فريد الأطرش يكتب عن نفسه

منوعات

بوابة الفجر


في زاوية صحفية كانت تنشر في أحد المجلات الفنية تحت عنوان “أنا”، وذات يوم كتب فيه الموسيقار الراحل فريد الأطرش تعريفاً لنفسه، بكلمات بسيطة وجمل منمقة أكد فريد أنه صنيعة الفقر، وانه لولا معاناته ما أصبح فنان مبدع.

كما أكد أنه عاش في جلباب الموسيقار محمد عبدالوهاب لسنوات حتى استطاع أن يعثر على نفسه ويخلق له شخصيته الفنية التي أصبحت فريده كما اسمه..

حيث كتب فريد قائلاً:

أنا فريد الأطرش الموسيقار والممثل.. ولو وضعني القدر في غير موضعي هذا لكان غير منصف، ولما أحسست بطعم الحياة.

لقد خلق الفقر مني فنانا يشعر ويحس بآلام الغير، وخلقت المتاعب مني هذا الرجل الذي يود من صميم قلبه أن يزيل عن الناس المتاعب ويزيحها من طريقهم.

وكان عودي هو منبع ثروتي ومجدي. هذا العود الذي بثثته آلامي وأشجاني، فنطق وعندئذ شعرت بالأبواب المغلقة تتفتح امام آهات عودي وتوسلات عودي وأغاريد عودي، وأحسست أن هذا “العود” له رسالة ويستميت في سبيل أدائها.

وكان صوت أختي “أسمهان” هو محور رسالته، فسار إلى جوارها يغرد بالألحان. وتقبل الناس اللحن والصوت الملائكي بنشوة وأحسست – أنا المغمور في الجوع والمحاولات الفاشلة – أنني ملهم وأنني موضع اهتمام الناس، وزاد هذا الإحساس في إلهاب مكامن وحيي وإحساسي العميق بثورتي الفنية التي تعتمل في جوانحي..وبدأت ألحن.. لها ولنفسي.

وقد تأثرت أول ما تأثرت بفن الموسيقار محمد عبدالوهاب، فقد تفتح إلهامي على صيته الذائع، ومجده العريض، وموسيقاه التي كان الناس يتقبلونها في لهفة وحب وإعجاب.

وعشت في فن عبدالوهاب.. أنا فريد الاطرش طويلاً حتى استجمعت طاقتى الفنية والروحية.. وبدأ استقلالي بفني ولوني. وأنا بعد لست سوى مطرب يخطو في جنة الفن، في تؤده ورفق حتى لا يضل الطريق.. وحتى يصل الى تحقيق غايته.. وهي غاية وطنية سامية..أن تحتل الموسيقى الشرقيه مكانا بين موسيقى الغرب.

وبعد فهل أنا سعيد؟

اعترف بانني مدين لله تعالى بكل شيء..بهذا النجاح وهذا الحب الذي يغمرني به الجمهور. والسعاده هي آخر شيء يفكر فيها الفنان، فيكفيه لكي يكون سعيد البال أن يرى الناس سعداء!.