أحمد سامي يكتب: إرحل يا محافظ الجيزة أو افتح "الهويس"
لا أنكر دور اللواء محامد كمال الدالي عندما كان مديرًا لأمن الجيزة ونشاطه المحمود وقتها، والذي أهله لقيادة أكبر محافظات الجمهورية كثافة للسكان، وبؤرة للجماعات الإرهابية والجريمة، ولكن كما تُمدح وتقبل المدح فتقبل النقد الذي لا ينقص منك شيئًا سوى لفت نظركم إلى مشكلة، لا أراها إلا معجلة برحيلك.
وحدث الشيء ذاته منذ أكثر من أسبوع، في منطقة إمبابة التابعة لمحافظة الجيزة، التي تظاهر العشرات من أهلها، وقطعوا طريق السيارات بكورنيش النيل، اعتراضًا منهم على الانقطاع المتكرر لمدد طويلة للمياه، مطالبين المسؤولين وقتها بالتحرك من سكونهم للإنهاء الأزمة.
وتدخلت يا محافظ الجيزة، وقتها، بعد أن تفاقمت الأزمة، وذكرت أن سبب انقطاع المياه، هو كسر في ماسورة المياه الرئيسة في الوراق، وأنه جارٍ إصلاحها وضخ المياه إلى المناطق المتضررة، وعددت تلك المناطق وذكر من بينها منطقة فيصل.
وبالفعل عادت المياه إلى المناطق المتضررة بعد تدخل المسؤولين في المحافظة والحكومة ومنهم وزير الإسكان، وعادت الأمور إلى طبيعتها، وبعد تظاهر الأهالي وقطعهم الطريق، كعادة أي مواطن حينما يريد أن يتحرك المسؤول، ويخرج مكتبه المكيف لحل أزمات المواطنين، المسؤول عنهم.
ومنذ ذاك الوقت، والمياه غير منتظمة في منطقة فيصل، من قبل دخول شهر رمضان، وحتى الآن، ونحن في منتصف رمضان والمياه على حالها، تنقطع بداية كل صباح وتعود قبل أذان المغرب بسويعات قليلة، وتختلف من منطقة إلى أخرى.
متى يمكن لربة منزل أن تجهز وجبة إفطار لصائمي بيتها؟ لا أدري.. متى يمكن لربة منزل أن توفر مياهً لغسيل "الملابس" و"المواعين" ومستلزماتها؟ لا أعرف.
الوضع في منطقة فيصل أصبح أشبه بفيلم "شيء من الخوف".. وأصبح الأهالي يرددون "جواز الدالي من محافظة الجيزة باطل".. كل يوم والأوضاع تسوء فيه عن قبله، والمحافظة وقياداتها "محلك سر"، لا أحد يتدخل أو حتى يصرح بسبب انقطاع المياه، وكأن لسان حالهم للمواطنين "اضربوا دماغكم في الحيطة".
هل ينتظر المحافظ والمسؤول بشكل عام أن يتظاهر المواطنين حتى يتدخل لسماع أصواتهم وشكواهم؟ هل ينتظر المحافظ محمد كمال الدالي أن يقطع أهالي فيصل "شارع فيصل الرئيس" - وهو بالكاد شارع مؤثر في محافظ الجيزة - حتى يتدخل ويحل لهم أزمة المياه؟ (حاشا لله أنا لا أدعو إلى التظاهر ولا أحرض أهالي فيصل على التظاهر للمطالبة بحقهم) ولكن الأمر أصبح صعبًا..
أنا أحد سكان فيصل، أستيقظ كل صباح أجد المياه منقطعة، وأحمد الله أني أوفر القليل من الماء - الذي اقتطع جزءًا منه إلى الشرب.. والآخر إلى الطعام.. والآخر إلى غسيل مستلزمات البيت - إلى الاستحمام صباحًا قبل الذهاب إلى العمل وإلا كانت طامة أن أنزل وأنا "معمص" لأجل عيون سيادة المحافظ..
لدي سؤال يا سيادة المحافظ.. هل لانقطاع المياه المتكرر في معظم مناطق فيصل والمريوطية وبولاق وأرض اللواء وغيرها من المناطق، بمحافظة الجيزة علاقة بخط المياه الممدود إلى منطقة الهضبة.. "منطقة اللواءات وكبارات البلد"؟ هل تنتظر تظاهرة حتى تتدخل لحل الأزمة؟ إذا كنت لا تستطيع حل الأزمة التي يفترض أنك مكلف بحلها فارحل..
