بالذكرى الـ 10 لإعدامه.. تفاصيل الدقائق الأخيرة في حياة "صدام حسين"

تقارير وحوارات

الرئيس العراقي صدام
الرئيس العراقي صدام حسين




"هي هاي المرجلة" الكلمات الأخيرة التي قالها الرئيس العراقي صدام حسين رداً على أحد الحضور جلسة إعدامه عندما  صرخ فيه "مقتدى مقتدى مقتدى". عملية الإعدام التي تمت صباح أول أيام عيد الأضحى الموافق 30 ديسمبر 2006، وكأن الاحتلال الأمريكي والحكومة العراقية حينها تضحي بـ"حسين".
 

في غرفة يرتفع سقفها خمسة أمتار تحوي منصة على ارتفاع ثلاثة أمتار، اقتاد الأمن الأمريكي صدام حسين وهو متماسك لا يخشى لتنفيذ حكم الإعدام، وقد قيدت يداه إلى الخلف، وهو يتقدم إلى غرف الإعدامات في أحد مباني الاستخبارات العسكرية العراقية السابقة وتحديداً مبنى اعدامات الشعبة الخامسة في منطقة الكاظمية. ولم يحاول صدام المقاومة ولم يطلب شيئا، وكان يحمل مصحفا بيده ويديه كانتا موثقتين.
 

وبعد أن دخل صدام إلى الغرفة دار حوار صغير في الفيديو الذي تناقلته وسائل الإعلام العربية والأجنبية حينها، فنطق شخض اسم "مقتدى" ثلاث مرات، ( وهو يقصد زعيم الشيعي الصدري مقتدى الصدر) بينما رد عليهم صدام بنطق اسم مقتدى ولكن بنبرة ساخرة، ثم يقول "هيه هاي المرجلة؟... مشنقة العار"، سريعا رد عليه أخر :" إلى جهنم".

 
وبعدها يصيح أحدهم:" يعيش محمد باقر الصدر"، ثم يكرر آخر: "إلى جهنم"، وهنا يعلو صوت أحدهم قائلا: "رجاء لا..أترجاكم لا..الرجل في إعدام". ويعتقد أن الأخير هذا المدعي العام في المحكمة الجنائية العليا، منقذ آل فرعون.

 
وبدأ صدام حسين بتلاوة الشهادتين: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله" واللتين يتلوهما المسلم عادة عندما يعرف أن منيته قد أزفت.
 

ثم يكرر صدام تلاوة الشهادتين، وقبل أن يكمل الشطر الثاني منها، يسمع صوت مدو يهوي معه جسد صدام ويختفي في فتحة تحت قدميه، وهنا تتعالى أصوات الحاضرين: "اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد."

 
وبعد 6 أعوام تقريبا نشر موقع "ويكيليكس" وثيقة للقاء جمع بين "آل فرعون" و السفير الأمريكي السابق بالعراق، زلماي خليل زاد، في عام 2007، إنه شاهد على الأقل اثنين من المسؤولين يلتقطون صورا بواسطة هواتفهم المحمولة لدى حضورهم عملية الإعدام، رغم أنها كانت ممنوعة، وأضاف أنه طلب من الحاضرين التزام الصمت، وأن رجال دين قالوا له إنه يمكنه السير بالإعدام الذي وقع فجراً لأن عيد الأضحى لن يحل قبل شروق الشمس.

 
"تم إعدم صدام في نفس الموقع الذي كان يستخدمه النظام العراقي السابق لإعدام عناصر حزب الدعوة الشيعي".
 
وكان إعدام صدام نهاية 2006 أثار الكثير من الاحتجاجات، بعد أن جرى تسريب تسجيل فيديو للعملية ظهرت فيه ما وصفها الإعلام العالمي بـ"مظاهر انتقام" ظهر خلالها مظاهر مؤيدة لمقتدى الصدر من قبل مجموعة من الحاضرين.