"فانية وتتبدد" طريق طويل للقضاء على تنظيم داعش بوهران الجزائري

الفجر الفني

فيلم فانية وتتبدد
فيلم فانية وتتبدد


يعتبر فيلم "فانية وتتبدد" بمثابة تأشيرة جمهور قاعة المغرب بمدينة وهران بالجزائر لدخول الأراضي السورية والوقوف على سوداوية الواقع، كما خطته أنامل الكاتبة ديانا كمال الدين، وكما صورته عدسة المخرج نجدت أنزور، حيث تم عرض الفيلم وسط حضور جماهيري كبير حيث يشارك ضمن منافسة الأفلام الطويلة في الطبعة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم العربي في وهران.

رحلة إلى عمق الداخل السوري، إلى إحدى البلدات الصغيرة التي سيطر عليها ما يسمى بتنظيم "داعش" أو الدولة الإسلامية في العراق والشام، تختلف التسميات والهمجية واحدة، الجماعة الإرهابية أحكم قبضته على الناس، وخرب نظام حياتهم وغير مقررات الدراسة بما يناسب أفكاره المتطرفة وأحرق المكتبات وأتلف أمهات الكتب واختطف النساء واغتصب الأطفال وعاقب الشيوخ وفرض الجزية على غير المسلمين من السوريين.

الفيلم لم يركز على وحشية هذا التنظيم، بقدر ما أبرز شجاعة سكان المدينة في مواجهة هذا الوحش الكاسر واستعان المخرج بقصة معلمة أدب عربي، لها ابنة في العاشرة من العمر وابن التحق بصفوف الجيش السوري ليدافع عن وطنه، قصة درامية بدأت تتعقد عندما رفضت هذه المعلمة الانصياع لأوامر الإرهابيين، وظلت تدرس التلميذات حسب مقررات الوزارة وانتقدت عمليات الإعدام التي نفذت في حق زملائها في الساحات العمومية.

نجح نجدت أنزور في اختيار مؤدي دور الأمير الذي جسده بكل اقتدار الممثل الكبير فايز قزق، والذي قدم صورة كاريكاتورية عن شخصية دكتاتورية مريضة ومتناقضة، الأمير الذي لمح الطفلة صاحبة العشر سنوات وصمم على اغتصاب براءتها ولو من خلال زواج متعة، وقاومت المعلمة رنا شمس بكل قواها وتصدت لأطماع الأمير فكان جزاؤها اختطاف الطفلة من القسم بتواطؤ أستاذة متطرفة من طرف نساء التنظيم.

لم تيأس الأم ولحقت ابنتها إلى مقر أمير التنظيم الإرهابي وسجنت وعذبت إلى أن استفاق ضمير أحد اقرب أصدقاء ابنها الذي التحق بالتنظيم وأصبح من المقربين للأمير، وبعد صحوة ضمير، قرر عروة أن يساعد هذه العائلة التي تقاسم معها ذكريات طفولته ونسق مع الجيش السوري عن طريق ابن المعلمة، واغتنم فرصة حفل زفاف الأمير على الطفلة “نور” ليتواطأ مع جبهة النصرة بعد أن تأكد أنها تنوي الثأر لمقتل زعيمها، ونفذت الخطة بإحكام وأطلق سراح نور لحظات قبل أن يغتال الوحش براءتها.

إختارت كاتبة السيناريو نهاية سعيدة، حيث رفرف العلم السوري عاليا ورفعه جنبا إلى جنب العسكري في الجيش السوري والشاب الذي عاد إلى رشده واخترق التنظيم الإرهابي لإنقاذ الطفلة البريئة.