أحمـد متولـى يكتب: ذبح 3 حمير لوجــه الله!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


تعيش الأمة العربية والإسلامية فرحة أعياد عيد الأضحى المباركة أعادها الله علينا باليمن والخير والبركات أعوامًا مديدة، تلك المناسبة التى افتدى بها الله سيدنا إسماعيل بكبش عظيم بعدما رأى سيدنا إبراهيم في المنام انه يذبح ابنه، واستنت الأمة الإسلامية تلك الشعيرة لتصبح سنة يقضي بها العالم الإسلامي فى هذا الموعد من كل عام.

 

ومع تطور الزمن وتغير الأحوال واحتلال القوانين وفساد الأخلاق، وفى ظل عدم رقابة الحكومة على الأسواق، بدأت تدخل بعض العادات والسنن البعيدة تمام البعد عن الدين الإسلامي إلى أن وصلت بنها الحال فى مصر أن نقوم بذبح الحمير على أنها لحوم أضحى ويقوم الجزارين ببيعها على أنها لحوم حلال صالحة للأكل الآدمى، وهذا ليس بغريب بعدما بدأ الإعلام المصري يروج بأن لحم الحمار يساعد على الذكاء استنادًا على وصف جريدة "ديلي ميل" البريطانية، وبأن حليب الحمير هو أغلى أنواع الحليب فى العالم ويقوم بشفاء المرضى من جميع أنواع الأمراض الصحية والمزمنة، كما أن حليب وجبن الحمار يعد من أغنى أنواع الجبن في العالم، لاحتوائه على نسبة عالية من البروتينات، بالإضافة إلى رخص سعر لحومها التى تصل إلى 45 جنيه للكيلو!!.

 

آلا يعلم الشخص الذى أصدر أو كشف تلك المعلومة للمصريين أن كل الحمير فى مصر تأكل من تلال القمامة التى تملئ الشوارع، وأنهم تتم معاملتهم بالكرباج والعصا، وأننا لو آكلنا تلك الحمير التى تغزو أشهر المطاعم فى مصر حاليًا سنتعرض لأخطر الأمراض ونصبح مجتمع مأسوف على عمره يتغذى على لحوم حيوانات تأكل فضلاتنا، عكس ما يتم فى الدول الأوروبية من المعاملة الطيبة لتلك الحيوانات بالإضافة إلى الاهتمام بأكلها.

 

الحكومة المصرية بكل تأكيد سمعت تلك الأخبار وتعلم أن المجتمع المصري يأكل لحوم الحمير بطرق غير مباشرة استنادًا على نظريتهم (أعمل ودن من طين والتانية من عجين)، لذلك قررت وبعد سطوة لحوم الحمير على محلات الجزارة ومطاعم الأكل الشهيرة التى تملئ شوارع القاهرة والمحافظات، بما أننا نعيش أسوء الأيام فى هذا الزمان ونحن فى طريقنا إلى أن تصبح لحوم الحمير هى الأكل الرسمي للمصريين، بأن اشترى ثلاثة حمير صغار وتربيتهم على أكل الذرة والفول والبرسيم، لأتصدق بالأول للفقراء والمساكين، والثاني للأهل والأصدقاء، والثالث لأهل بيتي خوفًا عليهم من الأمراض التى لم نسمع عنها من قبل، والتى انتشرت انتشار كثيف فى المجتمع المصري ودقت أخطاره جميع البيوت ولم يفلت منها حتى أهالينا فى القري والمحافظات البعيدة عن فساد المجتمع القاهرى.

 

دار الإفتاء المصرية، جزاها الله خيرًا عنا، أصدرت فتوى صريحة أعلنت فيها أن أكل لحوم الحمير حرام شرعًا، وأن جمهور العلماء اتفقوا على حرمة أكل لحم الحمير الأهلية أي المستأنسة والتي تعيش بين الناس وتحمل أثقالهم، استنادًا على نهي رسول الله (ص) أكل لحم الحمير الأهلية.

 

انتهز هذه الفرصة لأذكركم بما قالته الكاتبة فاطمة ناعوت، منذ عامين، عن ذبح الأضاحي فى الدين الإسلامي منذ آلاف السنين ووصفها لها بأنها (مذبحة) تمت على يد سيدنا إبراهيم، وأن ما يحدث للأضحية مجرد (إهانة)، وبعدها قامت المحكمة بإدانتها واتهامها بازدراء الأديان وغادرت بعدها البلاد المصرية، فماذا ستصف "ناعوت" الشعب المصري بعد علمها أن المصريين يأكلون لحوم الحمير، وفى خلال فترة قصيرة سنذبحها لنضحي بها فى تلك المناسبة الكريمة بعد الآية الكريمة "وفديناه بذبح عظيم"؟


حقًا لا أجد أى وصف يطلق على أى تاجر أو جزار قرر بيع ضميره وبيع لحوم مغشوشة ونافقة لحمير وحيوانات مريضة وبيعها للمسلمين فى موسم مثل موسم عيد الأضحى، حتى تربح تجارته وتزيد ثروته على حساب إصابة المصريين بالمرض والفشل الكلوى وغيرها من الأمراض صعبة العلاج، وكلمة أخيرة لحكومة المهندس شريف إسماعيل عل وعسي أن تسمعنا وان تحد من غش هؤلاء التجار، وإلا عليهم توفير حمير تأكل البرسيم والفول والذرة لكي تطعم الشعب الذى طفح به الكيل من غلاء الأسعار وغش الجزارين وأصحاب المطاعم الكبري.


للتواصل مع الكاتب @ramadan_ah