤه الفصل لعدم تنفيذ أوامر الرؤساء.

واستمر مسلسل اضطهاد "السعيد" للعاملين بالشركة على الرغم من محاولات البعض التدخل للتهدئة، خاصة بعد موافقة النقابة العامة للبترول على إنشاء نقابة للعاملين بإنبى، فما كان من رئيس الشركة إلا التنكيل برئيس النقابة ايمن الشريعى وكل من يتعاون معه.

وكشف مصدر داخل الشركة، عن حصول موظفة في الإدارة المالية تدعى أمنية على إجازة بدون مرتب منذ ٦ شهور دون معرفة رئيس الشركة، ولما اكتشف الأمر أصدر قرار بتحويل اثنين من موظفى الشئون الإدارية للتحقيق وهم "نرمين، وَعَبَد الشهيد"، حيث امتنعوا عن العمل بعد توقيع الجزاء عليهم، لحين إثبات أن هدى خاطر مساعد رئيس الشركة للشئون الإدارية هى من تسبب فى ذلك، لأنها تربطها علاقة صداقة بهذه الموظفة.
 
كما أصدر رئيس الشركة مؤخرا قراراً بنقل نائب رئيس نقابة "إنبي" عادل أبو السعود وأمين النقابة عمرو فؤاد اللذان يعملان في إدارة شئون الأفراد من أكثر من ١٢ عاماً بدون أى سبب أو مبرر، وهو ما يثبت أن رئيس الشركة يحارب النقابات العمالية واتحاد عمال مصر، بالرغم من تقديم كتاب موجه من رئيس الوزراء يؤكد على ضرورة التعاون مع النقابات العمالية التابعة لاتحاد عمال مصر فى الشركات المختلفة.

وتستمر الوزارة فى تجاهل ما يحدث داخل أكبر شركات القطاع من تجاوزات تحدث على مرآى ومسمع الجميع، دون مبرر واضح رغم أن كل ما يتم داخل الشركة يتنافى مع تصريحات الوزير المتتالية حول ضرورة ترشيد الإنفاق داخل شركات القطاع.