متى وقعت غزوة الأحزاب؟

إسلاميات

غزوة الأحزاب - صورة
غزوة الأحزاب - صورة أرشيفية


الجهاد
الجهاد في سبيل الله هو من أعظم الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم دفاعاً عن دينه ووطنه وأرضه وعرضه، وهو ذروة سنام ديننا الحنيف كما في قوله عليه الصلاة والسلام : (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)، فقد شرع الله عزوجل للمسلمين الجهاد بعد أن تعرضوا للتعذيب والإعتداء من قبل الكفار، وذلك للدفاع عن أنفسهم ضد الكفار، كما جاء في قوله جلّ وعلا: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)، وقد ارتبط الجهاد في تلك الفترة بظهور ما يسمى بالغزوات، والغزوات مفردها غزوة، وهي قتال العدو ومحاربته، وقد عرفت الغزوات في زمن نبينا الكريم محمد –صلى الله عليه وسلم-، بحيث كانت أهداف الغزوات هي كسر شوكة الكفار في بلاد المسلمين، ورفع راية الإسلام عالياً ونشرها إلى جميع أنحاء العالم، وقد بلغ عدد الغزوات التي وقعت في عهده عليه الصلاة والسلام 28 غزوة، من أمثلتها غزوة الأحزاب.


غزوة الأحزاب
غزوة الأحزاب أو كما تسمى غزوة الخندق، هي إحدى الغزوات التي وقعت في عهد رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، وكانت من الغزوات المهمة، وسمّيت بغزوة الأحزاب لاجتماع اليهود وتحريضهم القبائل العربية وحلفائهم ضد المسلمين، كي يعاونوهم في غزو المدينة المنورة، كما سميت بغزوة الخندق بسبب قيام المسلمين بحفر خندق حتى يتمكنوا من مواجهة الأعداء (الأحزاب).


أسباب غزوة الأحزاب
كان السبب المباشر لقيام غزوة الأحزاب هو نقض يهود بني النضير عهدهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام، ولم يكتفوا بذلك بل حاولوا قتله، لذا ما كان من نبي الله عليه الصلاة والسلام أن بعث بجيشه لقتال يهود بني النضير فحاصرهم أشد الحصار، ثم أخرجهم من ديارهم، لتوقد الأحقاد داخل أنفس بني النضير ويبدؤوا بالإنتقام من الإسلام والمسلمين، فتوجهوا إلى قبائل العرب كافة محاولين تحريضهم ضد المسلمين لغزو المدينة المنورة، فكان الرد من بعض القبائل العربية وحلفاؤها بالقبول والترحيب بذلك، وهذه القبائل هي : قبيلة قريش وحلفاؤها كنانة (الأحابيش)، قبيلة غطفان (فزارة، بنو مرة، أشجع)، وحلفاؤها بنو أسد وسليم وغيرها من القبائل، لينضم إليهم بعد ذلك يهود بني النضير الذين كان بينهم وبين المسلمين عهد وميثاق.


أحداث غزوة الأحزاب
وقعت غزوة الأحزاب في شهر شوال من السنة الخامسة للهجرة، وكان المسلمون قد أعدوا أنفسهم لمواحهة الأحزاب بحفر خندق كبير شمالي المدينة المنورة، لمنع الأحزاب من دخولها، وفعلاً تحققت الغاية المرجوة من حفر الخندق، فعنددما وصل الأحزاب إلى المدينة المنورو وجدوا أنفسهم غير قادرين على إجتياز الخندق الكبير، لكنهم لم يستسلموا عند هذا الحد، بل فرضوا حصاراً شديداً على المسلمين المتمركزين في الخندق دام لمدة 3 أسابيع تعرض فيها المسلمون إلى شتى أنواع المشقة والأذى والجوع، لكن المسلمين صمدوا أمام هذه الصعوبات جميعها، فبعث الله عزوجل ريحاً صرصراً عاتية زلزلت الأحزاب وشتت شملهم ودبت الرعب في قلوبهم، مما أدى إلى إنسحابهم، وإنتصار المسلمين بفضل الله عزوجل وإرادته