عمرو خالد: لا صدام بين حياتك طالما بالحلال وبين الإيمان والتدين

الفجر الفني

عمرو خالد
عمرو خالد


دعا الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي إلى ما سما بـ "فقه حب الحياة"، من خلال العودة للإسلام الصحيح، ليكون دافعًا للنجاح وحب الحياة، عبر إعادة الفاعلية للدين في الحياة، ليكون بديلاً لثقافة دينية ترسخت خلال المائة عام الأخيرة، قائمة على كراهية الدنيا ورفضها وتحقيرها، والتي انعكست بوضوح على نظرة الشباب المسلم.

وقال "خالد" في الحلقة الثانية والعشرون من برنامجه "طريق للحياة" على قناة "إم بي سي مصر"، إنه "لابد من ظهور جيل جديد ينسف المفهوم السلبي عن الدنيا، ويمتلك صورة ذهنية جديدة لها، هي: عمرّها.. جملّها.. ابنها.. حسنّها.. استمتع بخيرها.. أصلحها.. لسبب بسيط هو أنك مسئول عنها. فأنت مسئول عن هذا الكوكب أمام الله.. أنت الخليفة".

 وذكر أن كلمة "الدنيا" وردت في 115موضعًا في القرآن الكريم، لم يتطرق إليها مرة واحدة بالذم، بل على العكس كانت هناك نظرة تقدير لها، كما في قوله تعالى: "فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ""رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً"، " وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ".

أما الذم فأشار إلى أنه كان للحياة الدنيا، والمقصود بها طريقة حياة خاطئة لا تركز إلا على ما هو سيء من القيم ومن الأخلاق ومن الشهوات، "اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ"، "وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ"، وهذا نمط حياة مرفوض بكل المقاييس والمعايير، وهو أن تتحول الحياة إلى لهو ولعب وتفاخر واستهتار وتراخي وإهمال.

واستدرك الداعية الإسلامى قائلاً: "هناك فرق كبير بين "الدنيا".. كقاعة امتحان ومادة امتحان، وبين الحياة الدنيا، كنمط سلوكي لمجموعة طلاب لاهين عابثين، سيرسبون حتمًا عندما تظهر النتائج، على رؤوس الأشهاد.. فلماذا إذُا تلعن قاعة الامتحان، وهي الطريق إلى نجاحك إذا كنت جادًا.. "الدنيا" وفق هذا المفهوم القرآني، هي فرصتنا الوحيدة لأن نكون في وضع نرغب في الحصول عليه في الآخرة".

وتابع: "هذا يتطلب أن نغير من نظرتنا السلبية للدنيا، فهل يعقل أن يجعلنا الله خلفاء على شيء ملعون "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا"، إذ كيف تكلف إنسانًا بأمانة وتوصيه بها وتحذره بعدم الخيانة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ"، بينما أنت تلعن هذه الأمانة؟، مؤكدًا: "المشكلة ليست في الدنيا.. لكن في استخدامك لها.. وتعاملك معها".

وأشار "خالد" إلى أنه "لو كان صحابة النبي عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص وسلمان الفارسي وأبوعبيدة بن الجراح وغيرهم، أصحاب نظرة كراهية للدنيا، لما فتحوا الدنيا، وبقوا في ديارهم ينتظرون موعد الرحيل عنها، ولما كانت حضارة الإسلام العريقة ولما كانت الأندلس بعلومها وفنونها ولما عرفت أوربا نهضتها بعد اتصالها بحضارة الإسلام من بغداد إلى الأندلس".