الرئاسة غاضبة من وزير التعليم.. و«الشربينى»: أنا مسيطر

العدد الأسبوعي

مظاهرات إلغاء الامتحان
مظاهرات إلغاء الامتحان


تحديد 6 موظفين بالمطبعة السرية تورطوا فى تسريب الامتحانات

فشلت وزارة التربية والتعليم، فى إجراء امتحانات الثانوية العامة، ولم تستطع إحكام الإجراءات فتسربت أوراق الأسئلة والإجابات النموذجية، من بين أصابعها، ولأول مرة منذ واقعة تسريب الامتحانات فى محافظة المنيا عام 2008، يتم تسريب الامتحانات قبل بدء اللجان بساعات، بعد أن تعود الجميع على حدوث التسريب بعد مرور وقت على تسلم الطلاب أوراق الأسئلة.

وزارة التعليم حاولت منذ اليوم الأول، معالجة المصيبة التى هبطت عليها، وتفوق الطلاب على واحدة من أقدم الوزارات فى مصر، رغم إمكانياتها، وكان الطلاب أكثر ذكاء فى التعامل، أما الخلل فجاء من داخل الوزارة وليس من العاملين فى مراكز توزيع الأسئلة بالمحافظات، بحسب مصادر مسئولة.

هذه المعلومات تجرنا إلى أسئلة ملحة، لماذا لم يتم إلغاء الامتحانات منذ اليوم الأول لواقعة تسريب أسئلة مادتى الدين واللغة العربية، ولماذا لم تحاول الوزارة وضع امتحانات بديلة أو تأجيلها بالكامل إلى بعد العيد، هل الوزارة أجرت اتصالات بقيادات الدولة لإبلاغهم بما سيحدث.


1- مشاورات الغاء الامتحانات

علمت «الفجر» أن الوزير الشربينى أبلغ رئيس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل، بسيطرته على الأوضاع، منذ اليوم الأول، إلا أن تقديره للموقف كان خاطئاً، وأنه قدم تقريراً تفصيلاً إلى إسماعيل، عن واقعة تسريب امتحان الديناميكا، التى جرت، الأحد الماضي، وشدد على ضرورة إلغاء الامتحان حفاظاً على حقوق الطلاب .

وتواصل رئيس الحكومة مع جهات سيادية فى الدولة، وتم اتخاذ قرار نهائى بإعادة امتحان الديناميكا وتأجيل باقى الامتحانات لحين الانتهاء من طباعة أسئلة جديدة، خاصة أن هناك شكوكا لدى الوزارة بأن باقى الامتحانات مسربة.

وحذر إسماعيل الشربينى من تكرار واقعة التسريب فى المواد الباقية، خاصة أن هناك حالة استياء فى الرئاسة من الوضع، وأن هذه الفضيحة لن تمر مرور الكرام، والتى طالت الحكومة بالكامل، وأنه سيتم معاقبة جميع المخطئين.


2- تورط 6 موظفين

كشفت مصادر بوزارة التعليم أن الشئون القانونية بالوزارة، حددت 6 موظفين من العاملين فى المطبعة السرية من أصل 28 موظفاً، واتهمتهم بالتورط فى عملية التسريب، لذلك لم يتم توجيه أصابع الاتهام إلى العاملين فى مراكز توزيع الأسئلة فى المحافظات، لأن النسخ المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعى غير موجودة سوى فى المطابع السرية.

وجاء التسريب من خلال إحدى المراحل التحضيرية لإعداد الامتحان، ولذلك تم حصر الاتهام فى 6 موظفين فقط، خاصة أن الامتحان يمر بأكثر من بروفة تحضيرية، ولكل مرحلة، مسئول عنها عدد من الموظفين فى المطبعة، ولذلك تم حصر الموضوع فى هذه النقطة بسهولة، ويخضع الموظفون الـ6 لتحقيق من قِبل الجهات المعنية.


3- إثبات التسريب

أثبتت التقارير التى أعدها مستشارو مواد الاقتصاد واللغة الفرنسية، وتم رفعها إلى الوزير، تسريب سؤالين من المادتين على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك فى حدود الساعة 8:45 صباحا أى قبل بدء الامتحان بـ15 دقيقة، وهو ما أدى إلى عدم انتشار الامتحان فى نطاق واسع، على غرار امتحان الديناميكا، والذى تم تسريبه فى الساعة 8:20 صباحاً، وبررت الوزارة عدم إلغاء الامتحانين بأنه لم يتم نشرهما على صفحات الغش سواء «شاومينج» أو غيرها، حيث تم التسريب على صفحتى طالبين فقط، ما يعنى أن انتشارهما لم يكن على نطاق واسع، حيث تم ضبط الطالبين تمهيداً لتوقيع العقوبة عليهما.

ويبحث مسئولو الوزارة عن طريقة للتعامل مع الطلاب الذين سيثبت أنهم استفادوا من التسريب الذى حدث فى المادتين، وفور اتخاذ القرار سيعقد الوزير مؤتمرا صحفيا للإعلان عن الخطوات التى سيتم اتخاذها.


4- صعوبة إلغاء الامتحان

بررت مصادر بوزارة التعليم السبب وراء استمرار امتحان الديناميكا حتى نهايته رغم تسريبه، ثم قرار الوزارة بإلغائه، بصعوبة التواصل مع 1281 لجنة لإبلاغها، حيث يحتاج الأمر إلى أكثر من ساعتان ونصف الساعة، فى حين أن مادة امتحان الديناميكا مدته ساعتين فقط.

وقالت المصادر إنه تم طرح جميع الحلول فعلياً، أهمها إبلاغ الطلاب بتأجيل الامتحان، لكن هذا الإجراء سيؤدى إلى حدوث حالة من الهرج والمرج داخل اللجان، كما أنه لو تم الاتصال بالعاملين فى اللجان فمن سيقتنع بأنه يجب التأجيل، وسيطلبون فاكسا رسميا من الوزارة لتنفيذ القرار، مع العلم بأنه لا يوجد فاكس فى جميع اللجان، وهذا أمر خارج السيطرة والحل الأمثل هو الانتظار لحين الانتهاء من الامتحان وإبلاغ الطلاب.

بحسب المعلومات التى حصلت عليها «الفجر»، فإن المسئولين عن امتحانات الثانوية العامة قاموا بإعداد تقرير عقب ظهور امتحان الديناميكا على مواقع التواصل الاجتماعى، والتأكد من تسريبه، ووافق الجميع على تأجيل بقية الامتحانات خشية تسريبها، لأن تقارير مستشار المادة تضمن معلومات تفيد بأن الامتحان تسرب قبل ميعاد دخول الطلاب للجان بوقت كافٍ يسمح بتداول الطلاب للورقة والحصول على الإجابات النموذجية، مما يؤدى إلى الإخلال بمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب.


5- الحل الوحيد

بحسب مسئولين فى الوزارة، لم يكن هناك أى حل سوى إعادة المواد التى تم تسريبها، وهى التربية الدينية والديناميكا، وكذلك تأجيل امتحانات الجيولوجيا والتاريخ والرياضة البحتة، وذلك لحماية الطلاب والحفاظ على حقوقهم تطبيقاً لمبدأ تكافؤ الفُرص، وأن تأجيل الامتحانات إلى بعد العيد يعتبر أمرا فى غاية الصعوبة، حيث سيؤثر ذلك على موعد إعلان النتيجة وكذلك التنسيق.

وأكدت المصادر أن التقارير التى تم رفعها إلى الوزير كلها تحمل نفس الرأي، وقام الوزير بحسب المصادر بإجراء عدد من الاتصالات بمسئولين فى الدولة للحصول على الموافقة النهائية بإعادة امتحان الديناميكا، وكذلك تأجيل التاريخ والجيولوجيا والرياضة البحتة، وذلك خشية أنه يكون تم تسريبها فعلياً.


6- الطلاب للوزير: عايزين نكمل الامتحانات

اجتمع الوزير، الاثنين الماضى، فى مكتبه بوفد مكون من 5 طلاب بعدما تجمهر الآلاف منهم أمام الوزارة وأمام مقار المديريات بالمحافظات رافضين تأجيل الامتحانات، ومطالبين باستمرارها وجاء رد الوزير صادما للطلاب حيث قال لهم: «مينفعش أخدنا القرار وده لمصحتكم عشان مبدأ تكافو الفرص»، وهو الأمر الذى رفضه الطلاب وحاولوا خلال ساعة تقريباً إقناع الشربينى بوجهة نظرهم إلا أنهم فشلوا وقرر الطلاب بعد انتهاء الاجتماع باستمرار المظاهرات.


7- تأجيل إعلان النتيجة لـ 20 يوليو

قال مسئولون بوزارة التعليم إن تأجيل بعض الامتحانات والتى ستنتهى يوم 4 يوليو بدلا من 29 يونيو، سيؤدى بالطبع إلى تأخير عملية التصحيح فى تلك المواد، إلى بعد إجازة العيد، حيث تستغرق كل مادة من 7 إلى 10 أيام للتصحيح، ومن المتوقع أن تنتهى عملية تصحيح جميع المواد يومى 16 أو 17 يوليو، على أن يتم إعلان النتيجة من 20 إلى 22 من نفس الشهر، وذلك بعد مراجعة الأوائل والقيام بإعداد النسخ النهائية من النتيجة.