ستوديو مصر .. من هنا بدأت قوة مصر الناعمة

منوعات

بوابة الفجر


ستوديو مصر أسسه طلعت حرب باشا فى 7 مارس عام ١٩٣٥ وكان في العصر الذهبي لمصر الاستوديو الوحيد في العالم الذي ينتج أفلام عربية وكان المنافس لاستوديوهات هوليوود في الشرق.
فكرة افتتاح "ستوديو مصر" جاءت عندما قرر "طلعت حرب" خوض النشاط السينمائي عام 1924، وذلك بعد أن فكر فيه كصناعة وطنية، وليست كعملية إنتاج أفلام فقط واضعا في ذهنه تلك القوة الناعمة التي يمكن ان تجنيها مصر من وراء هذه الصناعة  وبالفعل حصل على ترخيص من الملك فؤاد في ١٣ يونيو ١٩٢٥ هو وزملاؤه بتأليف شركة مساهمة مصرية أسماها "شركة مصر للتياترو والسينما" برأسمال قدره خمسة عشر ألف جنيه.
.وبدأت هذه الشركة رحلتها السينمائية، بإنتاج الأفلام القصيرة، وجهز لذلك مصنعًا صغيرًا عبارة عن شقة فوق عمارة مطبعة مصر رقم ٤٠ بشارع الدواوين، وجهزها بما يحتاجه العمل السينمائي، وكانت هذه التجربة هي نواة الاستوديو السينمائي.
.واتجه بعد ذلك إلى استكمال البناء الفني لصناعة السينما، بإنشاء ستوديو يستوعب العناصر الفنية المصرية، ويكون قاعدة لنهضة سينمائية مصرية أصيلة، وكان ذلك بعد مرور نحو ست سنوات على ظهور فيلم "ليلى" في 16 نوفمبر 1927، وهو أول فيلم مصري، ومنذ عرض الفيلم حتى إنشاء ستوديو مصر لم يكن في مصر ستوديوهات بالشكل الفني.
أنشأ ستوديو مصر في منطقة الأهرامات بالجيزة على مساحة قدرها ١٧ فدانًا، واستلزم ذلك زيادة رأس المال من ١٥ إلى ٤٠ ألف جنيه، ثم إلى ٧٥ ألف جنيه، وفي ١٥ أغسطس ١٩٣٥، بدأ الإنتاج وبدأ العمل لتصوير أول فيلم سينمائي في ستوديو مصر ومن إنتاج شركة مصر للتمثيل والسينما، وهو فيلم "وداد"، لكوكب الشرق "أم كلثوم".
وكان عدد العاملين في الاستوديو، في ذلك الوقت، ٩٩ شخصًا يتقاضون مبلغ ٩٤٧ جنيهًا و٦٢٠ مليمًا شهريًا.وفي بداية عمل ستوديو مصر، أنتج الاستوديو فيلما قصيرا لمدة عشر دقائق للإعلان عن المنتجات المصرية. كما أنتج نشرة أخبار أسبوعية عن الأحداث في مصر يتم عرضها في دور العرض قبل بداية أي فيلم.
أرسل ستوديو مصر البعثات الفنية من المصريين إلى أوروبا لتعلم فنون التصوير والإخراج والديكور والمكياج فسافر أحمد بدرخان، وموريس كساب "إخراج " و حسن مراد ومحمد عبد العظيم "تصوير"، مصطفى والي "صوت"، ولي الدين سامح "ديكور"، نيازي مصطفى "مونتاج" وتم تعيين الفنان أحمد سالم مديرًا لاستوديو مصر.
وفي فيديو نادر أثناء افتتاح ستوديو مصر عام 1935، ظهر عدد من كبار النجوم، ومنهم الفنان سراج منير وزوجته ميمي شكيب، ومعهما الفنانة ثريا فخري، والفنانة ماري منيب والفنان سليمان نجيب والفنانة تحية كاريوكا والفنان فوزي الجزايرلي.
كما ظهرت في الفيديو الوجوه الجديدة التي قدمها ستوديو مصر في ذلك الوقت، وهن الفنانة ليلى فوزي والفنانة مديحة يسري والفنانة أمينة شريف وفي عام 1960 وبعد قرارات التأميم الصادرة من جمال عبد الناصر أصبح ستوديو مصر من مؤسسات القطاع العام، ثم انتقلت ملكيته عام 1980 إلى المجلس الأعلى للثقافة، ثم انتقلت إدارته عام 1994 إلى الشركة القابضة للإسكان والسياحة والسينما التابعة لوزارة الأعمال.