أحمد شوبير يكتب: قضية رمضان وحكايته مع الاحتراف

الفجر الرياضي




- أسباب انتصارات الزمالك وهل تستمر؟ - العلاقة الخفية بين الأهلى والإسماعيلى

لعلها تكون السابقة الأولى فى تاريخ الإعلانات فى أى دولة فى العالم التى نرى فيها إعلانات ضد الفساد ولم أعرف من هو العبقرى صاحب هذه الفكرة وكم كلفت الدولة وكيف سيقيس ردود أفعالها، أفهم مثلا أن تكون هناك حملة لترشيد الكهرباء وهى حملة ممتازة أو أن تكون هناك حملة للحد من الإسراف فى المياه على غرار ست سنية سايبة الميه ترخ ترخ من الحنفية وهو الإعلان الذى كانت مصر كلها تغنيه فى السبعينيات أو حملات للتوعية من الأمراض وكلها حملات مقبولة، وأفهم كمان أن الاستعانة بنجم جميل مثل بيومى فؤاد مؤكد يساهم بقوة فى إنجاح أى حملات دعائية ولكن حملة ضد الفساد وبصراحة لم أفهمها ولم أفهم الرسالة ولم أعرف العائد المطلوب منها وهل بالفعل الفاسد سيرتدع من مثل هذه الحملات أو أن ضميره سيصحو فجأة ويستيقظ مثل الأفلام العربية ويبكى ويتوب وينوب إلى الله! والفساد و يا سادة ليس له إلا حل واحد وهو القانون بمعنى أن يتم تطبيق القانون على الجميع بلا استثناء وأعيد وأكرر بلا استثناء فأصل الفساد هو الاستثناء وتعالوا معا لعدة أمثلة فى الرياضة، فالاستثناء هو الأساس فى عضويات الأندية لعدد من الفئات مع خالص احترامى وتقديرى لها ولكنى لا أرى أى داع على الإطلاق لهذه الاستثناءات خصوصا أنها عضوية رياضية بالأندية فمثلا هل من المعقول أن يكون هناك استثناء لفئة معينة ولا يطبق هذا الاستثناء على نجوم النادى أبطال اللعبات وأسرهم! ولعل من أشهر القصص فى هذا المجال قصة هشام سليم ابن الراحل صالح سليم الذى لم يستطع مجلس الإدارة السابق أن يستثنيه من رسوم أو بعض رسوم العضوية نظرا للوائح ولكن فى الوقت نفسه هناك من يتمتعون بهذه الاستثناءات! وللعلم فإن مجلس إدارة الأهلى واللوائح كانت على حق فمهما كانت قيمة النجم إلا أن اللوائح لابد أن تكون هى الأساس أفلا يرى فى ذلك السادة المسئولون أنه فساد وعلى هذا المنوال تسير العديد من الهيئات فى مصر سواء رياضية أو خدمية وغيرها بالقانون وعلى مسمع ومرأى من الجميع فهل هذا الأمر يحتاج إعلانا هو الآخر ضد الفساد؟ ومثال آخر للفساد هو أننا نعيش أصلا بلا قانون للرياضة منذ حوالى ثلاث سنوات ولم يتحرك أحد لإصلاح أو إنهاء هذا الفساد حتى الآن سوى عبر صفحات الجرائد والبرامج والمواقع فى ترتيب محسوب بدقة لإضاعة سنة انتخابية جديدة على الأندية والاتحادات ليستمر الوضع كما هو عليه دون أى تغيير.


ولعلى أضرب مثالا آخر هو عدم تنفيذ أى حكم قضائى صادر ضد مجالس إدارات أندية أو مؤسسات رياضية بحجة مخالفة الميثاق الأوليمبى وعدم تعرض مصر للإيقاف الدولى.


وأليس فسادا فى عدم تنفيذ أحكام المحاكم ودعم من صدرت ضدهم أحكام بالحل بكل الطرق المادية والمعنوية؟ وأليس فساداً يا سادة فى أن نسمح من جديد لمن اتهموا بالأدلة والبراهين بالتلاعب بسمعة مصر والدخول فى مجال المراهنات وكانت فضيحة عالمية مدوية حبس على أثرها المتورطون فيها عالميا، أما نحن فى مصر سنكرمهم وندعمهم ونفتح لهم الأبواب ليتبوأوا أكبر المناصب فى أهم الاتحادات فى مصر والأمثلة كثيرة ولا تحتاج إلى إعلانات ولا يحزنون تحتاج إلى قانون ولكن ماذا نفعل والقانون فى إجازة بفعل فاعل معروف وواضح للجميع وهذا سيكون له مجال آخر. بوضوح وبدون لف أو دوران طالما أن القانون فى إجازة وأن الاستثناء هو الأساس فلا أمل أبدا فى الخروج من هذه الدوامة حتى لو رجع الريحانى وإسماعيل ياسين وفريد شوقى للحياة وعملوا كل الإعلانات ضد الفساد.


لا أعرف إن كان رمضان صبحى قد تلقى عروض احتراف حقيقة أم لا فلا النادى الأهلى يعلن عن عروض ولا اللاعب نفسه خرج لوسائل الإعلام يعلن أنه تلقى بالفعل عروضا أوروبية للاحتراف، والموضوع كله عبارة عن تساؤلات واجتهادات صحفية فحسب ما قرأت أن أكثر من 10 فرق أوروبية منها الأرسنال ونابولى وليستر وبروسيا دورتموند وايفرتون وغيرها من الأسماء الكبرى تفاوض رمضان صبحى بل إننى قرأت خبرا يؤكد أن فينجر عقد اجتماعا مع معاونيه فى نادى الأرسنال للاتفاق على كيفية ضم صبحى.


وخبرا آخر أن الصراع احتدم بين ليستر وأرسنال لضم رمضان صبحى وللعلم فأنا على يقين وقناعة من أن صبحى قادر على الاحتراف واللعب لأحسن الأندية الأوروبية فإمكاناته وصغر سنه وموهبته كلها عوامل تجعله قريبا جدا من الاحتراف لكن بشرط وحيد وهو أن يكون له من يدير هذه الموهبة، فالولد صغير السن ولا يعرف شيئا عن ألاعيب ومافيا الانتقالات لأن الوكلاء هم الذين يتحكمون فى الأمر من بدايته لنهايته لذلك أصبح لزاما على النادى الأهلى أن يعلن فى بيان واضح وصريح ما هو موقف اللاعب وهل بالفعل تلقى عروضا خارجية للاحتراف أم لا ثم أيضا ينبغى على النادى مساعدة اللاعب للاحتراف الخارجى لأنه سيصب فى مصلحة الكرة المصرية بقوة وطبعا اسم وسمعة النادى الأهلى فليس هناك مانع من أن يختار الأهلى للاعب وكيلا جيدا للأعمال يدير له من خلال النادى عملية التفاوض ووقتها سيرتاح اللاعب كثيرا وأيضا سيربح النادى أكثر وستستفيد الكرة المصرية وسنعرف نحن الحقيقة أن هناك بالفعل عروضا لرمضان وأنه على وشك الاحتراف أو أن الأمر مازال بعيدا وأنه مستمر مع النادى الأهلى.


بصراحة شديدة جدا أسجل إعجابى الشديد بمحمد حلمى مدرب الزمالك الجديد والاعجاب ليس فقط للنتائج الإيجابية التى يحققها الفريق منذ توليه المسئولية حتى الآن لكن لما هو أكثر من ذلك بكثير فأولا من الناحية الفنية هناك تطور واضح فى شكل وأداء فريق نادى الزمالك وهو ما انعكس على نتائج الفريق. ثانيا الروح القتالية الرائعة التى أصبح عليها الفريق والإصرار على الفوز والأداء حتى النهاية وهو ما يراه الجميع بوضوح. ثالثا وهذا هو الأهم من وجهة نظرى الانضباط والحسم فى الفريق بصرف النظر عن الأسماء فوجدنا نجوما كبيرة يتم استبعادها من تشكيلة الفريق لعدة مباريات ونجوما أخرى يتم معاقبتها لخروجها عن النص وأيضا نجوما تجلس على دكة البدلاء ولا يتم تغييرها وآخرين يلعبون دقائق معدودة دون حدوث أى مشاكل عكس ما كان يحدث فى السابق إذن التحية واجبة لمحمد حلمى وإسماعيل يوسف وجمال عبدالحميد على كل هذا التطور الإيجابى فى الفريق والأمل كل الأمل أن يصبر مجلس الإدارة على هذا الجهاز حتى فى حالة الهزيمة وهى واردة مع أعظم فريق فى العالم فلا يوجد فريق يفوز على طول وهذه هى متعة وحلاوة كرة القدم فهل يعلن المجلس عن دعمه لحلمى وإعطائه كل الصلاحيات فى اختيار الجهاز الذى سيعاونه الموسم المقبل وهل ينجح حلمى فى كسب ثقة المجلس كمان وكمان وكسب ثقة الجماهير.. كلها أسئلة لها إجابات عند مجلس إدارة الزمالك ومحمد حلمى وبالتأكيد جماهير الزمالك.


قلت وسأعيد إننى من محبى النادى الإسماعيلى لأسباب عديدة أهمها أن الإسماعيلى هو أول من أدخل البهجة والفرحة لقلب وقلوب جيلى عام 70 يعنى كان عمرى وقتها 10 سنوات وكنت مثل كل المصريين رغم صغر سنى أعانى من كابوس الهزيمة المريرة عام 67 أو ما سموها بالنكسة بعد ذلك وكانت الحياة شبه متوقفة فى مصر فجاء النادى الإسماعيلى ليرسم البهجة والسعادة على وجوه كل المصريين لدرجة أنه منذ تاريخ مباراة الإسماعيلى وحتى يومنا هذا لم نر مثل هذه الأعداد الغفيرة من الجماهير فى استاد القاهرة التى جاءت من كل أنحاء مصر أهلاوية وزملكاوية وكل جماهير مصر لذلك فكل جيلى يتذكر فضل الإسماعيلى عليه فى إدخال السعادة على قلوب المصريين جميعا. ثانيا النجوم العظيمة التى لعبت للإسماعيلى ومازالت أسماؤها ترن فى أسماعنا مثل رضا وشحتة والعربى وأميرو وعائلة أبوجريشة والدراويش وسيد عبدالرازق والسناوى وحسن مختار والسقا وريعو وأنوس وغيرهم الكثير والكثير من النجوم العظيمة التى امتازت بالكرة الجميلة لدرجة أن أطلق عليهم برازيل مصر ثم أيضا أغانى وأناشيد جماهير الإسماعيلية الجميلة المستوحاة من السمسمية والتى تلهب حماس اللاعبين حتى المنافسين لحلاوتها وجمالها ناهيك عن اسم الراحل عثمان أحمد عثمان، وما فعله هو وأسرته وأبناؤه للإسماعيلى وهو الأمر الذى مازال خالدا حتى الآن فى أذهان وعقول وقلوب الجميع وبصرف النظر عما يقال من تنافس عنيف بين الأهلى والإسماعيلى وغضب الإسماعيلاوية من أن الأهلى يتعاقد مع معظم نجوم الإسماعيلى الكبار إلا أنه فى النهاية سوق احتراف مفتوح أمام الجميع وهذا أمر لا يغضب أحدا لكن ما لا يعلمه الكثيرون أن العلاقات بين إدارات الأهلى والإسماعيلى غالبا ما تكون ممتازة حتى بدون علم الجماهير نفسها لذلك لا أرى مبررا واحدا لهذه الأزمة المصطنعة حول تغيير ملعب مباراة الإسماعيلى والأهلى فالفريقان مضطران للانصياع لتعليمات الأمن فنحن فى ظرف استثنائى تعيشه البلاد وعلى الجميع أن يضحى من أجل أن تستمر الرياضة وكرة القدم وأن تكتمل المسابقات وللعلم معظم انتصارات الإسماعيلى الكبيرة على الأهلى كانت فى القاهرة ومعظم انتصارات الأهلى التاريخية كانت فى الإسماعيلية ناهيك أن المباراة أصلا ستقام بدون جمهور لذلك اندهشت وبشدة من كل هذه الأخبار والتصريحات التى لا لزوم لها على الإطلاق فالأهلى نفسه يعاقب باللعب خارج القاهرة طوال الموسم والإسماعيلى أيضا يعانى من عدم استقراره فى بعض المباريات على ملعبه لكن فى النهاية نريد أن نستمتع بمباراة جميلة فى كرة القدم كالعادة بين الأهـــلى والإسماعيلى.