"مولـر" ماكينة الأهداف التي توقفت عن العمل في يورو 2016

الفجر الرياضي

مولر
مولر


 

ربما أحرز 10 أهداف في النسختين الماضيتين من بطولات كأس العالم كما أحرز 20 هدفاً وصنع 11 هدفاً لزملائه في بايرن ميونخ خلال الموسم المنقضي بالدوري الألماني (بوندسليغا)، ولكن رصيد توماس مولر مع المنتخب الألماني لكرة القدم (مانشافت) لا يزال خاوياً في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) المقامة حالياً بفرنسا.

 

ويمثل مولر جزءاً مهماً من خط هجوم "المانشافت"، ولكن هذا الخط بأكمله لم يقدم حتى الآن ما يتناسب مع التوقعات التي سبقته إلى يورو 2016.

 

ورغم هذا، ما زال مولر قادراً على نفض الغبار واستعادة الخطورة ومساعدة المانشافت بشكل هائل في البطولة الحالية.

 

وقبل 6 سنوات، أحرز مولر 5 أهداف وفاز بجائزة هداف مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، لصناعة 3 أهداف أخرى لزملائه متفوقاً على 3 لاعبين آخرين سجل كل منهم 5 أهداف أيضاً في البطولة ولكن رصيدهم من صناعة الأهداف كان أقل.

 

وفي 2012، فشل مولر في هز الشباك خلال مشاركته الأولى في البطولات الأوروبية لكنه عاد بعدها بعامين ليسجل 5 أهداف أخرى للمانشافت في مونديال 2014 بالبرازيل.

 

والآن، وبعد أن اكتسب مولر الخبرة بالبطولات الأوروبية، يتطلع اللاعب إلى مساعدة المانشافت بأهدافه وصناعة الأهداف لزملائه، ولكنه لم ينجح في هذا حتى الآن.

 

وأصاب العقم التهديفي خط الهجوم الألماني في مباراتي الفريق أمام أوكرانيا وبولندا، إذ جاء هدفا الفريق في الفوز على أوكرانيا 2-0 بتوقيع المدافع شكوردان موستافي ولاعب الوسط البديل باستيان شفاينشتايغر فيما انتهت المباراة أمام بولندا بالتعادل السلبي.

 

ويسعى المانشافت إلى تغيير هذا في مباراته الصعبة والحاسمة غداً أمام منتخب إيرلندا الشمالية في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الثالثة بالدور الأول ليورو 2016.

 

ويحتاج الفريق بالفعل إلى استعادة خط هجومه للخطورة في مواجهة إيرلندا الشمالية، إذ يسعى الفريق للحفاظ على موقعه في الصدارة بغض النظر عن نتيجة المباراة بين منتخبي بولندا وأوكرانيا.

 

ومن المؤكد أن جزءاً كبيراً من قوة خط الهجوم الألماني يتركز على أداء مولر مثلما كانت أهدافه مع الاتزان بين الخطوط الثلاثة للفريق من أبرز أسباب فوز الفريق بلقب المونديال البرازيلي.

 

والحقيقة أن دفاع "المانشافت" تحسن نسبياً في لقاء بولندا عما كان عليه في المباراة الأولى بالبطولة الحالية أمام أوكرانيا، علماً بأن شباك الفريق لم تهتز في المباراتين.

 

وكشفت مباراة بولندا أن المانشافت يعاني من اهتزاز أداء خطي الوسط والهجوم والذي اتسم في السنوات القليلة الماضية بالانسيابية والسرعة والتمرير المتقن، وهو ما يحتاج الفريق لتغييره في لقاء إيرلندا الشمالية غداً.

 

وأكد المدير الفني للمنتخب الألماني يواكيم لوف "سنفوز، وسنفوز بصدارة المجموعة"، ولكنه يحتاج إلى أن يدرك فشل خط الهجوم في صناعة وترجمة الفرص أمام مرمى المنافس.

 

ولم ينجح كل من جوليان دراكسلر وماريو غوتزه ومسعود أوزيل ومولر حتى الآن في مجابهة التوقعات التي سبقتهم إلى البطولة.

 

وقال مولر: "لا يزعجني بالفعل أنني لم أسجل أي هدف في البطولات الأوروبية حتى الآن، ولكن المشكلة الأهم أنني لم أصنع أي فرصة خطيرة للفريق في البطولة الحالية حتى الآن، هذا أمر يصعب التغاضي عنه".

 

وقال لوف: "المنتخب الألماني افتقد الحسم في هذه البطولة (حتى الآن).. في الهجوم، لم نصنع العديد من الفرص، لم نلعب بسرعة، وإنما اتسم أداؤنا بالبطء في الثلث الهجومي".

 

وقال توني كروس لاعب خط وسط الفريق: "نفتقد شيئاً ما في الخط الأمامي"، فيما أكد جيروم بواتينغ مدافع الفريق بلهجة غاضبة: "لم نتفوق في أي مواجهة فردية بين لاعبي الخط الأمامي ودفاع المنافس".

 

وهذه هي اللحظات التي يحتاجها مولر والتي يجد فيها التعاون في مبارياته مع بايرن من لاعبين مثل الهولندي آريين روبن والفرنسيين فرانك ريبيري وكينغسلي كومان والبرازيلي دوغلاس كوستا لاستكمال العمل معه في الهجوم.

 

وقبل 3 أعوام، وصفت صحيفة ذي غارديان البريطانية دور مولر بقولها: "ليس صانعاً للعب بشكل دقيق، إنه أحياناً ليس مهاجماً بمعنى الكلمة، ولا يتمتع بمهارات هائلة بدنية أو فنية، ولكنه أول (راومدوتر) وهو ما يعني في اللغة الألمانية مكتشف الفضاء".

 

وأوضحت الصحيفة "القدرة الخاصة لمولر تكمن في قدرته على اكتشاف الفضاء، الفضاء غير المرئي أمام مرمى المنافس والتسلل إليه كالدخان".

 

وهذا الفضاء هو ما لا يجده مولر في البطولة الحالية، لأن أياً من زملائه لم يساعده بفتح الطريق أمامه.

 

وذكرت صحيفة سودويتشه تسايتونغ الألمانية أمس الأول السبت "الواضح للغاية أن مولر ليس جزءاً من المشكلة، ولكنه يجب أن يكون العامل الحاسم في الحل.. نادراً ما ظهر بهذا الوضوح حاجة المنتخب الألماني لأهداف هذا اللاعب"، منذ اعتزال النجم الكبير ميروسلاف كلوزه للعب الدولي.

 

والمؤكد الآن أن المانشافت سيحتاج لأهداف وخطورة مولر إذا أراد الفوز بلقب يورو 2016، ليكون اللقب القاري الأول له منذ أن توج بلقب يورو 1996.