بالأسماء.. خطة مطاريد البابا شنودة للعودة إلى الكنيسة

العدد الأسبوعي

ماكس ميشيل - صورة
ماكس ميشيل - صورة أرشيفية


القائمة تضم 5 قساوسة أبرزهم حنين عبدالمسيح وماكس ميشيل وجورج بباوى

«عبدالمسيح» اتهم الكنيسة بعبادة الأصنام وبدعة الرهبنة.. وأعلن انشقاقه بعد كتابه «كنت أرثوذكسيًا والآن أبصر» الذى منع المجمع المقدس تداوله عام 2007


هم فى نظر الكنيسة «مطاريد» مغضوب عليهم بسبب أفكارهم التى تخالف تعاليم الأرثوذكسية، كانت بداية صدامهم مع البابا الراحل شنودة الثالث، لدرجة وصلت أن بعضهم أعلن انشقاقه عن الكنيسة، فلم يجد شنودة حينها حلا سوى إبعادهم عن الكليات والمعاهد التى يدرسون فيها، خوفا من تغلغل أفكارهم وانتشارها بين شباب الكنيسة.

هؤلاء «المطاريد»، حسب ما يطلق عليهم داخل الكنيسة، يتوددون خلال هذه الأيام للبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، من أجل عودتهم مرة أخرى لممارسة عملهم فى الكنيسة، منهم القمص «متى المسكين» الذى اشتد خلافه مع الراحل شنودة لدرجة دفعت الأخير لإصدار كتاب حمل عنوان «بدع حديثة»، وأمر بتدريسه لطلاب كليات ومعاهد اللاهوت بمصر والخارج، كحصانة من أفكار «متى المسكين» التى رآها شنودة أنها تخالف تعاليم الأرثوذكسية.

خلافات البابا شنودة مع هؤلاء، وصلت إلى حرمان الكنيسة بعضهم من التدريس فى كليات ومعاهد اللاهوت ووصفهم بالمهرطقين مثل الدكتور جورج حبيب بباوى، أستاذ علم اللاهوت السابق بالكلية الإكليريكية، الذى وضعه موقع «تكلا هيمانوت» وهو أكبر المواقع الكنسية، على قائمة «مهرطقى القرن العشرين».

وجه الدكتور جورج حبيب بباوى، رسالة خاصة إلى البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يناشده فيها بالحوار اللاهوتى للوصول إلى حلول مشتركة، فى إشارة إلى أن دعوته للحوار كان قد وجهها من قبل فى عهد الراحل شنودة الثالث، إلا أنها لم تلق غير الرفض.

 

فسر البعض دعوة «بباوي» للحوار، بأنه يحاول استعطاف تواضروس للعودة إلى ممارسة عمله مرة أخرى داخل الكنيسة، بعدما هاجمه المجمع المقدس بشدة العام الماضى، على خلفية نسبه عدة أقوال إلى البابا الأسبق كيرلس السادس تخالف تعاليم الأرثوذكسية، ثبت كذبها بعد ذلك.

جاء فى نص رسالة جورج بباوى، إلى البابا تواضروس الثانى: «إن مَن لم يدرس التاريخ ولا اللاهوت، بل اكتفى بما هو عائم على سطح الثقافة القبطية، أصبح هو مَن يحدد ما إذا كان هذا التعليم مخالفا أم أنه ليس كذلك، وهو بذاته مَن يشعل مواقع معينة على شبكة التواصل الاجتماعى، لا هدف لها إلا قداستكم أنتم، فقضية التعليم ليست قضيتهم، وإنما هى الستار الذى يتخفون من ورائه، لكى يجروا الكنيسة إلى انقسام يتوقون من خلاله أن يفوزوا بمركزٍ فقدوه إلى الأبد، بعد رقاد الأنبا شنودة الثالث فى أورشليم السمائية، فقد ترك لنا من اختلس الكهنوت فى غفلةٍ، فما كان منه إلا أن بطش بالمؤمنين».

البعض الآخر رأى أن بباوى، يسعى جاهدًا فى تلك الرسالة التى وجهها للبابا تواضروس إلى الإيقاع بينه وبين بعض رجاله المقربين منه، حيث إنه فى بقية رسالته أكد أن قضيته الشخصية مع الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ، وعميد قسم اللاهوت بمعهد الدراسات القبطية، وسكرتير المجمع المقدس سابقًا،  وبعض رجال الكنيسة الأقوياء والذين يدعمونه بشدة وجاء على رأسهم- حسب رسالة بباوى- الانبا موسى أسقف الشباب، والأنبا أرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى، والأنبا بنيامين مطران المنوفية.

مصدر كنسى قال لـ «الفجر»: عودة الحوار مع جورج بباوى أمر مستحيل على الأقل فى الوقت الراهن، لعدة أسباب أهمها أن عودته للساحة من جديد تفتح الباب لعودة بقية «لستة هراطقة القرن العشرين»- حسب تعبيره- أمثال حنين عبد المسيح الذى أعلن انشقاقه عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بتأليفه كتابًا يحمل عنوان «كنت أرثوذكسيًا والآن أبصر»، الذى منع المجمع المقدس للكنيسة تداوله فى عام 2007، لاسيما أن حنين يتطاول فيه على جميع ممارسات الكنيسة الأرثوذكسية مثل وصفه الطقس الرهبانى بـ «البدعة»، والذى أعلن أيضًا انضمامه للكنيسة الإنجيلية، وأعلنت تبراؤها منه فى عدة مواقف.

يحاول «حنين» الظهور فى الصورة من حين لآخر من خلال استغلال المداخلات الهاتفية والبرامج الفضائية، وكذلك كتابة الكتب والمؤلفات للهجوم على الكنيسة الأرثوذكسية والتى كان خادمًا وشماسًا بها لفترة طويلة، حيث اتهم الكنيسة الأرثوذكسية بعدة اتهامات ابرزها عبادة الأصنام، وبدعة الرهبنة التى هى خروج عن النظام الالهى المتمثل فى الزواج -حسب تصريحاته- بالإضافة إلى تكوين جماعات خاصة للتشنيع عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الأمر الذى تبرأت منه الكنيسة الإنجيلية فى مصر، وأكدت أنه لا يمثلها مطلقًا، وذلك بعد أن أعلن حنين انضمامه لها.

 كذلك من بين هؤلاء المطاريد «ماكس ميشيل»، او الأسقف «مكسيموس» الذى نصب نفسه بطريركًا لكنيسة جديدة حملت اسم كنيسة «البابا أثناسيوس الرسولى»، واتخذت من المقطم مقرًا لها، كما ارتدى زيًا يشبه الزى الخاص برجال الكنيسة الأرثوذكسية، وأطلق لحيته، وكان يقضى معظم أوقاته خارج مصر لاسيما فى الولايات المتحدة الأمريكية.

استغل ميشيل قناته التى تبث عبر القمر الصناعى، وتحمل اسم «الراعى الصالح»، وتعتبر منبره الأساسى فى الترويج لأفكاره التى تخالف تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية خاصة فيما يتعلق بمسألة الزواج الثانى، حيث يعتبر العدد الأغلب من أتباعه من متضررى قانون الأحوال الشخصية، وهو من روج لفكرة الطلاق والزواج الثانى، لجذب أكبر عدد من الأتباع، ليظهر فى كل مرة تحدث فيها خلافات داخل الكنيسة مع متضررى الأحوال الشخصية.

القاﺌمة تضم أيضا الراهب دانيال البراموسى الشهير باسم الأب دانيال، الذى كان راهبًا بدير البراموس العامر، إلا أنه انتهج نهجًا بروتستانتيًا بحتًا، وذلك بعدما شلحته الكنيسة تماما من رتبته الرهبانية، فخلع جلبابه الأسود وحلق لحيته، وتعتمد طقوسه على النفخ فى أوجه الحاضرين ليصيبهم بحركات عصبية، مدعيًا بذلك حلول الروح القدس عليهم، وهو الأمر الذى حاربه البابا الراحل شنودة الثالث فى مواقف عديدة، كما يرأس الأب دانيال اجتماعه الاسبوعى، فى تمام الساعة السابعة من يوم الثلاثاء اسبوعيًا، ليظل واعظا اتباعه فى مدة تزيد على الساعتين المتواصلتين على الرغم من سنه التى تقرب وتجاوز الـ70، وذلك بإحدى الكنائس الإنجيلية الواقعة بأول شارع الترعة البولاقية بمنطقة شبرا مصر.

مصادر مقربة من البابا تواضروس أكدت أن الكنيسة لم تبت فى أمر هؤلاء المغضوب عليهم، حسب تعبيرهم، لعدة أسباب، منها: أن الأمور المتعلقة بالتعليم لا تقع فى يد البابا بمفرده، بل تصدر بموافقة العدد الأغلب من مطارنة وأساقفة المجمع المقدس، والذين يرفضون عودتهم، كما أن البابا يوجه خطته فى الوقت الراهن للنظر فى المراكز التعليمية الخاصة التى تختص بالدعم العلمى للشئون الكنسية واللاهوتية، لحماية النشئ الجديد من الأفكار المتطرفة- حسب المصدر.

أضافت المصادر: البابا تواضروس سارع بتشكيل لجنة داخل المجمع المقدس، حملت اسم لجنة «الإيمان والتعليم والتشريع»، لتحمل مسئولية الإشراف على جميع القنوات التعليمية داخل الكنيسة سواء فى الكليات أو المعاهد أو المراكز الدينية، وكذلك خدمات التربية الكنسية للمراحل العمرية المختلفة منذ الطفولة للشيخوخة.

بالإضافة إلى مراجعة جميع المقررات المقروءة والمرئية والمسموعة التى تخص الجانب التعليمى بالكنيسة، وتضم تلك اللجنة بداخلها 6 لجان فرعية أخرى هى لجنة التربية الكنسية والمناهج، ولجنة الإكليريكيات والمعاهد الدينية، ولجنة التربية الدينية بالمدارس، ولجنة المصنفات الفنية، ولجنة التحديات الإيمانية، ولجنة تبسيط الإيمان.

وأوضحت المصادر أن البابا تواضروس اختار أكفأ رجال الكنيسة فى التعليم لإدارة تلك اللجان الست مثل الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ، والأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة، والأنبا موسى أسقف الشباب، والانبا مكاريوس أسقف عام كنائس المنيا، والأنبا زوسيما أسقف أطفيح والصف، والأنبا بنيامين مطران المنوفية، والأنبا متاؤوس أسقف ورئيس دير السريان، وكذلك الأنبا أبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار.