وزير خارجية "شمال قبرص التركية" يقلل من آمال توحيد شطري الجزيرة

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قلل وزير خارجية ما يسمى بـ"جمهورية شمال قبرص التركية" تحسين أرطغرل أوغلو الجمعة من الآمال التي تجددت بالتوصل إلى إنفراج في المحادثات التي تدعمها الأمم المتحدة لتوحيد الجزيرة المتوسطية المقسمة.
 
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس خلال زيارة الى واشنطن، أعلن الوزير أن "عملية التفاوض المستمرة فاشلة بالتأكيد"، داعياً إلى انتهاج مقاربة جديدة.

ويأتي موقف الوزير مناقضاً للتفاؤل الذي أعرب عنه رئيس الجمهورية التي لا تعترف بها سوى أنقرة مصطفى اكينجي، والذي يأمل في التوصل إلى خارطة طريق لتوحيد الجزيرة قبل نهاية العام.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تعهد بتقديم الدعم للتوصل إلى تسوية في الأسابيع أو الأشهر المقبلة قبل نهاية مدته على رأس المنظمة الدولية.

كما قال وزير الخارجية الأمريكي في رسالة الخميس بمناسبة "يوم الاستقلال" القبرصي "اعتقد أنه أخيراً أصبح توحيد قبرص وشيكاً".

وقاد اكينجي، الديموقراطي الاشتراكي، المفاوضات كما أنه مناصر للجهود لتوحيد شمال قبرص التركي مع جنوبها اليوناني لإنهاء النزاع المستمر منذ أربعة عقود.

إلا أن ارطغرل اوغلو، الوزير في حكومة رئيس الوزراء حسين اوزغورغون المحافظة في "جمهورية شمال قبرص"، بدا أكثر تشككاً وجاء إلى واشنطن للتحذير من الاتفاق.

وصرح لوكالة فرانس برس "لدي شكوك حقيقية حول قدرة العملية على تحقيق نتائج مقبولة لدى الطرفين يتم التوصل إليها عبر التفاوض".

وفي حال اتفاق اكينجي ورئيس جمهورية قبرص المعترف بها دولياً نيكوس اناستسياديس على خطة لتوحيد الجزيرة فدراليا، فيتعين إجراء استفتاء على ذلك في شطري الجزيرة.

ونظراً إلى موقف وزير الخارجية فسيواجه اكينجي معارضة سياسية لأي اتفاق لا يعترف بسيادة القبارصة الأتراك وعلاقتهم الوثيقة مع تركيا.

وقال الوزير "هل نحن على اتفاق مع رئيسنا؟ لا".

وأضاف "هل يعني ذلك أنه يحاول ضمان نتيجة للقبارصة الأتراك لا نقبل بها؟ لا، أنا لا اقول ذلك .. أنه في عالمه السياسي الخاص ويعتقد أن ما يفعله سيساعد القبارصة الأتراك". وأضاف "ما نقوله هو أنك تستطيع أن تواصل الأمل بأن يتحقق ذلك، ولكن ذلك لن يصل بنا إلى أية نتيجة"، متهماً القبارصة اليونانيين برفض قبول القبارصة الأتراك كأشخاص مساوين لهم.

وتابع طالما استمروا في التمتع بالاعتراف الدولي، "فلن يكون لديهم أي دافع لمنح أي شيء للشعب الذي لا يعتبرونه مساوياً لهم".

وقال "وهذا هو وجه الاختلاف بيننا وبين رئيسنا".

وبالنسبة لأرطغرل أوغلو فإن عملية التفاوض المدعومة من الأمم المتحدة محكومة بالفشل من البداية لأنها تعامل قبرص اليونانية على أنها دولة ذات سيادة بينما تعتبر القبارصة الأتراك أقلية انفصالية.

إلا أنه أقر بأنه من غير المرجح أن يتجاوب الجانب اليوناني مع الخطوط الحمراء لحكومته، وقال إنهم تلقوا استقبالاً فاتراً من مسؤولي الأمم المتحدة والولايات المتحدة أثناء الزيارة.

وقال إن الضمانة التي يسعى للحصول عليها هي الحصول على "المساواة السيادية" للقبارصة الأتراك مثل تلك التي كانوا يتمتعون بها في دستور 1960 الذي حظر التفرقة، وقال إن نائب الرئيس يجب أن يكون تركياً.

وقال إنه لضمان ذلك يجب أن يكون لتركيا حق التدخل من جانب واحد كما فعل جيشها في العام 1974 "إذا أساء القبارصة اليونانيون التصرف مرة أخرى".

وقال "تركيا لن تسمح أبداً أبداً بأن تكون جزيرة قبرص يونانية" مشيراً إلى ما وصفه بالعلاقات الجيدة بين حكومته وتركيا برئاسة رجب طيب أردوغان.

وجزيرة قبرص مقسمة منذ 1974 عندما غزت تركيا الجزء الشمالي من الجزيرة المتوسطية بعد انقلاب قام به القبارصة اليونانيون لضم الجزيرة إلى اليونان.

وأعيد إطلاق محادثات السلام بوساطة الأمم المتحدة في مايو 2015 ويعتقد أن هذه أفضل فرصة لإنهاء الانقسام المستمر منذ أربعة عقود.