نادية صالح تكتب: لازم تشتمى جامد يا مدام نادية!

مقالات الرأي



قالتها فى وجهى وبالأصح قذفتها فى وجهى «أم سيد» بياعة الخضار المحترمة والتى حدثتكم عنها كثيرا من قبل، فاجأتنى بهذا الأسلوب الجديد.. وإليكم التفاصيل..

أنا: صباح الخير يأم سيد.. إزيك؟ وإزى أبو سيد والعيال؟

أم سيد: كلنا بخير وزى الفل.. بس أنا زعلانة منك يا مدام نادية..

أنا: معقول.. مقدرش على زعلك يأم سيد.. خير؟!

أم سيد: ياختى أنت مبتشتميش ليه زى كل الناس دلوقتى ما تشوفيلك كام مسئول كده ولا وزير ولا وزيرة وانزلى فيهم هرى زى الناس ما بتعمل.

أنا: إيه اللى جرالك يأم سيد؟ هى الناس تشتم كده عمال على بطال.

أم سيد: مش شتيمة ده «نكد» «طبعا قصدها نقد».. كلهم بيعملوا كده.. عشان دى لغة «العسر» «طبعا قصدها لغة العصر»..

أنا: إيه الحكاية.. أنت جرالك إيه؟.. إيه اللى غيرك كده.. وأنت طول عمرك ست عاملة وفهمانة؟

أم سيد: فهمانة إيه.. لازم الواحد «يتتور» «طبعا قصدها يتطور».

أنا: وهى الشتيمة ولا «النكد» زى ما بنقول هو ده التطور؟

أم سيد: أمال.. كلهم بيقولوا كده فى التليفزيون وساعات فى الإذاعة.. كل واحد بيشوف له مسئول وينزل فيه هرى.

أنا: معقول اللى أنا باسمعه ده؟!

أم سيد: آه معقول.. أمال إيه الغلا اللى احنا فيه ده؟ وإيه حكاية «الدورر» ده هو كمان وإيه اللى يرفعه؟ «طبعا قصدها الدولار».

أنا: وأنت مالك ومال الدولار.. أنت تفهمى إيه فيه؟ وعايزاه ليه؟

أم سيد: مش لازم ابقى زى الناس.

أنا: ناس إيه يأم سيد.. المفروض كل واحد يشوف شغله ويراعى ضميره، ويخاف على ولاده وعلى البلد ويتقى ربنا، ويسيب كل واحد يعمل شغله.

أم سيد: يعنى محطش مناخيرى فى كل حاجة زى الراجل أبو سيد ما بيقوللى؟ ولا حتى فى حكاية القمح؟!

أنا: أيوه طبعاً.. كلامه مظبوط.. خليكى فى الخضار وراعى ربنا، وخللى مكسبك معقول ربنا يبارك لك.. إنما الشتيمة دى ابعدى عنها.. ولازم نحترم بعض ونحترم المسئولين ونسيبهم يشتغلوا.. وإلا مش هنلاقى حد يمسك أى مسئول طول ما احنا نازلين فيهم زى ما بيقول.. يعنى أنت بتفهمى فى الدولار ولا القمح زى ما بيقول، ولا أنت بغبغان بس.

أم سيد: لأ.. بس عشان نفضل وراهم عشان ما «يونوش».

أنا: يانهارك أبيض!! دانت زعلانة واتغيرت كمان.. بس مين اللى بيقولك كده.. دا أنت كمان بتقولى أن أبو سيد بيزعق لك وبيقولك خليكى فى حالك.

أم سيد: أنا اللى بيشتروا منى زى حضرتك كده بيفهمونى «وبيتناكشو» «قصدها يتناقشوا» معايا.

أنا: لأ يأم سيد.. أول ناس عايزين الدنيا تبوظ ونرجع زى ما كانوا عايزينها.. ويضلموها.. على رأيك وزى ما كنت بتقول زمان فاكرة؟!

أم سيد: أيوه فاكرة يا ست هانم.. والنبى معاك حق.. لازم ناخد بالنا كويس.

أنا: برافو عليكى.. أنت طول عمرك ذكية وشاطرة لكن خللى بالك، ومن غير شتيمة ممكن الدنيا تمشى كويس.. وكل واحد يشوف شغله ويراعى ضميره.

أم سيد: ربنا يخليك يا ست هانم.. وخضارك جاهز وعال العال.

وهكذا انتهى النقاش.. ولعلى وعسى أن تهبط هذه الموجة من الشتائم التى اتخذها البعض أسلوب حياة ولغة «عسر» على رأى أم سيد.. ويبقى أن نتأمل هذا الحوار وتلك اللغة.. «تأملوا» يا سادة!!