"أبو مازن".. رجل الفرص الضائعة وتفويت مفاوضات المصالحة

تقارير وحوارات

أبو مازن -  الرئيس
أبو مازن - الرئيس الفلسطيني




جدل كبير أثير حول موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، عقب رفضه مبادرة السلام الشامل بالمنطقة، والتي تبنتها كلًا من دول: "مصر، السعودية، الإمارات، الأردن" للمصالحة "الفلسطينية- الفلسطينية" قبل إتمام عملية السلام الشامل.


ولقي أبومازن هجومًا كبيرًا عقب هذا الرفض، حيث وصفه بعض الساسة الفلسطينيين بـ"ألعوبة إسرائيل"، مستنكرين عدد الفرص الضائعة للم الشمل الفلسطيني وإنهاء القضية الفلسطينية، التي فوتها أبو مازن على الفلسطينيين.

ورصدت "الفجر" في تقريرها التالي أهم مبادرات السلام التي شارك أبو مازن كطرف فيها وفشل في حسمها لصالح الفلسطينيين.
 
رجل المحادثات السرية
لم يكن أبومازن رجل المفاوضات فقط، وإنما لديه تاريخ من العلاقات والمحادثات السرية، حيث شارك في المحادثات السرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين من خلال وسطاء هولنديين عام 1989، كما قام بتنسيق المفاوضات أثناء مؤتمر مدريد للسلام والذي عقد عام  1991، كما أشرف على المفاوضات التي أدت إلى اتفاق أوسلو، و ترأس إدارة شؤون التفاوض التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ نشأتها عام 1994 فضلًا عن عمله رئيساً للعلاقات الدولية في المنظمة.
 
"أبو مازن" وأوسلو
ومن أهم الاتفاقيات التي شهدها التاريخ الفلسطيني، "اتفاقية أوسلو" التي أظهرت الفشل الذريع لمحمود عباس أبو مازن، وهو من  قاد هذا التفاوض سرا، برغم بنوده المجحفة ووقعه هو بنفسه نيابة عن الطرف الفلسطيني أمام ساحة البيت الأبيض الأمريكي في سبتمبر من العام 1993.

ووصف الكثير من السياسيين الفلسطينيين هذا الاتفاق بالمجحف والمأسوي في كثير من جوانبه، حيث نصت بنوده على قيام الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بخطوات تبادليه متدرجة ومتزامنة تندرج تحت حجة إعادة بناء الثقة بينهما، وكان من أهم هذه الخطوات إعادة تموضع قوات الاحتلال الإسرائيلي من مواقعها داخل المدن الفلسطينية إلى مواقع خارج هذه المدن والمناطق السكنية المكتظة إلى مواقع جديدة حددها الاتفاق في مقابل قيام الفلسطينيين بخطوات ملموسة لإنهاء انتفاضتهم والسماح بدخول قوات فتح ومنظمه التحرير الفلسطينية وقياداتها وكوادرها من الخارج لاستلام هذه المناطق وإدارتها حسب بنود الاتفاق.
 

إسرائيل: المفاوضات مع أبو مازن"فرصة"
واعتبر الإسرئيليون، المفاوضات مع أبو مازن فرصة، حيث يؤكدون دائما أن المفاوضات مع الرئيس الفلسطيني أبو مازن هي أفضل المتوفر لهم في هذا الظرف، ليطلقوا عليها اسم "فرصة".

 ففي اعتقادهم أن فشل التسوية مع محمود عباس سيضعهم وجهاً لوجه أمام "تسوية" بشروط أخرى مع حركة "حماس"، وهو ما أشار إليه حاييم رامون، نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، في تصريحات له.


"أبومازن" وتفويت الفرصة الأخيرة
ولدى الرئيس الفلسطيني أيضًا تاريخًا من المفاوضات الفاشلة تماما، حتى وصل به الأمر إلى تخليه عن القضية الفلسطينية، لشئ في نفسه، بحسب ما رأى بعض الفلسطينيين، ففي الوقت الذي تقوم فيه القاهرة من خلال إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي، الدعوة للسلام الشامل والعادل بالمنطقة، ووضع حد للقضية الفلسطينية، تبعه موقف غريب لأبو مازن، فبعد ترحيب عربي ودولي وخاصة من جانب السعودية والأردن والإمارات وفرنسا وأمريكا، خرج أبو مازن بتصريح يهاجم من خلاله القاهرة، حيث وصف الجهود المصرية للمصالحة "الفلسطينية - الفلسطينية" قبل إتمام عملية السلام الشامل بـ"التدخل في القرار الفلسطيني والاستهانة باستقلالية القرار". 
 
جاء ذلك بعد الإعلان عن تشكيل رباعية عربية "مصر، السعودية، الأردن، الإمارات" والتي التقت قبل أيام مع عدد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، لاستعادة وحدة الصف الفلسطيني وتفعيل عمل منظمة التحرير الفلسطينية والمصالحة بين فتح وحماس.