تورط روسيا في حادث إسقاط الطائرة الماليزية

عربي ودولي

طائرة - أرشيفية
طائرة - أرشيفية


 

حسمت مجموعة التحقيق الدولية في حادث إسقاط الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا في 17 (يوليو) 2014، الجدل حول المأساة، وأكدت في تقرير رفضته موسكو سلفاً على غرار الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لها، أن صاروخاً من طراز «بوك» الروسي الصنع أطلق على الطائرة من منطقة يسيطر عليها الانفصاليون.

 

واعتبرت وزارة الخارجية الأوكرانية وفقا للحياة اللندنية، أن التقرير «يظهر تورطاً مباشراً لروسيا»، وأكدت أهمية المعلومة الخاصة بنقل منظومة «بوك» من روسيا إلى أوكرانيا، ثم إعادتها «مروراً بقطاع على الحدود الأوكرانية الروسية لا تسيطر عليه إلا روسيا ومسلحيها».

 

وأضافت أن «هذه المعلومة تظهر مجدداً التورط المباشر للدولة المعتدية في تحطم الطائرة».

 

وكشف فيلبرت باوليسين، رئيس قسم التحقيق في الشرطة الوطنية الهولندية، في مؤتمر صحافي الاستخلاصات الأولية التي توصل إليها التحقيق، مورداً معطيات كانت أعلنت سابقاً بينها استهداف الطائرة بصاروخ «بوك»، إضافة إلى أخرى تنشر للمرة الأولى أهمها تحديد مكان انطلاق الصاروخ من بلدة بيرفامايسكايا في إقليم دونيتسك الانفصالي. لكن تحقيقاً سابقاً أجرته وزارة الدفاع الروسية أشار إلى أن الصاروخ أطلق على الطائرة من بلدة زاروشينسكويه التي تسيطر عليها القوات الحكومية الأوكرانية.

 

 

واحتوى التقرير الدولي تفاصيل أشارت إلى أن منظومة «بوك» نقِلت من روسيا إلى شرق أوكرانيا عشية استهداف الطائرة، ثم أعيدت إلى روسيا بعد الحادث مباشرة، وقال باوليسين: «درسنا إمكان إطلاق الصاروخ من منطقة زاروشينسكويه، استناداً إلى ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية، وتبين عدم إطلاقه من هناك».


وتابع: «تبين أيضاً علاقة مئة شخص بإطلاق الصاروخ نحو الطائرة الماليزية، ساهم عدد منهم في نقل منظومة بوك وإعادتها إلى روسيا في اليوم التالي، ولكن لم نستطع تحديد إذا كان الصاروخ أطلق بعمل فردي أو بأوامر من جهة ما».

 

وأكد أن معطيات قدمتها الولايات المتحدة ساعدت في تحديد مكان انطلاق الصاروخ، لكنه قال إن «المحققين لا يعتبرون الأشخاص المئة المرتبطين بالمنظومة مشبوهين تلقائياً، ومن السابق لأوانه الحديث عن جنسيتهم أو تورط محتمل لروسيا».

 

ودعا رئيس قسم التحقيق إلى تكوين صورة متكاملة لملابسات المأساة، أولاً، مؤكداً أنه «ليس واضحاً حتى الآن من أمر بنقل منظومة بوك إلى أوكرانيا وكيف اتخذ قرار إسقاط الطائرة».

واستندت جهات التحقيق الدولي إلى تسجيلات صوتية تم عرض مقاطع منها خلال المؤتمر الصحافي، من دون توضيح من التقطها وكيف، علماً أنها تضمنت محادثات لانفصاليين أوكرانيين يطالبون عسكريين روساً بسرعة إرسال المنظومات الصاروخية.

 

 وكشف تسجيل أن أحد زعماء الانفصاليين الأوكرانيين أكد لمحدثه في 16 (يوليو) أنه سيحصل على الصواريخ خلال يوم أو يومين لمواجهة قصف محتمل من الطيران الأوكراني، محذراً من أن «وضع القوات سيكون في خطر إذا تأخرتم». كما أعلن ناطق انفصالي في تسجيل آخر أن «بوك وصل»، وسأل: «أين سيتم نصبه»؟

وكان الكرملين استبق صباح أمس نشر التقرير بنفي صلة انفصاليي إقليم دونيتسك بتحطم الطائرة الماليزية، ودعا فريق التحقيق الدولي إلى التعامل مع بيانات وزارة الدفاع الروسية ونتائجها، والتي تؤكد أن «شاشات الرادار لم ترصد في يوم الحادث انطلاق صواريخ أو معدات جوية أخرى في المنطقة التي سقطت فيها الطائرة».

 

وقال الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف: «للأسف الشديد يُحيط بهذه القصة عدد كبير من التلاعبات بالمعطيات غير المهنية، بالتزامن مع إخفاء بيانات وتهرب بعض الدول من تقديم كميات كبيرة من المعطيات وبيانات الرادارات». وشدد على أن روسيا قدمت كل المعطيات المتوافرة لديها لفريق التحقيق.

وفي أول تعليق بعد نشر التقرير، قال ميخائيل ماليشيفسكي، مستشار كبير المصممين في مجمع «ألماز - أنتي» الذي يصنع أنظمة «بوك»، إن التقرير المقدم من جانب النيابة العامة الهولندية «لا يخلو من أخطاء في تحديد موقع الطائرة، ومكان الأضرار. كما تجاهل فريق التحقيق الدولي جوانب تقنية في حادث تحطم الطائرة».


وأكد ماليشيفسكي أن «الشركة أجرت ثلاثة اختبارات تدعم فرضية إسقاط الطائرة الماليزية باستخدام صاروخ أطلق من بلدة خضعت لسيطرة القوات الأوكرانية، وليست قوات الدفاع الشعبي (الانفصاليين) في يوم الكارثة».