ميرفت التلاوى لـ «الفجر»: القومى للمرأة مش «مجلس هوانم» وانتخابات المحليات أكبر تحدٍ أمام مايا مرسى

العدد الأسبوعي

ميرفت التلاوى مدير
ميرفت التلاوى مدير منظمة المرأة العربية - صورة أرشيفية


■ تحديد النسل وتناول المواطن بيضة أسبوعياً وفرض الضريبة التصاعدية على الأغنياء.. روشتة لإنقاذ الاقتصاد 

■ سوزان مبارك كانت تأتى مرة كل شهرين لمقر المجلس.. والختان حله فى سجن الآباء والأمهات أيضاً

وقفت ضد الإخوان داخل مجلس الأمم المتحدة كحائط سد، عندما حاول نظام مرسى اختطاف المكتسبات التى حصلت عليها المرأة بعد ثورة يناير، لدرجة وصلت إلى تهديدها بالسجن إذا ما عادت إلى مصر.

السفيرة ميرفت التلاوى، رئيس منظمة المرأة العربية، الرئيس السابق للمجلس القومى للمرأة كشفت خلال حوارها لـ «الفجر» عن كواليس معركتها مع الإخوان، وحقيقة مطالبتها بثورة على مؤسسة الأزهر الشريف، ورؤيتها لوضع المرأة فى لعالم العربى، ومطالبتها المستمرة بتحديد النسل لإنقاذ الاقتصاد المصرى.. وإلى نص الحوار:

■ ما رأيك فى الانتقادات الموجهة للمجلس القومى للمرأة ووصفه بمجلس لـ»الهوانم» فقط؟

- المجلس القومى للمرأة يبذل قصارى جهده فى الدفاع عن حقوق المرأة، وهو الملاذ الحقيقى لأى سيدة فى الدفاع عن حقوقها المهدرة، وليس مكاناً لـ»الهوانم» كما يشاع، وهناك أدلة كثيرة على ذلك منها عندما تعرض مقر المجلس إلى الحريق عقب الثورة بسبب وجود مقره فى نفس مبنى الحزب الوطنى، تم نقل المقر إلى شقة 200 متر بالإيجار، فضلاً عن معاناته من أزمة مادية كبرى خلال تلك الفترة.

■ ما تقييمك لأداء مايا مرسى الرئيس الحالى للمجلس؟ 

- تسير «مايا» على خطى ثابتة وأتوقع لها النجاح، ويكفى أنها تمكث فى المجلس أغلب الوقت للتتابع الشكاوى الواردة إليهم، بعكس سوزان مبارك مثلاً التى كانت تأتى كل شهرين مرة لمقر المجلس، باعتبارها كانت بمثابة رئيس شرفى ليس أكثر، وفى النهاية لابد من زيادة الميزانية المخصصة للمجلس من قبل الحكومة، حتى ينجح فى تحقيق أجندته.

■ لكن فى رأيك.. ما التحدى الأكبر الذى يواجه مايا مرسى؟

- من أكبر التحديات التى تواجهها هى «انتخابات المحليات»، ورغم ذلك فإن وضعها سيكون أفضل من «البرلمان» لأنها منصوص عليها فى الدستور بتخصيص 25% من المقاعد للنساء وهو ما يعادل13500 كرسى، وهى المدرسة الأولى للسياسة.

■ ما حقيقة تهديدك بالسجن فى عهد الإخوان؟

- أثناء حكم مرسى أرسل الشيخ القرضاوى رسالة إلى الأمم المتحدة يهاجم فيها الوفد النسائى المصرى الذى سافر لحضور جلسات الأمم المتحدة، بعدها بيومين أرسل حزب الحرية والعدالة نفس الرسالة تتضمن 10 بنود كلها أكاذيب ضد المرأة لكن نجحنا فى كشف كذبهم للمجتمع الدولى، لدرجة أن الحضور بالأمم المتحدة حذرونى من الرجوع إلى مصر خوفا من بطش مرسى وسجنى.

وكان التحدى الحقيقى هو حماية المجلس من الأفكار المتطرفة التى ظهرت خلال عهد الإخوان بداية من المطالبة بإلغاء المجلس ككيان، وكذلك محو المكتسبات التى حققها القومى للمرأة.

■ طالبت بتشريع خاص لمواجهة « ختان الإناث».. ما تفاصيل ذلك؟

- ما طلبت به هو تغليظ العقوبة التى يتم توقيعها على الجانى، خاصة أنها فى القانون الحالى 3 شهور سجنا، وكذلك إغلاق العيادات التى تمارس هذه العمليات، وعقاب رادع ضد الأب والأم وسجنهما حال ختانهما لبناتهما، لأن الختان ليس من الدين والشريعة. 

■ كثير من الأحزاب أعلنت تدشينها برامج لمساندة ودعم حقوق المرأة.. ما حقيقة ذلك؟

- عندى خيبة أمل شديدة فى الأحزاب، لأن أغلبها كرتونية، يتصارع قياداتها على مصالحهم الشخصية، وبصراحة «لازم السياسيين يتكسفوا على دمهم شوية بقى ويحولوا أحزابهم إلى جمعيات أهلية لخدمة الوطن».

■ ما تقييمك لوضع المرأة فى المنطقة العربية؟

- هناك تفاوت بين الدول العربية من حيث اهتمامها بحقوق المرأة، فدولة الجزائر بها 145 سيدة فى البرلمان، ومصر بها تمثيل نسائى بالبرلمان 15 %، ويتفوق عنها تونس والجزائر والسودان وحتى دولة العراق أفضل من مصر فى هذا المؤشر، لكن مصر متقدمة فى تولى المرأة المناصب العليا، وكذلك المناصب داخل مراكز البحوث مقارنة بباقى الدول العربية، والدليل على ذلك أنه يوجد فى مصر حوالى 250 مركزاً بحثياً معظمها «سيدات»، كما تتفوق المرأة فى «مصر» لأنها سباقة كأول سيدة تقود طيارة.

■ دعوت بشكل صريح إلى ثورة داخل الأزهر لتطوير الخطاب الدينى.. ما حقيقة ذلك؟

- بالفعل تطوير الخطاب الدينى لن يتم إلا بعد إحداث ثورة فى الأزهر الشريف، وللأسف لم يسمع أحد لكلام الرئيس السيسى ونصائحه التى وجهها يوم ليلة القدر من عامين، وحمل فيها مسئولية على عاتق شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، قائلاً له: « استشهدك أمام الله» وأوصى بتعديل الخطاب، وإذا كان الإمام الطيب شخصا مستنيرا، لكن لا زال الأزهر داخله أشخاص من أصحاب الفكر المتشدد، وعليه أن يستغنى عنهم على الفور، مع تغيير مناهج التعليم.

■ طرحت قضية تحديد النسل باعتبارها حلاً لإنقاذ الاقتصاد المصرى؟

- بالطبع ففى الوقت الذى نتحدث فيه عن ترشيد الدعم، لابد أن نتحدث أيضا على تحديد النسل، 2.7 مليون زيادة سكانية كل عام، بزيادة 10 ملايين خلال سنوات الثورة فقط، وهو مؤشر خطير يعكس استنزاف ثرواتنا بسبب الزيادة السكانية، وبالتالى لابد من تطبيق الاقتداء بالتجربة الصينية.

■ وماذا عن التجربة الصينية؟ 

-  الصين تجبر كل عائلة بإنجاب طفل واحد، ومن يخرج عن النظام، تمنع عنه الدولة جميع المميزات من دعم سواء كان دعم عقار أو غيره، وتقوم بالاستغناء عنه من الوظائف الحكومية حتى لو كان وزيرا. لكن للأسف لا زال الجهل يحكمنا ونستنزف ثرواتنا بأيدينا.

■ و ما رأيك فى الحديث عن رفع الدعم؟  

- على الدولة إعادة تنظيم الدعم بشروط على أن يتم دعم الفقير نقدياً بقيمة تصل إلى 1000 جنيه شهرياً، وليس دعما «سلعيا» حتى يضمن أن يصل الدعم لمستحقيه، وإذا كان مفروضاً على الدولة مساعدة الفقير، فيجب على الفقير مساعدة الدولة كذلك، فبعد الحرب العالمية الثانية وضعت «إنجلترا» ضوابط بعدم تناول أكثر من بيضة أسبوعيا.. ولابد من رفع سعر تذكرة المترو، كما أطالب بتطبيق الضريبة التصاعدية فلا يجوز أن يتم محاسبة شخص يتحصل على راتبه مثل الضرائب التى يتم تحصيلها من رجال الأعمال، فيجب أن يتم رفع الدعم نهائياً عن الأغنياء، فالضرائب يتم تحديدها فى السويد طبقا للدخل، وفى اليابان عندما يتوفى شخص تقوم الدولة بالحصول على نصف الثروة، وهذا حفاظاً على مستقبل أبناء المتوفى.