في مديح كرومر سفاح الأحتلال البريطاني

منوعات

بوابة الفجر


حينما يأتي ذكر اللورد كرومر،يقفز الى الاذهان مباشرة صورة مشانق دنشواي التي وضع كرومر بصماته عليها و تسببت في أنهاء  عمله كمندوباً سامياً للأحتلال البريطاني وتسببت في خروجه من مصرمشيعاً بلعنات اهلها  ،فبحسب غالبية كتب التاريخ فأن كرومر كان رمزاً لجبروت الاحتلال البريطاني ،ولكن الغريب في الأمر أن نجد أحد الجرائد المصرية تنعيه يوم وفاته و تصفه ب "مُصلح مصر "
اذ فاجأت مجلة اللطائف المصورة قرائها في العدد رقم 104 بأفتتاحية تصدرتها صورة اللورد كرومر وقد سبقها عنوان "وفاة اللورد كرومر – مصلح مصر"،وجاء في متن الخبر أنه لا يختلف أثنان في أن الرجل العظيم الراحل هو مُحي  مصر بمعنى الكلمة ولو أدعى المكابرون المتعنتون أن البلاد بطبيعة الحال سائرة على سنن التقدم بحكم نظرية داروين في النشؤ والأرتقاء سواء كان كرومر أو لم يكن 
هؤلاء يعلمون في ضمائرهم حق العلم أن مصر التي نحن عائشون فيها الأن و التي يتمتع سكانها بما لا يحلم بالتمتع به سكان معظم الدول الأوربية من الراحة و الطمأنينة وأستتباب الأمن ورخاء العيش انما هي مصر الحديثة التي أوجدها الفقيد الكريم من العدم 
وتمضي المجلة في مديحها فتذكر ان اللورد كرومر كان قدم الى مصر عام 1883 و البلاد قائمة قاعدة و الإضطراب مستحكم فيها و الفوضى ضاربة في دوائرها والفلاح مهيض الجناح ومكسور الخاطر ،قدم الى مصر ومالية حكومتها في أسواء حال من الأختلال و الأعتلال ،فأصلح ما أفسد الدهر و رأب كل صدع 
أنتشل كرومر حكومة مصر من وهدة الخراب المالي ودفع عنها كل خطر ،وأبتكر طرقاً أقتصادية شيد على أسسها الاصلاح في القطر وجعل حكومة مصر كالساعة في دقة النظام ومثلا لحكومات البلدان الشرقية
وعلى الرغم من كل ذلك المديح و الأطراء إلا أن المجلة رأت انها لم توف حق الرجل فأعتذرت لقرائها على أن نطاق المجلة يضيق و يعجز عن ذكر كل أفضال هذا الرجل العظيم ،كما أشارت اللطائف المصورة الى باقي الجرائد والمجلات المصرية التي كانت تصدر في هذه الفترة مثل الأهرام و المقطم و نقلت بعضاًمن أفضال كرومر مما ذكرته هذه الصحف !!