نادية صالح تكتب: مجدى يعقوب يقضى على «لعنة الطب»

مقالات الرأي



«لعنة الطب» أو «medical nemesis» هو عنوان لكتاب ظهر فى الثمانينيات كتبه فيلسوف نمساوى اسمه: «إيفان إيليش ivan illich» وفكرة الكتاب الأساسية تهاجم الطب والأطباء الذين رأى مؤلف الكتاب أنهم اهتموا بعياداتهم ومؤسساتهم الطبية ونسوا الإنسان.. نسوا المرضى الذين يعانون.. اهتموا بالمكاسب المادية وغالوا فى أجورهم وعياداتهم الفخمة والضخمة التى تحقق لهم مظهراً اجتماعياً عالياً ومكاسب مادية كبيرة..

ولهذا أطلق على كتابه «لعنة الطب»، وأظن أن مؤلف هذا الكتاب السيد «إيفان أيليش» نفسه مات عام 2002 متأثراً بمرضه بعدما عالجه بالـ«meditation» أى التأمل باليوجا.. بدلاً من الطب الكلاسيكى، المهم أن صاحبنا ومؤلفنا هذا النمساوى يلعن الطب الذى يهتم بالعيادة قبل المريض ولا يراعى ظروفه..، ومن هنا أرى أن د. مجدى يعقوب طبيب مصرى وطنى وإنسانى خالص الإنسانية يضرب لنا مثلاً فى «رحمة الطب» لو جاز لنا أن نسمى ما يقوم به هذا الطبيب، وفى هذه المرحلة من عمره وبعد كفاحه العالمى ونجاحاته العلمية التى شهد بها العالم وكلنا يعرف ذلك..، مجدى يعقوب.. يعود طائعاً.. بكامل إرادته إلى وطنه..، وفى أسوان السمراء يضع علمه ويحث أبناء وطنه ليتعاونوا على البر والصحة والتقوى والمساعدة.. ليعالج المرضة الفقراء والأغنياء دون مقابل فالتبرعات هى مصدر المال.. المهم.. هو رجل يقدم علمه وعلم تلاميذه بالمجان.. أليست هذه «رحمة الطب» فى مقابل «لعنة الطب» التى كتب عنها ذلك الكاتب النمساوى يوماً..

«رحمة الطب» يقدمها هذا الرجل المصرى الطبيب.. العالم الذى لم ينس إنسانيته ولم يغره النجاح ولا الشهرة العالمية، وأظن أن له من اسمها نصيباً كبيراً.. ففى اسمه المجد فهو «مجدى».. وهو أيضاً «يعقوب» على اسم النبى «يعقوب»..، هو «مجدى يعقوب» أيقونة الطب الذى لم يسع إلى مجد ولا منصب ولا عضو مجلس رئاسى أو غير رئاسى بل كل ما نظر إليه.. مكافأة «الرب» على الرحمة والعلم الذى يقدمه للمحتاج..، سيظل اسم «مجدى يعقوب» علامة وطنية وإنسانية مصرية خالصة وستظل جراحاته فى القلوب التى نجحت وتفوقت أحياناً حتى على جراحات تمت فى أمريكا كما حدث مع رجل الأعمال المهندس صلاح دياب والذى فشلت جراحة قلبه هناك فى الولايات المتحدة ونجحت فى أسوان، ولا شك أن يد الله مع الإنسان إذا أخلص وتوجه إليه وسيجازيه خير الجزاء..، واللهم نسألك أن تشمل برعايتك هذا الرجل.. مجدى يعقوب رجل وطبيب من بلدنا.. يعيش بيننا.. يداوينا.. يحنو علينا دونما نمرض.. يخدم الوطن لا لشيء إلا لأنه «وطن» ولد فيه.. عاش وسيظل محباً لترابه ومفردات حياته مهما كانت صعبة أو حتى متخلفة.. فعلى الأبناء أن يرفعوا الوطن ويدفعوا عنه التخلف.. أدام الله هذا الصنف من الأبناء وفى مقدمتهم ذلك الوجه الطيب.. «مجدى يعقوب» الذى قضى على «لعنة الطب» وأقام بيننا «رحمة الطب».. فليجازيه الله خير الجزاء أمين.. أمين.. أمين..