أورام القناة الهضمية تعد من أخطر أنواع السرطانات

الفجر الطبي

أورام القناة الهضمية
أورام القناة الهضمية - أرشيفية


يعتبر سرطان القناة الهضمية وخاصة سرطان القولون من الأمراض الخطيرة والتي يصنفها العلماء من أخطر أنواع السرطانات التي يمكن أن يصاب بها الإنسان وإذا علمنا أن من أحد أهم أسباب الوفيات في العالم مرض سرطان القولون، ويعتبر القولون الجزء الأخير من الجهاز الهضمي والأمعاء الغليظة، وربما يصاب الشخص بسرطان القولون والمستقيم معاً. 

يصاب الإنسان في المنطقة الأخيرة التي تقدر بحوالي17 سنتيمتراً، وطبقاً لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية، فإن سرطان القولون والمستقيم يتصدران المركز الأول في سبب الوفيات من بين أنواع السرطانات التي يصاب بها الرجال والنساء، وإن كان للرجال النصيب والحظ الأوفر والأكبر من هذه الإصابة والوفيات، ومن الملاحظ زيادة عدد المصابين بالسرطان بصفة عامة في جميع أنحاء العالم، حيث وصل عدد المصابين إلى أرقام مخيفة، تقدر بنحو 15 مليون مصاب بالسرطانات المتنوعة، ويموت أكثر من نصفهم جراء هذا المرض، وتتوقع منظمة الصحة العالمية ارتفاع أعدد المصابين بالسرطان خلال الفترة المقبلة، والتي قدرتها المنظمة في العشرين عاماً المقبلة، إذا لم يتم وضع حد لهذا المرض، من خلال معرفة أسبابه وتجنبها، وأيضاً نشر التوعية الصحية حول المرض، في جميع بلدان العالم، لمحاولة الكشف المبكر والتشخيص السليم، وذلك يمكن أن يساعد على تخفيض احتمالات الإصابة بصورة كبيرة تصل إلى خمسين في المائة. 

كشفت أحدث الأبحاث والدراسات عن أن اللحوم المصنعة ثبت أنها أحد أهم الأسباب للإصابة بمرض السرطان، فيجب وضع حد لإنتاج هذا النوع من اللحوم، وتجنب هذا الطريق من الخطر، والمصيبة في هذا المرض أن الكثير من الناس والمصابين به لا يعرفون كيفية التعرف إلى أعراض سرطان القولون، وفي هذا الموضوع نحاول إلقاء الضوء على بعض أعراض هذا المرض الخطير، رغم وجود عدد بسيط من هذه الأعراض، إلا أننا سنحاول توضيحها بشكل جيد، وأيضاً الكشف عن كيفية التعرف إلى مراحل الإصابة المبكرة بسرطان القولون، لأن الاكتشاف المبكر ضروري جداً للنجاة، وتصل حالات الشفاء في الاكتشاف المبكر إلى نسب عالية للغاية، فلا داعي للإهمال، عند معرفة أي من الأعراض التي سوف ننشرها في السطور المقبلة، وكيفية التعامل السريع مع الموقف. توضح الدراسات أن القولون هو الأمعاء الغليظة، وتحديداً الجزء الأخير من الجهاز الهضمي في جسم الإنسان، وله شكل معين داخل البطن، 

حيث يمتد ناحية الجهة اليمنى لأسفل البطن ويطلق على هذا الجزء الأعور، وتظهر بوضوح في نهاية هذا الجزء الزائدة الدودية متدلية، ويصعد القولون من الأسفل في الجهة اليمنى إلى الأعلى من البطن، وأسفل جهاز الكبد، ويسمى هذا الجزء القولون الصاعد، ثم يمتد عرضياً من الأيمن إلى الأيسر في منطقة البطن، وفي ناحية أسفل الطحال ويطلق على هذا الجزء القولون المستعرض، ثم يعاود النزول في البطن مرة أخرى من جهة اليسار في البطن، وهذا الجزء يسمى القولون الهابط، والجزء الأخير منه يتشكل على هيئة حرف S أسفل منطقة البطن من الناحية اليسرى ليدخل منطقة الحوض، ويطلق على هذا الجزء اسم القولون السيني، وبعد هذا الجزء تبدأ منطقة المستقيم، الذي يعتبر آخر جزء من الأمعاء الغليظة أو القولون، ومكانه مباشرة وراء المثانة البولية وفي نهايته توجد فتحة الشرج. وتشير الدراسات إلى أن القولون يقوم بوظيفة تكوين الفضلات، حيث يقوم بتجميع الفضلات المتبقية من المواد الغذائية السوائل، والتي لم يمتصها الجسم من المعدة، أو الزائدة عن حاجة الجسم، وبعد تكوين هذه الفضلات الصلبة على هيئة فضلات يتم التخلص منه من خلال المستقيم إلى فتحة الشرج، عبر مجموعة من الحركات التي تتم في الأمعاء الغليظة، تساعد على دفع الفضلات إلى خارج جسم الإنسان، كما يقوم القولون بامتصاص بعض الفيتامينات والمواد الغذائية، بعد التعامل معها وتحويلها إلى مواد سهلة الامتصاص، عن طريق نوع من البكتيريا التي تنمو وتعيش في القولون، حيث يمثل القولون بيئة مناسبة لنمو هذه الأنواع من البكتيريا المفيدة والنافعة والتي تقوم بتصنيع بعض الفيتامين، والمشكلة تحدث عندما يبدأ حدوث ارتباك واضطرابات في نشاط وأداء الأمعاء الغليظة والقولون العادي والطبيعي والاعتيادي، فمثلاً إذا كان هناك شعور ينتاب الشخص بالانتفاخ المستمر في البطن، ووجود غازات بكميات كبيرة، وحدوث آلام وأوجاع في البطن، مصاحبة لبعض التشنجات المعوية، فهناك مشكلة في القولون، وخاصة إذا كان هناك بعض الدماء مختلطة مع الفضلات، ورغم ذلك فإن ذلك ليس دليلاً ولا مؤشراً على الإصابة بمرض سرطان القولون، لأنها أعراض مشابهة لأعراض البواسير والقولون العصبي وغيرها من الأمراض الأخرى. وتفسر الدراسات هذا النوع من السرطان بأنه يصيب الأمعاء الغليظة أو القولون، في البداية على هيئة أورام صغيرة حميدة، سهل التخلص منها دون أن تسبب أي خطر على حياة الإنسان، والمشكلة أن هذه الأنواع من الأورام الحميدة يمكن أن تتحول إلى نوع من الأورام السرطانية الخبيثة، ويقدر العلماء الفترة التي يمكن أن يتحول فيها هذا الورم الحميد إلى خبيث، من حوالي ما يقرب من 6 سنوات إلى 12 سنة بالتقريب، وعند التحول إلى ورم خبيث سرعان ما يتفشى وينتشر في القولون والأمعاء الغليظة، وتفيد بعض الدراسات أن سرطان القولون يعد أحد الأسباب الرئيسية وبالتحديد السبب الثاني الذي يؤدي إلى الوفاة بمرض السرطان في دولة مثل الولايات المتحدة، ولا يفرق بين الرجال والنساء، ووجدوا أن أغلبية حالات الإصابة بمرض سرطان القولون تكون من نصيب الأشخاص الذين تخطوا سن 55 عاماً، ويرجع تصنيف خطورة السرطانات إلى المدة التي يبقى فيها المصاب على قيد الحياة خلال خمس سنوات من الإصابة بالسرطان، وأيضاً يقاس بنسبة قلة البقاء على قيد الحياة، فكلما انخفضت نسبة بقاء المصاب بالسرطان حياً كلما تم تصنيف هذا النوع بالخطر، فالأنواع المختلفة من مرض السرطان الذي تنخفض فيه نسبة البقاء على قيد الحياه أقل من 50 في المائة يعتبر نوعاً قاتلاً وخطيراً، ومن أخطر السرطانات أيضاً، لأنه يحصد الكثير من الأرواح خلال العام،
 ويصنف مرض سرطان القولون على أنه من النوع الخطير والقاتل. 

وتوضح بعض الدراسات الأعراض التي يمكن أن تظهر عند الإصابة بمرض سرطان القولون، وإذا ما ظهرت أيضاً بعض العلامات التي تشير إلى أعراض سرطان القولون، على الأشخاص أن يهتموا بفحص الفضلات جيداً، فإذا كانت هناك دماء مختلطة بالفضلات، مع وجود معاناة من نزيف مستمر في المستقيم، فيجب فوراً التوجه إلى طبيب متخصص، ولا يظن المصاب بهذا العرض أن لديه نوعاً من مرض البواسير، لأن البواسير أيضاً تسبب عرض النزيف، ولكن الأحوط أن يحدد الطبيب ما هو سبب هذا النزيف، لأنه قد يكون عرضاً من أعراض سرطان القولون، والعرض الثاني هو الإحساس بنوع من الانتفاخ في البطن مع حدوث آلام في المعدة، وأيضاً الشعور بعدم الراحة في الأمعاء والاضطرابات والأوجاع، بل قد يصل الوجع إلى منطقة الحوض وذلك إذا كان مرض السرطان قد تطور ووصل إلى مراحل متقدمة، ورغم أن هذه الأعراض تتشابه مع أمراض أخرى كثيرة، إلا أن الذهاب إلى الطبيب في هذه الحالة ضرورة وفريضة حتى يتم التأكد والاطمئنان، ومعرفة أسباب هذه الأعراض. كما تشير الدراسات إلى عرض آخر وهو إذا لاحظ الشخص تغيرات في الشهية، لأن المصاب بمرض سرطان القولون يعاني انخفاضاً كبيراً في الشهية نحو الطعام، وأيضاً انخفاضاً كبيراً في الوزن لا سبب ولا مبرر لها، والسبب في ذلك فقدان الرغبة والشهية نحو تناول الأطعمة والمشروبات بصورة كبيرة.

نصائح للوقاية

ينصح الأطباء بمراقبة عملية الإخراج، فإذا اكتشف الشخص أن هناك نوعاً من الإسهال المستمر، فيجب التوقف قليلاً ومعرفة السبب، لان المصاب بمرض سرطان القولون تصبح الفضلات لديه على هيئة سائل، والعكس أيضاً أي إذا لاحظ الشخص وجود إمساك مستمر لديه، لان من أعراض سرطان القولون أن يعاني المصاب عدم استطاعته وقدرته على إتمام عملية الإفراغ الكامل للأمعاء، 

وفي هاتين الحالتين يجب أن يستشير طبيباً، ويجري الفحوص اللازمة للتأكد من سلامة الأمعاء الغليظة والقولون، ولا بد من ملاحظة حركة الأمعاء بدقة وعناية، فإذا كان هناك نوع من الاضطراب، مثل الإحساس بتشنجات داخل المستقيم، مع مصاحبة ذلك عدم انتظام في حركة الأمعاء ويظهر لون الفضلات مختلفاً عن الأوقات العادية، 

وأيضاً قد يسبب النزيف فقر الدم، فيظهر المصاب شاحب اللون في البشرة، كما ينزل المخاط مصاحباً للفضلات، فهذه أدلة على أن هناك مشكلة، وهذه الأعراض أيضاً مشابهة لبعض الأمراض الأخرى مثل الإصابة بالقولون العصبي، ولكن الأفضل التوجه إلى الطبيب المختص لمعرفة حقيقة هذه الأعراض والأخذ بالأسباب، فكما ذكرنا أن الكشف المبكر لسرطان القولون يجعل من الشفاء منه بنسب كبيرة ونتيجة جيدة.