"بطل المفرقعات" يروي لـ"الفجر" كواليس انفجار قنبلة التكفيرين في المدرعة وإصابته ... (فيديو وصور)

محافظات

النقيب محمود الكومي
النقيب محمود الكومي


على بعد أمتار قليلة من شارع حسن رضوان بمدينة طنطا تزين منزل النقيب محمود الكومي، بطل المفرقعات الذى أصيب بعبوة ناسفة بشمال سيناء، وكسته الورورد ولا فتات الترحب، ورغم شدة البلاء الذى أحل بأسرته العريقة ووالده، إلا أن الرضا بقضاء الله حّول منزل البطل إلى فرحة عارمة وصبر لا نهاية له.

"الفجر" التقت بـ" الكومى" فى حوار خاص كشف فيه لأول مرة عن كواليس الإصابة وانفجار قنبلة التكفيرين في المدرعة التى كان يستقلها مع زملائها لتمشيط طريق العريش .


فى البداية حدثنا عن البطولة التى قمت بها ؟
في بداية حديثي أحب أؤكد علي اني لست بطل أو قمت بعمل خارق بل أديت واجبي بالذمة والصدق كما اقسمت عند تخرجي من كلية الشرطة،عملي الذي سخرني رب العباد وجعلني سببا في إماطة الأذى عن أهلي وبلدي وما عهدته دائماً في وزارة الداخلية المصرية حرصها الشديد علي تأهيل الضباط كلُ في مجاله لكي يقوم بالعمل المسند إليه على أكمل وجه ويكون مطلع على كافة المستجدات على الصعيد الداخلي أو الخارجي .

كيف كان عملك فى وزارة الداخلية ولماذا انتقلت لشمال سيناء؟
بعد ثورة 30 يونيو وتصاعد موجة العنف ضد الدولة ومؤسساتها ومواطنيها شاركت وزملائي ضباط قسم المفرقعات بإدارة الحماية المدنية بالغربية في العديد من بلاغات المفرقعات والأجسام الغريبة المشتبه فيها وتعاملنا مع ما يزيد عن 100 بلاغ وقمت بتفكيك ما يزيد عن 23 عبوة ناسفة (إيجابية) ما بين أبراج كهرباء ضغط عالي وخطوط السكة الحديد والكباري العلوية بنطاق المحافظة، وفي يوم 29 ديسمبر2015 ورد لمديرية أمن الغربية قرار وزير الداخلية بانتداب ضابط من قوة قسم المفرقعات بالمديرية للقيام بمأمورية لمدة 15 يوم في الفترة من 1يناير2016م إلى 15يناير لمعاونة ضباط قسم المفرقعات بمديرية أمن شمال سيناء، وبالفعل أبلغت رئاستي برغبتي في القيام بالمأمورية لأني أعلم علم اليقين أن الخدمة في سيناء أرض الشهداء والبطولات هي شرف لأي ضابط أو فرد أو مجند، وسافرت إلي مدينة العريش وتقابلت مع مدير أمن شمال سيناء وتلقيت تعليمات الخدمة، أما بالنسبة لطبيعة العمل فكان مسند إلي تمشيط طريق مطار العريش قبل بدأ تحرك أي قوات على هذا الطريق لعدم حدوث أي استهداف للقوات عن طريق عبوات ناسفة.

كيف حدثت إصابتك وما هى كواليس انفجار العبوة الناسفة التى زرعها التكفيريون؟
في يوم 9يناير 2016م الساعة 6 ونصف صباحًا وأثاء قيامى بمتشيط طريق العريش الدولى بشمال سيناء قبل تحرك أي قوات من الأمن لعدم استهدافهم مستقلا المدرعة الخاصة بالمفرقعات، وكان هناك عبوة ناسفة مدفونة تحت الأرض موجهة لجسم المدرعة، أدت إلى حدوث إصابتى وإصابة لأمين الشرطة المرافق لي عبارة عن بتر في إحدي ساقية واصابة المجند، سائق المدرعة، ببتر في ساقية.

وماذا كانت الإصابات التى حدثت لك نتيجة انفجار المدرعة؟
إصابتي كانت بتر فى الساقين إحداهما فوق الركبة والأخرى أسفل الركبة، وانفجار بمقلة العين اليمنى، وشظايا بالعين اليسرى، وانفجار بطبلة الأذن اليمنى، وفقدت الإبصار تماما بعد 15 دقيقة من وقوع الإصابة وعقب ذلك تم عمل بتر فى مستشفى العريش العسكرى، وبعدها نقلي للمركز الطبى العالمى، وبعد 8 أيام تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، وتم نقلي إلى لندن وأجريت 11 عملية وتدخل جراحي منها بالعين اليسرى لاستخراج الشظايا، وتنظيف العين اليمنى لكن مش هتغلى على مصر، وترقيع طبلة الأذن اليمنى ووصل نسبة السمع بها 50%، وسأستكمل باقى الجراحات من العلاج الطبيعى فى المرحلة الثانية.


ماذا عن رحلة العودة إلى لندن حتى مدينة طنطا مرورا بمطار القاهرة؟
في البداية أنا فوجئت بكمية المواطنين والاستقبال بالمطار، وآلاف البشر الذين تركوا منازلهم وقت الفجر لاستقبالى وعلشان يقولوا "حمد الله على السلامة"، وفور الوصول لمدخل طنطا كانت هناك تشريفة من قبل الأمن والمحافظة ووجدت مئات المواطنين قاموا بإنزالى من السيارة والهتاف لي، مما زادني عزيمة وإصرار.

صف لي شعورك بعد أن احتضنت الموت بذراعيك وتذوقت جرعة الأسى وحتى اختلف المشهد وتحول لفرحة عارمة؟
إنها لحظة الخط الفاصل بين الموت والحياة فإما أن ينتهي عمرك وانت تؤدي عملك أو أن تعيش بعاهة مستديمة أو تخرج سالما، ليس لأنك بارع ولكن لأن أجل الله لم يحل بعد، وكان إحساس مختلف لن يشعر به إلا من احتضن الموت بزراعية وعاد للحياة مرة أخرى فهي أحاسيس متضاربة بين حب الحياة وحب العمل، ولا يمكن أن أنكر أنني عندما أفقت من عملية البتر للساقين في مستشفي العريش وجدت والدي المحاسب عصام الكومي ومدير إدارة الحماية المدنية العميد طارق عباسي وزميلي النقيب احمد غازي وعدد من زملائي ضباط إدارة الحماية المدنية بالغربية وزملائي ضباط قسم المفرقعات بشمال سيناء حولي وذلك من فضل الله علي حيث كنت أمر بأصعب اختبار في حياتي وهو اختبار الحمد والشكر لله عز وجل على منحته لي لعلها تكون شفيعاً لي يوم القيامة.