وزير الثقافة الفلسطيني: جئنا من بلادنا لنؤكد حق شعبنا في الوجود والإبداع .."حوار"

الفجر الفني

محررة الفجر الفني
محررة "الفجر الفني" مع وزير الثقافة الفلسطيني



المشهد الثقافي في فلسطين لا يمكن تجزئته

غزة جزء أساسي من الوطن وركن من العملية الإبداعية في المجال الثقافي

وزارة الثقافة ملتزمة تجاه المبدع الفلسطيني أينما وجد في غزة وفي الضفة الغربية وحول العالم وفي الشتات وحتى داخل فلسطين المحتلة

يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الدولية أن تلفت لطبيعة المضايقات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الثقافة

 سينما جنين لها تاريخها وحضورها الهام وعملية بيعها وفقدانها يمثل خسارة للمشهد الثقافي

 

 

شاعر بدرجة وزير، وُلد في أرض العزة غزة الأبية التي قدمته لفلسطين طفلًا يبحث عن معنى الحرية، شاب في الثمانية والثلاثون من عمره، على درجة عالية من الثقافة، شاعر متميز، يقول عن نفسه "خطوطي هي محاولة للبقاء حيًا فوق زبد البحر المنفي... فإن نجحت كلماتي في رسم خارطتي..أكون قد قدمت أوراق هويتي".

 

تلقى تعلميه في غزة ثم تخصص في الهندسة المعمارية في بريطانيا، عمل بعد التخرج مهندسًا في الإمارات العربية المتحدة، ثم عاد ليكمل تحصيله العلمي في بريطانيا، حيث حصل على درجتي الماجستير في الإعلام الدولي، والدكتوراه في الإستراتيجية الإعلامية من جامعة كاردف.

 

عمل مستشارًا أكاديميًا ومدربًا إعلاميًا لعدد من المؤسسات الإعلامية العربية والدولية. انتقل للضفة الغربية المحتلة عام 2012، وعمل محاضرًا للإعلام في جامعة بير زيت، ثم شغل منصب رئيس دائرة الاعلام في الجامعة حتى عام 2014. وشغل منصب مدير مركز الاعلام الحكومي والناطق باسم حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني.

 

تقلد منصب وزير الثقافة الفلسطيني في 14 ديسمبر 2015، ليثير الجدل هذا الشاب بثقافته وحرصه على العمل وخلق مساحة جديدة من الإبداع ليلبي حاجات الفلسطنيين من الحرية والإستقلال.

 

صدر له أربع مجموعات شعرية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت ودار الشروق في عمان، منها " نورس الفضاء الضيق " عام 2004، وديوان " يحدث في ساعة الرمل " عام 2008، وديوان " كن ضدك مرتين" عام 2015.

 

إنه وزير الثقافة الفلسطيني الشاب دكتور "إيهاب بسيسو" والتي إلتقت به "الفجر الفني" وكان لها معه هذا الحوار:

 

 

حدثنا عن "صندوق التنمية الثقافية" التي تحاول وزارة الثقافة إقراره؟ ومافائدته ؟

 

صندوق التنمية الثقافية هو احدى الخطط التي تقوم الوزارة على تطويرها من أجل حشد الدعم للإبداع الفلسطيني ولدعم المبدعين الفلسطنينين كأفراد ومؤسسات، هذه الخطوة تعد من إحدى الركائز التي تعتمد عليها وزارة الثقافة من أجل إقرارها لخدمة استراتيجية القطاع الثقافي من خلال دعم الإبداع الفلسطيني ونشره عبر فضاءات متعددة سواء كانت على المستوى العربي أو الدولي.


صندوق التنمية الثقافية هو إحدى الخطوات المنهجية من أجل أن يكون هناك عمل ثقافي يستطيع أن يلبي احتياجات شعبنا من الحرية والإستقلال.

 

 

أين غزة من المشهد الثقافي الفلسطيني وخاصةً أنها تحت الحصار وبعيدة كل البعد عن كل سبل الإبداع ؟


غزة جزء أساسي من الوطن وهي ركن أساسي من العملية الإبداعية في المجال الثقافي وهناك العديد من المبدعين والمبدعات في كافة المجالات في المشهد الثقافي في غزة مثل الأدب والمسرح والسينما ووزارة الثقافة لاتفرق بين محافظة وأخرى، وبالعكس غزة حاضرة في المشهد الثقافي الفلسطيني من خلال دعم وزارة الثقافة للمؤسسات الثقافية المختلفة والمشاريع الثقافية كذلك الامر عندما أقامت وزارة الثقافة معرض فلسطين الدولي للكتاب كان هناك حضور مهم للمبدعين من غزة للمشاركة في الفعاليات الثقافية لمعرض الكتاب في رام الله والذي اعتقد أنه يشكل نقطة مهمة جدًا لفلسطين للإنفتاح على محيطها العربي من خلال حضور الكويت كضيف شرف للمعرض، ايضا غزة تشارك في التظاهرات الثقافية العربية حيث أن فلسطين ضيف شرف في معرض عمان الدولي للكتاب وبالتأكيد سيكون هناك وفد من المبدعين في غزة والذي سيكون لهم الحضور في الأمسيات والفعاليات الثقافية.

 

وماردك على من يحاول تجزئة المشهد الثقافي في فلسطين ؟

نحن ندرك تمامًا أنه هناك تحديات كثيرة على صعيد العمل الثقافي في غزة ولكن وزارة الثقافة ملتزمة تجاه المبدع الفلسطيني أينما وجد في غزة وفي الضفة الغربية وحول العالم وفي الشتات وحتى داخل فلسطين المحتلة، نحن نقول أن المشهد الثقافي لا يمكن تجزئته والثقافة الفلسطينية والذاكرة الفلسطينية لايمكن تجزئتها بأي شكل من الأشكال لهذا نحن ملتزمون تجاه المسألة الثقافية والإبداع الثقافي في كافة محافظات الوطن.

 

 المسرح الفلسطيني في القدس يعاني من الضرائب الإسرائيلية فما الإجراءات التس ستتخذها الوزارة لحل هذه الأزمة ؟

هذه مسئولية بحاجة إلى الكثير من العمل ليس فقط على صعيد وزارة الثقافة ولكن أيضا نحن يجب أن ندرك أن نضع الأمور في نصابها وهذا جزء من إلتزام المجتمع الدولي تجاه القضايا الفلسطينية التي يحاول الإحتلال الإسرائيلي أن يشكل من خلالها عوائق تحول دون وصول الرواية الفلسطينية لفضاءات مختلفة.

مسرح القدس المسرح الوطني هو كذلك الأمر من المعالم الثقافية المهمة والتي نؤكد دعمنا المستمر سواء على صعيد الدعم المادي أو المعنوي للفعاليات الثقافية الموجودة في مسرح القدس وفي كافة المحافظات أعتقد أن هذه مسئولية يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الدولية أن تلفت إلى طبيعة المضايقات والإنتهاكات الإسرائيلية بحق الثقافة الفلسطينية.

 

 

وكيف ستواجه الوزارة مسألة بيع سينما جنين؟


هناك جملة تحديات أمام الكثير من المؤسسات، خاصة أن بعضها ملكيات خاصة وقد تعثرت مردوداتها المالية، فقرر المالكون بيعها، كما في سينما جنين.


سينما جنين لها تاريخها وحضورها الهام، وعملية بيعها وفقدانها يمثل خسارة، للمشهد الثقافي في شمال الضفة، وهو ما يطرح سؤال ماذا سنفعل جميعًا.


فلابد من إعادة الاعتبار لدور السينما كرافعة ثقافية مهمة، وحث المواطنين وتشجيعهم على الذهاب الى السينما والإستثمار بها لخلف حالة ثقافية.

 

 

وما التحديات التي تواجه وزارة الثقافة لتحقيق أملها المنشود في العملية الإبداعية؟

 

التحدي الأكبر أمام المشهد الثقافي الفلسطيني يتمثل بسياسات الإحتلال بالدرجة الاولى، والمتمثلة بملاحقة المؤسسات الثقافية في الضفة الغربية وخاصة في مدينة القدس وعقب تولي وزارة الثقافة دعوت إلى عقد لقاء مع المثقفين والمؤسسات الثقافية المقدسية، في المسرح الوطني الحكواتي، لكن الإحتلال حين علم بالإجتماع قام باغلاق المسرح وألغي اللقاء مما يدل على حجم التحديات أمامنا.

إن كل اجراءات الإحتلال لن تلغي إلتزامنا تجاه القدس ومؤسساتها الثقافية، والتي تدعمها الوزارة، بطرق شتى، إن أي فعل ثقافي في القدس يمثل نقطة مهمة وانتصار ثقافي في وجه سياسات التهويد والتفتيت في القدس.

 

 التحدي الأكبر أمام المشهد الثقافي الفلسطيني يتمثل بسياسات الاحتلال بالدرجة الأولى

 

أي فعل ثقافي في القدس يمثل نقطة مهمة وانتصار ثقافي في وجه سياسات التهويد والتفتيت في القدس.

 

جئنا من فلسطين لنؤكد حق شعبنا فى الوجود والابداع والحياة رغم كل التحديات التي نواجهها يوميًا

 

مصر بعراقتها توفر دائما منصة جديدة للإبداع الفلسطينى والتى يحاربها الإحتلال الإسرائيلى باستمرار


حدثنا عن السينما الفلسطينية ودورها في نقل الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني؟

 

الفيلم الفلسطيني موجود وحاضر بقوة في المهرجانات الدولية،فنحن جئنا من فلسطين لنؤكد حق شعبنا فى الوجود والابداع والحياة رغم كل التحديات التي نواجهها يوميًا، إن ما ترونه عبر شاشات السينما هو نقل حقيقى للواقع الذي نحياه كل يوم في فلسطين، فدور الكاميرا نقل بشاعة سياسات المحتل الذي يتفنن في تحويل الحياة الفلسطينية إلى كابوس، ورغم هذا مازال شعبنا باق ليواجه هذه السياسات مهما أمعنت في عزل القدس وفلسطين عن عمقها العربي والدولى لطمس الهوية الفلسطينية ومحاربة الرواية الفلسطينية، لذا نطمح حاليًا أن يكون هناك صناعة سينمائية فلسطينية وأن تكون محمولة على أجنحه عربية والخطوة الأولى لتأسيس ذلك أن يكون هناك دعما عربيًا لهذا الشان.

 

 

"القدس في السينما العربية" هو إحدى برامج مهرجان الإسكندرية السينمائي، ومن هنا انطلق إعلان عام 2017 عامًا للقدس سينمائيًا، ما تعليقك حول هذا الامر ؟

 

 

إن مصر بعراقتها توفر دائما منصة جديدة للإبداع الفلسطينى والتى يحاربها الإحتلال الإسرائيلى باستمرار، وتحمل صوت الملايين من الفلسطينين، إن الابداع الفلسطينى غير محصور فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وبالتحديد منذ أن احتلت القدس عام 1967 على أيدى الميلشيات الاسرائيلية، وهنا فرصة مهمة على أن تكون حاضرة فلسطين بروايتها، إن عام 2017، ستمر فيه الذكرى الخمسين لاحتلال القدس، ورغم أنها ذكرى مأساوية إلا أن الفلسطينيين سيسعون فيها لمد جسورهم الثقافية والإبداعية.

 

أعتقد أن زيارتي إلى القاهرة كانت في غاية الأهمية على كافة الأصعدة، أولا من خلال الدعوة التي تم توجيهها من مصر إلى وزارة الثقافة الفلسطينية لتكون ضيف شرف في مهرجان الإسكندرية السينمائي، والتي تم بموجبها إعلان 2017 عاما لدعم السينما الفلسطينية، وأيضا دعم المهرجانات العربية لتبني هذه المبادرة، ولقد بحثت مع الفنان الأمير أباظة تعزيز الوجود الفلسطيني في المهرجانات والمبادرات الفنية العربية بشكل عام، وكيفية خلق آليات العمل المشتركة بين وزارة الثقافة وتلك المهرجانات السينمائية، ونهدف من خلال ذلك أن تكون الأفلام والسينما الفلسطينية بشكل عام مدعومة بالشكل الكافي لمواجهة الرواية والأكاذيب الإسرائيلية التي تروجها من خلال السينما.