السودان مصيدة عواجيز الإخوان لـ"شباب الجماعة"

المعروف أن السودان استقبلت عددًا كبيرًا من الشباب الهارب من مصر قبل عامين فارين من تهم وجهت إليهم من قبل السلطات على إثر أحداث 30 يونيو. 

وتشهد الجماعة حاليًا صراعًا بين جيل العواجيز والشباب، عبر طرد قيادات السودان شباب الإخوان المصريين، ومعايرتهم بالأكل والشرب، وحجز جوازات سفرهم، عقابًا لهم على مخالفتهم جبهة محمود عزت.

 

كشف محمد جلال، القيادي بالجبهة السلفية، أن الشباب الإخواني الذي أضطر للهرب من مصر متوجهًا إلى السودان يعاني الأمرين هناك، من ذل واستعباد وتضييق في الرأي وتكميم للأفواه.

وقال جلال في توضيح مطول له على صفحته الشخصية "فيس بوك": "إن السودان صارت جحيم على الشباب هناك، قائلا: "أنا أعرف أكتر من واحد رجعوا مصر قالوا نتمسك وسط أهلنا أحسن ما يتحكم فينا حد".

وأضاف: "بعد اللي قدمه الشباب دول في مصر يجي واحد له سلطة يقولهم : (أنا بأكلكم وأشربكم وملكوش حق تتكلموا) (اللي يتقال لكم تسمعوه بدون نقاش) ".

وتابع قيادي الجبهة السلفية: "الشباب دول هربوا من استعباد النظام في مصر عشان يروحوا لاستعباد الإخوان في السودان .. الجيل ده أصلا جيل حر وعمره ما هيبقى تابع لحد عشان فلوس".

وأردف: "الشباب بيفضلوا الموت في الصحراء دلوقتي عن إخوان السودان .. بيفضلوا يرجعوا يقضوا الأحكام اللي عليهم في مصر عن إخوان السودان".

 ومضى بقوله: "فيه شاب مسؤوله ضربه علشان اعترض .. وفيه شباب كتير اتطردوا من السكن وباتوا ليالي ف الشارع .. وفيه شباب خدوا جوازات سفرهم وحرموهم من السفر .. وفي شباب اتهموهم أنهم هيسافروا داعش وكادوا يضيعوا مستقبلهم".

 

أيده في الرأي عزالدين دويدار، الشاب الإخواني، الذي حمل مسئولية ما يحدث للشباب فى السودان لـ"الحلوجي"، قائد التنظيم فى السودان، مشيرًا إلى أن القيادة الإخوانية هناك تعاني من الفساد وتقرب "المنافقين والمطبلاتية" لجبهة "عزت"، ومعاقبة أي معارض لهم، واستخدام الأموال لإغراء المعارضين عن التراجع، مقابل التوسع على المؤيدين بالعطايا من أموال التنظيم.

وفي تدوينة له عبر موقع "فيسبوك" أمس الخميس، كشف "دويدار" عن الطريقة التي يتعامل بها قيادات السودان مع شباب الجماعة المصري قائلًا: «سحب الجوازات من الشباب، وتخزينهم فى الشقق بالشهور والسنين بحجة الوصاية عليهم خوفا من السفر لداعش هو سياسة عامة، ومعايرة الشباب باللقمة والسكن حتى يصمتوا، واعتبار الفتات المصروف عليهم فضلا يستوجب الركوع للتعليمات وتقبيل أيادى القيادة».

في هذا الإطار قال هشام النجار، المتخصص في شأن الإسلام السياسي، إن الصراع الدائر في السودان، بين شباب الإخوان والقيادات تظهر كذب وزيف ادعاءات الجماعة بأنها ربانية وقائمة على "الدعوة إلى الله".

وأضاف النجار في تصريح خاص "الفجر" أن الجماعة أصبحت كالمؤسسة التي تعاني من فساد مالي، وأخلاقي، ومحسوبية، وغيرها.

وأشار إلى أن هذا الصراع في إطار حلقة الخلافات الدائرة بين جبهة محمود عزت، وجبهة محمد منتصر.

وفي ظل ما تعانيه الإخوان من أزمات متكررة رأي أحمد المغير الشاب الإخواني المثير للجدل، في تصريح له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن عصر التنظيمات انتهى سواء القاعدة أو داعش أو الإخوان.

 

على الجانب الآخر كذبت قيادات الإخوان المحسوبة على جبهة محمود عزت هذا الأمر قائلة إنه لا أساس له من الصحة. وقال محمد سودان، القيادي الإخواني في تصريح صحفي، إن "هذا الكلام كله ادعاء كاذب"، مشيرًا إلى أن هذه اتهامات باطلة يثيرها المستفيد من التشكيك في لُحمة الاخوان- حسب قوله.