واجه البطالة بنفسك بهذه الخطوات

منوعات

البطالة - صورة تعبيرية
البطالة - صورة تعبيرية


أصبحت البطالة اليوم مشكلة كبيرة نظراً إلى الأوضاع الاقتصادية والمالية المتردية التي تمر بها معظم دول العالم، ما يدفع كثير من الشركات والمؤسسات إلى صرف العمال والحد من عدد موظفيها، لذلك من الضروري أن تسعى في هذه المرحلة إلى التخلص من الشعور بالذنب والعمل على عيش، فعليك التغلب على هذا "الفاصل" من حياتك بأفضل طريقة ممكنة، يجب أن تحاول الاستفادة قدر الإمكان من وضعك، وينبغي أن تفهم بيئتك الخارجية كما مشاعرك الداخلية، واسعَ إلى بلوغ حالة من السكينة والاستقرار، فمن الضروري ألا تستسلم وتواصل المضي نحو انطلاقة جديدة.

واليوم جمعت لكم أهم 10 نصائح لمواجهة البطلة والتغلب على هذا الوضع، وهي:

1- تقبل ما لا يقبله العقل:
من الضروري أولاً قبول الوضع على حاله، لا شك في أن البطالة، أو الصرف من العمل، تعرض مواردك المالية لهزة كبيرة، ولكن هل يعني هذا أن تصب اهتمامك كله على هذه المسألة؟ هل عليك أن تركز على هذا الوضع المؤلم؟ يشكل قبول ما يبدو لك للوهلة الأولى أمراً لا يقبله العقل الطريقة الفضلى للإمساك بزمام الأمور واتخاذ كل الخطوات اللازمة والممكنة في وضع مماثل.

2- حسن مهاراتك:
اعتبر مرحلة البطالة التي تمر بها فترة لتعزز مهاراتك وتتعرف إلى أناس جدد، لذلك حاول أن تعد لائحة بالكفاءات التي تتمتع بها، ادرس المهارات المطلوبة في سوق العمل، واسعَ إلى سد النواقص التي تعانيها، إن دعت الحاجة. لا شك في أن هذا كله يعزز فرصتك للنهوض من جديد والعثور على عمل ينسابك.

3- التنظيم:
قد يكون من الأفضل في هذا المجال أن تعتبر المرحلة الجديدة هذه نوعاً من العمل الجديد، فقد آن الأوان لتبدأ العمل على وضعك المالي، مسألة التقاعد، وبرامج التأهيل والتطوير التي تحتاج ربما إلى الالتحاق بها، فعليك أيضاً على الأرجح أن تعيد النظر في سيرتك الذاتيك (CV) ورسالة طلب العمل والشكر التي ترافقها، كذلك لا تتردد في التوجه إلى مكاتب التوظيف المتوافرة في منطقتك، في المقابل، حاول أن تعيد جدولة ديونك، إذا دعت الحاجة، وارسم خطة مدروسة لتحد من نفقاتك الشهرية قدر المستطاع.

4- تفادَ العزلة واطلب المساعدة من أقاربك والخبراء:
تمثل هذه النصيحة الأولى التي يقدمها خبراء واختصاصيو التوظيف، فعليك أن تشارك الآخرين في تجربتك، أن تتحدث عن وضعك، وأن تتجنب تحولها إلى مسألة تشعر بالعار والخجل، عليك أولاً أن تناقش هذه المسألة مع شريك حياتك وأولادك والمقربين منك، وحاولوا أن تتوصلوا معاً إلى وسائل جديدة للتنظيم والتوفير، وإن كانت هذه المرحلة صعبة جداً على الصعيد النفسي، فلا تتردد في استشارة طبيب نفسي أو خبير في تطوير الذات، بالإضافة إلى ذلك، ثمة نصائح أخرى ترتبط بالكفاءات وبرامج أعادة التأهيل المهني يمكنها أن تساعدك كثيراً.

5- لا تشعر بالذنب:
من المهم جداً ألا تشعر أنك ارتكبت ذنباً، والنظر إلى وضعك الجديد من بعيد لترى الصورة الكاملة وتدرك كفاءاتك، مواهبك، ومميزاتك. فلا أحد محصن ضد الصرف من العمل أو البطالة، وخصوصاً في هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة. وتذكر أن الشعور بالذنب لا يحقق أي هدف غير إضعافك أكثر بعد وإضاعة الوقت.

6- توصل إلى وتيرة حياة جديدة:
تقود خسارة العمل إلى حالة من الفوضى في تنظيم الوقت، فسرعان ما ينحدر المرء إلى حياة خالية من أي وتيرة أو نمط أو نقطة ارتكاز، لذلك من الأهمية بمكان التوصل إلى نمط حياة سليم وتنظيم الحياة اليومية: حدد وقتاً للاستيقاظ، وقتاً لتناول الغداء، وقتاً للبحث عن عمل، ووقتاً للاسترخاء، علاوة على ذلك لا تتوقف عن ممارسة الرياضة والاعتناء بمظهرك الخارجي، كذلك لا تحرم نفسك من بعض المتع التي تحبها لأن ذلك ضروري للحفاظ على احترام الذات والثقة بالنفس. ومن هذا المنطلق عينه، يمكنك أن تعتبر فترة البطالة هذه استراحة ذات مغزى ولا تحرم نفسك من رسم المشاريع والخطط. تفادَ أن يتحول البحث عن عمل مشروعك وهدفك الوحيد في الحياة. فتستطيع مثلاً المشاركة في الأعمال الخيرية.

7- فكر في الحلول والمساعدات التي تقدمها الحكومة:
تقدّم الدولة في بعض البلدان عقود عمل مدعومة أو عروض توظيف مستقبلية، ويمكنك الاستعانة بعروض مماثلة لأنها تشكل وسيلة تساعدك على النهوض مجدداً.

8- الجأ إلى مكاتب التوظيف:
إن كنت تفتقر إلى الثقة بالنفس كي تبحث أنت وحدك عن عمل جديد، فالجأ إلى وكالات التوظيف التي تقيّم كفاءاتك وتوجهك نحو الدرب الصحيح، صحيح أنها قد لا تعثر لك على عمل بدوام كامل، إلا أنها قد تساعدك بالتأكيد في العثور على مصدر دخل على الأمد القصير.

9- نشط شبكاتك الاجتماعية:
من الضروري في هذه المرحلة أيضاً أن تنشط شبكاتك الاجتماعية كلها. اتصل بأصدقائك الذين يملكون عملاً في منطقتك واسألهم إن كانت أي من شركاتهم تطلب موظفين. سيفهم الأصدقاء وأفراد العائلة أنك تطلب منهم المساعدة لأن معظمنا عثر على عمل من خلال شبكة المعارف. كذلك من الممكن للتواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة أن يعود عليك بالفائدة على الصعيد العاطفي لأن البطالة تقود غالباً إلى القلق والكآبة. إذاً، لا تتردد في إحياء العلاقات في زملائك وأرباب عملك السابقين، فقد يطلعونك على منصب شاغر قبل نزول الإعلانات في وسائل الإعلام. كذلك اشترك في الصحف المتخصصة في مجال التوظيف، زر الشركات الخاصة والاقتصادية المحيطة بمكان سكنك، وتعرف إلى العاملين فيها في أقسام التوظيف.

10- ضع أمام عينيك الاحتمالات كافة:
عليك أن تتعلم توسيع نطاق بحثك، وألا تتمسك بتجاربك الخاصة فحسب. فقد يكون الوقت مناسباً الآن لتبدل مجال عملك، ولتبدأ مثلاً العمل في بيع المنازل، أو للتعاقد مع شركات للعمل على حسابك. أو ما رأيك أن تؤسس عملك الخاص؟ فلعل فترة البطالة هذه فرصة مذهلة تتيح لك تبديل حياتك ومسيرتك المهنية.

وأخيرًا.. اعتبر مرحلة البطالة فترة جديدة تتيح لك الوقت الكافي لتثبت مهاراتك، لتتأمل رغباتك الفعلية، لتعزز قناعاتك الشخصية، لتتبع مصادر شغفك وما تحلم به، ولتبدل حياتك، وعليك التذكر جيدًا أن الفشل لا أهمية له إلا تلك التي نوليه إياها نحن.. إذاً، إن توقفت عند هذا الفشل وصببت اهتمامك عليك، تحرم نفسك من السعادة ومن الرضا النفسي، صحيح أن الناس متساوون بالحقوق، إلا أنهم ليسوا كذلك بالمهارات: فلكل منا نقاط قوة ومميزات خاصة لا بد من أن نثبتها، ويبقى الأهم أن تتحلى بالشجاعة الكافية لتسير وراء حدسك.